لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تحديات المديرين الذين لا يجيدون استعمال مواقع التواصل الاجتماعي

01:04 م الجمعة 07 نوفمبر 2014

استعمال مواقع التواصل الاجتماعي

إريك بارتون - بي بي سي:

يصعب تخيل أجواء طفولة أكثر روعة من تلك التي نشأت فيها رامان سنغ قبل أكثر من عقد مضى. كان ملعبها عبارة عن مرعى للماشية وفدادين من حقول الذرة التي تحيط بمنزلها في مقاطعة برانت الريفية في أونتاريو بكندا.

مع ذلك، فهي لم تملك شيئاً واحداً: خدمة إنترنت سريعة وموثوقة. كان عليها، بدلاً من ذلك، أن تعتمد على خدمة قديمة بطيئة عن طريق الطلب الهاتفي. تستذكر سنغ، التي تبلغ الآن 25 عاماً وتعيش في تورنتو: "كان الأمر يستغرق كل الوقت لكي تنجز ما تريده."

أقرت سنغ أنها تعاني من رهاب التقنية، وكان ذلك حقيقة إلى أن بدأت في دراسة شهادة الماجستير في الاتصالات بجامعة رايرسون بمدينة تورنتو عام 2013. كان المطلوب من طلبة الماجستير أن يكتبوا موضوعات على مدوّنتهم على الإنترنت، وأن يستخدموا موقع تويتر، وأن يعرفوا بشكل عام كل شيء عن الإنترنت.

تقول سنغ: "أحسست بدايةً بأنه عمل روتيني. كنت كثيرة التوتر كلما استعملت موقع تويتر أو أرسلت شيئاً عبر الإنترنت. عندما لا تعرف أي شيء عن الأمور التقنية، فإن شعوراً ما يغمرك."

في نهاية المطاف، وبعد أن أجبرت نفسها على نشر مادتين يومياً على الإنترنت، وجدت طريقة ما وأتقنتها في وقت قصير. تعمل سنغ الآن في جمعية أونتاريو الطبية، ووظيفتها هي: تعليم الأطباء كيفية استعمال شبكات التواصل الاجتماعي للترويج لعياداتهم.

ربما تكون رهبة سنغ الأولية من التقنية أمراً نادراً في أشخاص في مثل عمرها، لكن الكثيرين من بين رجال ونساء الأعمال يتعاطفون معها، وخاصة المديرين الكبار، الذين يشعرون بأنه لا حاجة لهم لمعرفة كيفية عمل التقنية لأن الموظفين يعرفونها.

هذا خطأ يرتكبه أي مدير يريد أن يجد طرقاً جديدة لجعل العمل في مكتبه أكثر كفاءة، كما تقول رييفا ليزونسكي، مالكة شركة "غرو- بز ميديا" (GrowBiz Media) في ليكوود بكاليفورنيا.

وكانت ليزونسكي مديرة التحرير السابقة في مجلة "انتربرينير"، وهي الآن مستشارة لكبار رجال ونساء الأعمال، ويتركز عملها في الغالب حول كيفية زيادة دهائهم من الناحية التقنية.

تقول ليزونسكي "يجب على كل مدير في يومنا هذا أن يمتلك مستوى أساسياً مريحاً في مجال التقنية. فكلما اطلعت عليها أكثر وكانت مألوفاة أكثر لديك، كلما ارتحت أكثر في التعامل معها."

الفهم أم الإتقان؟

لا يتوجب على المديرين أن يتقنوا التكنولوجيا التي تتحكم في مكاتبهم، حسبما تقول ليزونسكي. الحل هو فهم أولي لكيفية استعمال برامج الكمبيوتر، ومعرفة كيفية استخدام شبكات التواصل الاجتماعي للترويج لأعمالهم وأنفسهم.

ويعتقد أندرو ماكفي، المدير المشارك لمركز الأعمال الرقمية في كلية "Sloan MIT" للإدارة في ولاية ماساشوستس الأمريكية، أن الخطوة التالية هي إعادة النظر في كيفية اتخاذ القرارات لترى إن كانت التقنية ستزودك بطريقة أفضل.

يوجد الآن كمّ هائل من الأبحاث في مجال الإدارة. لهذا السبب، يمكن للبيانات والمعلومات أن تساعد المديرين في اتخاذ أي قرار بفعالية أكثر، بما في ذلك التوظيف المؤقت، أو إذا كان منتج ما سيكون مفيداً أو ناجحاً، والتوقيت المناسب لتسويقه.

إن المديرين الذين لا زالوا يعتمدون على حدسهم الشخصي كدليل لهم في العمل يجازفون بالخسارة أمام منافسيهم الذين يستفيدون من الأبحاث ونتائجها للوصول إلى استنتاجات أفضل.

يقول ماكفي "ما تقدمه التكنولوجيا لفن الإدارة هو التقليل من زخم العمل ومن الجانب التخميني المتعلق به. إذا كنت تريد دليلاً بشأن ما إذا كان مرشح ما لإحدى الوظائف سيتفوق في عمله، فمجرد نجاحه في المقابلة لا يعطيك معلومات كافية بالفعل. ما تحتاج إليه هو مقارنة خبرته بما توفره الأبحاث، فهذا ما يمكن إثباته في العمل."

يستطيع المديرون أن يستدلوا بحدسهم عند اتخاذ قرارات تخص كيفية تحفيز الموظفين، وإيجاد ما يمكن أن يحرك ساكنهم. عندها، ستتغلب الخبرة والتجربة على البيانات، حسبما يقول ماكفي.

والسبب بسيط، وهو أن أجهزة الكمبيوتر لم تكن قادرة على فهم الفروقات البسيطة لمحادثة ما. ويضيف ماكفي "إننا كائنات اجتماعية، ولن يتغير هذا الأمر في المستقبل القريب، هنا بالضبط نحتاج إلى مديرين."

سواء كانت المسألة اتقان الاستفادة من البيانات للتوظيف المؤقت أم فقط لاستعمال موقع تويتر، هناك منافذ عديدة أمام المديرين لكي يتعلموا، كما تقول ليزونسكي.

هناك، بالطبع دورات ودروس في الكليات المحلية أو على مواقع الانترنت، مع أن أفضلها، كما ترى، هو إيجاد شخص ما في المكتب، أو ربما أحد الجيران المتميزين، لكي يساعد في الأمر.

وتضيف ليزونسكي "ربما يكون صعباً عليك كمدير أن تسلّم بالأمر للموظفين، وتقول لهم إنك لا تعرف أن تقوم بهذا أو ذاك من الأمور التقنية، لكن لا تهمل التكنولوجيا فقط لأنك تهابها."

بدأت سنغ، في آخر المطاف، في فهم تويتر، ومدوّنات الإنترنت، وذلك من خلال "تعلم القليل كل يوم". هكذا ببساطة. عندما كانت تدرس وتحضر لشهادة الماجستير، أنشأت مدونة خاصة بها على الإنترنت وسمتها "اعترافات مصابة سابقة برهاب التقنية". وقد تحولت هذه المدونة لتصبح منتدى يناقش كيفية تحولها من مبتدئة على الإنترنت إلى خبيرة في الشبكة العنكبوتية.

وفي وظيفتها الجديدة، تبين سنغ للأطباء كيف يمكن لمواقع التواصل الاجتماعي أن تسبب نقلة نوعية لعياداتهم. ليس الأمر سهلاً خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الرعاية الصحية ستظل حقلاً من الحقول التي لا يقضي كثيرون من وقتهم معها أثناء النهار.

لم تستغرق سنغ وقتا طويلا لكي تنتقل من الإنترنت الهاتفي البطيء إلى سرعة النطاق العريض "برودباند" للإنترنت. وعلى نفس الشاكلة، وبجهد قليل، يستطيع المديرون المصابون برهاب التقنية أن يفعلوا ذلك أيضاً.

تقول سنغ: "من المفيد أنني أستطيع أن أوصل تجربتي إلى الآخرين. كنت في يوم ما حيث هم الآن – لا أفهم معنى التواصل الاجتماعي."

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان