التايمز : ذئب يضع ''سيدني تحت الحصار''
لندن - (بي بي سي):
انشغلت الصحف البريطانية، اليوم الثلاثاء، بتداعيات حادث احتجاز الرهائن في مقهى بمدبنة سيدني الاسترالية، وكانت الانتخابات الإسرائيلية حاضرة في مقالات الرأي فيها، فضلا عن اصداء نشر تقرير استخدام وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي اي ايه) وسائل التعذيب لاستجواب المشتبهين بالإرهاب.
وجاءت افتتاحية صحيفة التايمز تحت عنوان '' سيدني تحت الحصار''، قالت فيها الصحيفة إن استراليا أظهرت شجاعة كبيرة في مواجهه التهديد الإرهابي المتنامي.
وأفادت الصحيفة إن الارهاب الذي تتسبب به مسلح وصفته الصحيفة بانه ''ذئب وحيد'' كان له تأثيره البالغ في وسط استراليا، وزرع الخوف والرعب فيها، حتى من دون أن يحولها الى بركة من الدماء.
وأشارت الصحيفة الى أن هذا المسلح استطاع بواسطة بندقية بسيطة تحويل مركز مالي عالمي إلى ساحة رعب لمدة 16 ساعة.
وقالت الصحيفة إن هذا المسلح الذي احتجز الرهائن داخل المقهى كان من بين 3 اشخاص الذين قتلوا خلال عملية الاقتحام التي قامت بها قوات الأمن الاسترالية، مضيفة أن مقتل أي إنسان بريء يعد مأساة، إلا أن الأثر المضاعف لهذا الاعتداء هو ''الخوف''.
ورأت الصحيفة أن استراليا التي لطالما اعتبرت أنها بمأمن، إلى درجة ما، من ''الإرهاب العالمي'' نطراً لموقعها الجغرافي البعيد نسبياً، انضمت الى بريطانيا وامريكا في محاربة تنظيم ''الدولة الاسلامية''، بسبب الأحداث التي شهدتها سيدني أمس، وشجاعة رئيس وزرائها توني أبوت.
وووصفت الصحيفة استخدام المسلح الإيراني العلم الاسود المكتوب عليه عبارات قرآنية بأنه كان عمل ''مضلل''، لأن ''الذئب الوحيد'' هو إيراني المولد ومطلوب بتهم عديدة منها التحرش الجنسي والادعاء بأن لديه قدرات خارقة، فضلا عن تورطه بقتل زوجته السابقة.
''جدل الانتخابات الاسرائيلية''
ونطالع في صحيفة الفاينانشيال تايمز مقالاً لجدعون راتشمان بعنوان ''جدل بشأن الديمقراطية في الانتخابات الاسرائيلية''، قال فيه إن ''اسرائيل تثبت الكثير للعالم ولنفسها في كل مرة تجري فيها الانتخابات''، على الرغم من أنها عانت من موجة انتقادات واسعة جراء العملية العسكرية التي شنتها في قطاع غزة.
يسعى نتنياهو الى اقرار مشروع قانون يقضي بطرد أعضاء الكنيست الذين يدعمون ''الحرب'' ضد اسرائيل.
وأضاف كاتب المقال أن على اسرائيل تهتم بمعالجة باربع مشكلات على وجه الخصوص وهي : أولاً- استمرار الاستيطان في الأراضي فلسطينية وثانياً: القوانين المقترحة لإعلان اسرائيل دولة يهودية، وثالثاً - تنامي التباعد الإسرائيلي عن الديمقراطيات الغربية، وأخيراً - عدم التسامح والتهديد الذي يتعرض له أولئك الذين يشككون في الاجماع الوطني فيما يتعلق بالأمن والارهاب.
ويشير راتشمان الى أنه على الرغم من ان التحدي الديمغرافي الذي يهدد الهوية اليهودية ويجعل من اليهود أغلبية قليلة في حالة ضم أراض الضفة الغربية إلى اسرائيل يمثل احد المبررات الاساسية وراء حل الدولتين، فأن بعض الأصوات في اليمين الإسرائيلي تعلو مطالبة بضم اجزاء من الضفة الغربية لإسرائيل.
ويضرب الكاتب مثلا بنفتالي بينت، احد النجوم الصاعدة في الساحة السياسية الإسرائيلية اليوم، وزعيم حزب ''إسرائيل بيتنا'' اليميني، ووزير الاقتصاد الذي كتب في صحيفة النيويورك تايمز مقالاً يقول فيه إن على إسرائيل أن تضم 55 في المئة من أراضي الصفة الغربية إليها.
ويعلل بينت دعوته هذه بانها ستكون متوافقة مع الديمقراطية، إذ أن 88 ألف فلسطيني يعيشون في هذه المناطق من الضفة الغربية سينالون الجنسية الاسرائيلية، أما الملايين من الباقين الأخرين فسيحصلون على حقوق محدودة للحكم الذاتي.
وأشار كاتب المقال إلى أن العديد من فلسطيني الداخل (عرب اسرائيل) يقولون بأنهم يعاملون كأنهم مواطنون من الدرجة الثانية في اسرائيل، ومنهم حنين الزغني ، العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي والتي جمدت عضويتها بسبب منادتها بفرض عقوبات على اسرائيل. ويعمل رئيس الوزراء الإسرائيلي حالياً على مشروع قانون يقضي بطرد أي عضو في الكنيست يدعم ''الحرب'' ضد اسرائيل.
وحذر راتشمان في مقاله إنه '' في حال تردت العلاقات الاسرائيلية - الأوروبية، فإن إسرائيل ستخسر أمنها وأرضها''.
معرفة الحقيقة:
قالت الصحيفة إنه من الضروري معرفة الحقيقة بمدى تورط بريطانيا في عمليات تعذيب المعتقلين
وطالبت صحيفة الجارديان في افتتاحيتها البرلمان البريطاني بالحذو حذو مجلس الشيوخ الأمريكي الذي نشر تقريراً الاسبوع الماضي كشف فيه عن استخدام وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي اي ايه) وسائل التعذيب خلال استجواب المشتبهين بالإرهاب في أعقاب هجمات 11 سبتمبر.
وقالت الصحيفة إنه من الضروري معرفة الحقيقة والكشف عن مدى تورط أجهزة بريطانية في عمليات تعذيب المعتقلين تلك.
وأثار نشر هذا التقرير بشان استخدام (سي آي إيه) وسائل تعذيب خلال استجوابها لمعتقلين موجة من الانتقادات على الصعيد العالمي، وليس فقط في الولايات المتحدة.
وتتساءل الصحيفة هل أن بريطانيا استخدمت وسائل التعذيب خلال تنفيذها عمليات مشتركة مع الأمريكيين، لأن تقرير مجلس الشيوخ الامريكي يحمل في طياته معلومات تتعلق ببريطانيا ضمن هذا الموضوع، مشيرة إلى انه ''من الضروري معرفة مدى تورط بريطانيا'' في ذلك.
وتخلص الصحيفة إلى القول إن '' الديمقراطية البريطانية بحاجة ماسة إلى معرفة الحقيقة، ولحين التأكد من ذلك، فإن الخطر يحدق بنا، وقد يؤدي في أقصى الحالات إلى تأجيج شهية من يسعون للقيام بعمل إرهابي عنيف شبيه بالأحداث التي شهدتها استراليا خلال الـ 24 ساعة الأخيرة''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: