تقرير في ديلي تلغراف يتهم قطريين بتمويل ''إرهابيين'' في سوريا والعراق
لندن (بي بي سي)
في صحف السبت البريطانية تنفرد صحيفة ديلي تلغراف بنشر تقرير يتهم مواطنين قطريين بتمويل جماعات إسلامية متطرفة على صلة بتنظيم القاعدة في العراق وسوريا.
ويكشف التقرير، الذي كتبه روبرت مينديك، عما يقول إنه مواطن قطري كان أحد ممولي هجمات 9/11 ، وهو من يمول اليوم بعض التنظيمات الجهادية المتطرفة في سوريا بعد أن قامت السلطات القطرية باطلاق سراحه.
ويقول التقرير إن خالد محمد تركي السبيعي، الذي أفيد سابقا بأنه قدم ''دعما ماليا'' لخالد شيخ محمد، قد سجن بتهم هجمات إرهابية في عام 2008 ولكن أطلق سراحه بعد ستة أشهر فقط، ويتهم الآن بتمويل ''إرهابيين'' إسلاميين في سوريا والعراق.
وكشفت وثائق نشرتها وزارة الخزانة الأمريكية عن وجود صلات بين السبيعي وممول إرهابي اتهم بتمويل فرع تنظيم القاعدة الذي خطط لتفجير طائرات مسافرين باستخدام قنابل توضع في عبوات معجون الأسنان.
ويقول التقرير إن الجيش الأمريكي أجهض المخطط في غارة جوية على مقرات قيادة الجماعة في سوريا الأسبوع الماضي.
قطر وتهم الإرهاب
ويرى كاتب التقرير أن هذه القضية تلقي الضوء على القلق المتنامي بشأن فشل قطر، إحدى أغنى دول العالم، في وقف تمويل الشبكات الإرهابية.
ويضيف أن منتقدين بارزين باتوا يدعون إلى تدقيق أوسع بصلات قطر مع الإرهاب العالمي ، والتلويح بالعقوبات في حال فشلها في التعامل مع هذه المشكلة.
وينقل التقرير عن مالكولم ريفكيند رئيس لجنة الأمن والاستخبارات في البرلمان البريطاني تحذيره لقطر بأنها ''يجب أن تختار أصدقاءها أو تتحمل العواقب''.
ويضيف البروفسور إنتوني غليس من مركز دراسات الأمن والاستخبارات في جامعة بكنغهام ''من المعروف أنه لاكتشاف الإرهابيين، عليك أن تتبع تمويلهم ، وفي هذه اللحظة يبدو انه ياتي من قطر''.
ويقول كاتب التقرير إنه عرف أن تقريرا صادرا عن أحد مراكز الأبحاث الأمريكية سينشر الشهر المقبل سيشخص نحو 20 شخصية قطرية بوصفهم ممولين بارزين ومسهلين لدعم الجماعات الإرهابية.
ويضيف أن 10 منهم صنفوا كإرهابيين في قوائم سوداء رسمية للولايات المتحدة والأمم المتحدة.
و من بين هؤلاء العشرة، السبيعي البالغ من العمر 49 عاما وهو موظف في البنك المركزي القطري، وقد وضع في القائمة السوداء كممول إرهابي في عام 2008 ولكن ما زال يبدو متورطا بشدة في تمويل الجماعات الإرهابية.
ووصف تقرير أمريكي نشر 2008 السبيعي بأنه يمول ويعمل لمصلحة زعماء بارزين في تنظيم القاعدة ''من بينهم خالد الشيخ محمد قبل القبض عليه في مارس 2003''، وقد وصف الشيخ محمد بأنه ''المهندس الرئيس لهجمات 9/11 '' وقد سجن في معتقل غوانتانامو.
ويضيف التقرير أن الولايات المتحدة تتهم السبيعي ايضا بتقديم دعم مالي لتنظيم القاعدة في باكستان.
حكم غيابي
لمحت برقية دبلوماسية أمريكية إلى وجود خلاف بين أجهزة الاستخبارات القطرية ورئيس الوزراء حمد بن جاسم آل ثاني بشأن قضية السبيعي.
وقد أدين السبيعي غيابيا في عام 2008 في محكمة في البحرين بتهمة التورط بهجمات إرهابية، واعتقل بعد شهرين من ذلك في قطر، أي في مارس من السنة نفسها، ليسجن على خلفية هذه التهم.
ويقول كاتب التقرير إن برقية دبلوماسية أرسلت في مايو 2008 لمحت إلى وجود خلاف بين أجهزة الاستخبارات القطرية ورئيس الوزراء حمد بن جاسم آل ثاني بشأن قضية السبيعي.
ويوضح أن البرقية التي أرسلها القائم بالأعمال الأمريكي قبيل زيارة وزير الخزانة الأمريكي هنري باولسون، تنصح بأن يتم التعامل مع هذه القضية عبر دائرة الادعاء العام والاستخبارات القطرية وليس عبر رئيس الوزراء حمد بن جاسم آل ثاني.
وقد أطلق سراح السبيعي بعد ستة أشهر. وقامت الأمم المتحدة بوضعه على قوائمها للأشخاص الذين يجب أن يخضعوا لعقوبات بسبب صلاتهم الإرهابية.
ويخلص التقرير إلى أن وثيقة من وزارة الخزانة الأمريكية كشفت عن أن السبيعي على صلة بشخصين وصفا بأنهما إرهابيان، وهما أردنيان ، ولكنهما يحملان بطاقة هوية قطرية، طبقا لمسؤولين أمريكيين.
وهما أشرف محمد يوسف عثمان عبد السلام الذي يزعم أنه ساعد السبيعي في نقل ''مئات الآلاف من الدولارات'' الى القاعدة في باكستان. ويوصف عبد السلام بأنه الداعم المالي لتنظيم القاعدة في العراق وجبهة النصرة القريبة من القاعدة في سوريا.
كما تكشف الوثيقة عن صلات السبيعي بعبد المالك محمد يوسف عثمان عبد السلام المعروف باسم عمار القطري، الذي أرسل ،بحسب المسؤولين الأمريكيين، عشرات الآلاف من الدولارات الى محسن الفضلي، زعيم ''جماعة خراسان'' في تنظيم القاعدة في سوريا.
ويعتقد أن الفضلي يقف وراء خطة لاستخدام عبوات معجون الأسنان كقنابل لتفجير الطائرات، وتفيد تقارير بأنه قد قتل في غارة أمريكية على حلب الشهر الماضي.
ويقول التقرير إن شخصية قطرية رفيعة أخرى هي عبد الرحمن بن عمير النعيمي، وهو مستشار لدى الحكومة القطرية ومؤسس لمنظمة خيرية على صلة بالأسرة الحاكمة في دولة قطر، صنفه الأمريكيون ضمن قوائم الارهاب.
وقد اتهم النعيمي بنقل مبلغ 1.25 مليون جنيه استرليني شهريا إلى تنظيم القاعدة في العراق.
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد دافع ضد التهم الموجهة لبلاده قائلا في حوار مع شبكة سي أن أن الأسبوع الماضي قائلا ''إننا لا نمول المتطرفين''.
مخاوف من مذبحة بكوباني
هاجم مسلحو تنظيم الدولة الأسلامية كوباني من ثلاث جبهات من الشرق والغرب والجنوب.
وتحذر صحيفة التايمز في تقرير لمراسلتها على الحدود السورية التركية من مجزرة قد تقع إذا تمكن مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية من احتلال بلدة كوباني ''عين العرب'' التي يحاصرونها.
وتقول المراسلة إن سقوط كوباني سيجعل مسلحي التنظيم يسيطرون على مساحات واسعة من الأراضي على الحدود التركية.
وتصف المراسلة مشهد هجوم مسلحي الدولة على المدينة بعد حصار دام نحو 16 يوما، وتقول أن الهجوم تم من ثلاث جبهات من الشرق والغرب والجنوب، كما أن القصف تركز يوم أمس على الضواحي الشرقية في المدينة.
وتضيف المراسلة أن مراقبين يخشون من حدوث مجزرة إذا تمكن مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية من السيطرة على المدينة التي يشكل الأكراد النسبة الغالبة في سكانها.
ويشير تقرير أخر في الصحيفة نفسها إلى أن المسلحين المتطرفين في العراق قد أقاموا سوق نخاسة يبيعون فيه النساء والأطفال من المسيحيين والإيزيدين والأقليات العراقية الاخرى، حسب محققين تابعين للأمم المتحدة.
وقال تقرير للمفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إن نحو 25 ألف امرأة وطفل سجنوا وانتهكوا جنسيا وبيعوا بسعر نحو 10 آلاف دولار للشخص الواحد بوصفهم من سبايا الحرب و''ملك اليمين'' لمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
ويقول التقرير أن سوق النخاسة هذا يقع في منطقة القدس في مدينة الموصل العراقية وفي مدينة الرقة السورية، وقد استخدم لجذب مجندين جدد لخدمة قضية التنظيم المتطرف.
وتقول الأمم المتحدة إنها تلقت اتصالا من امرأة كانت أسرت في أواخر أغسطس لكنها تمكنت من اجراء اتصال عبر الهاتف النقال لتقول أنها وأخريات يتعرضن لانتهاكات جنسية .
كما يستند التقرير إلى شهادات جمعت من نحو 450 من شهود العيان العراقيين عن مزاعم بارتكاب جرائم حرب.
مراهقة بريطانية في سوريا
تقول الأمم المتحدة إن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية أقاموا سوق نخاسة لبيع النساء والأطفال من الاقليات غير المسلمة.
وتنشر صحيفة الجارديان تحقيقا عن صدمة عائلة وجيران الفتاة يسرى حسين المراهقة البالغة من العمر 15 عاما، بعد أن علموا بمغادرتها بريطانيا والتحاقها بجبهات القتال في سوريا.
وتنقل الصحيفة عن أقارب يسرى شهاداتهم عن القلق الذي انتابهم إثر اختفائها وكيف أنه بعد عشرة أيام من البحث ابلغتهم شرطة مكافحة الإرهاب أنها قد تكون واحدة من مئات المراهقين الذين تركوا عوائلهم في الغرب للالتحاق بالمقاتلين الإسلاميين، وإنهم لم يصدقوا ذلك لأنها لم تكن تحمل أي أفكار متطرفة.
وبعد حملة بحث عن يسرى الطالبة في ''ستي أكاديمي'' في مدينة برستول البريطانية التي كانت تعتزم أن تكون طبيبة أسنان، توصلت الشرطة إلى أنها غادرت البلاد برفقة فتاة أخرى بعمر 17 عاما من جنوب لندن ، لتصلا معا إلى اسطنبول.
وخلصت شرطة مكافحة الإرهاب لاحقا إلى أنهما توجهتا إلى سوريا، وأنهما كانتا على صلة بأشخاص خارج بريطانيا وقد خططتا لسفرتهما بشكل دقيق.
ويواصل التحقيق اللقاءات مع زملاء يسرى في المدرسة أو سكان حيها الذين نفوا علمهم بأي توجهات متطرفة لديها قبل اختفائها.
ويقول طاقم التحقيق إن اختفاء يسرى شكل صدمة في المجتمع المحلي في المنطقة التي تضم أكبر جالية مسلمة في جنوب غربي إستون، التي تضم أناس من أصول وعرقيات مختلفة، ومن بينهم ما يقدر بنحو 15 ألف شخص من أصول صومالية، إذ تضم مدرسة ''ستي أكاديمي'' التي كانت تدرس فيها يسرى طلبة يتحدثون أكثر من 40 لغة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: