القوات الحكومية تتقدم في حلب والمعارضة تتقاتل في الشمال
على امتداد الطريق المحاذية للحدود السورية-التركية باتجاه معبر باب الهوى تلال منخفضة تحجب الداخل السوري عن الانظار. تعلو عليها أبراج مراقبة تابعة للجيش التركي، فتطل شمالا على أراض زراعية وقرى صغيرة تشي بحياة ريفية هادئة في إقليم هاتاي.
أما من الناحية الجنوبية، فتطل على إدلب، إحدى المحافظات السورية التي اندلعت فيها مع بداية العام الجديد حرب داخل الحرب في سوريا، بين تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام من جهة وسائر فصائل المعارضة المسلحة من الجهة الأخرى.
يحمل أخبار ريف إدلب الوافدون إلى معبر باب الهوى. لؤي سعود أحد هؤلاء. وصل إلى المعبر من قرية الدانا التي انتزعتها الجبهة الاسلامية والجيش السوري الحر من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية الأسبوع الماضي.
يصف لؤي معركة طاحنة سبقت خروج تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، قائلا: حاصروا تنظيم الدولة الإسلامية لمدة ثلاثة أيام، قطعوا عنه الإمداد. ومنعوا أيضا خروج أي شيء من الدانا بسبب إشاعات أن تنظيم الدولة الإسلامية يرسل سيارات مفخخة، وقد انفجرت فعلا سيارات في مناطق مثل دركوش .
وأضاف تمت محاصرة الدانا واستمرت المعارك لمدة يومين لم يتوقف خلالها إطلاق النار بين الجبهة الإسلامية وجبهة النصرة، التي انضمت لاحقا وتنظيم دولة الإسلام في العراق والشام. فنظفوا الدانا من دولة الإسلام في العراق والشام، وتسيطر حاليا على الدانا وسرمدا والمناطق الشمالية لإدلب الجبهة الاسلامية وجبهة النصرة وبعض الفصائل من الجيش السوري الحر .
اندلاع القتال جاء بعد مرور أيام على انتشار صورة الدكتور حسين سليمان أبو ريان ، أحد قادة حركة أحرار الشام الإسلامية، مرفقة بصورة لجثة مشوهة.
اتهمت الجبهة الاسلامية التي تضم حركة احرار الشام، تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام بتعذيب ابي ريان حتى الموت، فخرجت مظاهرات في عدة مناطق في حلب وادلب منددة بالتنظيم، وبعد ايام اندلع القتال في الشمال السوري.
بدأ الهجوم على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام واسعا في الأيام الأولى. ولكن بعد انقضاء الأسبوع الاول من الاشتباكات تبين أن الحسم بعيد المنال.
وخلفت الاشتباكات مئات القتلى من الطرفين. وفي حين تراجع تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام في إدلب وحلب، تمكن من صد هجمات شنتها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام في الرقة، فعزز معقله في المحافظة.
هكذا وجد مقاتلو المعارضة أنفسهم يقاتلون على عدة جبهات.
التقيت وائل الخطيب المنسق العام لتجمع ضباط سوريا الأحرار، إحدى فصائل الجيش السوري الحر، في مدينة الريحانية الحدودية التركية، فحدثني عن تأثير الاقتتال الجديد على المعارك ضد القوات الحكومية.
قال الخطيب: في الشمال والوسط كل المعارك التي نخوضها معارك استنزاف للقوة والذخيرة. وهذا يقلل من قوة الجيش الحر ويزيد من قوة جيش النظام. شبابنا كانوا مرابطين على الجبهات فانقسموا نصفين. نصف بقي على الجبهة يرابط ضد الأسد والنصف الآخر يحارب الدولة الاسلامية في العراق الشام. قتل منا في الرستن خيرة الشباب خلال أربعة وعشرين ساعة .
وكما في حمص، تجد الفصائل المعارضة نفسها بين نارين في حلب. فالقوات الحكومية شنت هجوما على المحافظة من الناحية الشرقية، وتمكنت من السيطرة على النقارين وإحراز تقدم في الزرزور وطلعت الطعانة والمجبل شرقي حلب.
فيديو قد يعجبك: