اليمن .. صراع مذهبي- قبلي يهدد بتقويض التحول السياسي
بي بي سي:
يعاني اليمن انفلاتا أمنيا خطيرا جراء تدني أداء المؤسستين الأمنية والعسكرية خلال الفترة الانتقالية الحالية التي تلت تنحي الرئيس السابق علي عبد الله صالح أواخر العام 2011 تحت ضغط انتفاضة شعبية واتفاق رعته دول مجلس التعاون الخليجي العربية والأمم المتحدة.
وفي محاولة لاستغلال ضعف سلطات الدولة، تسعى المجموعات السياسية والدينية والقبلية الى التوسع سياسيا ومذهبيا وجغرافيا واستقطاب الأنصار والمؤيدين لها خارج مناطق نفوذها الأساسية، الأمر الذي يؤدي الى الاصطدام بقوى أخرى منافسة.
المثال الأوضح على هذا هو التنافس القائم حاليا بين حركة الحوثيين الشيعية التي تتخذ من محافظة صعدة شمالي البلاد مركزا لها وتنظيم التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون) الذي تشكل قبائل حاشد شمال غرب البلاد أحد أهم مصادر قوته ونفوذه.
فعلى الرغم من مشاركة الطرفين في الانتفاضة الشعبية ضد النظام السابق خلال العام 2011 واشتراكهما معا في مداولات مؤتمر الحوار الوطني الذي انتهى مؤخرا، فإن قيادات قبلية في حزب الإصلاح تتهم جماعة الحوثيين بنشر مذهبها ودعاياتها السياسية المعروفة بدعمها لإيران والمعادية بشدة لكل من الولايات المتحدة واسرائيل ولمن ترى أنهم عملاء لهاتين الدولتين في اليمن.
وكذلك، تتهم قيادات قبلية في حزب الإصلاح جماعة الحوثيين بتبني أجندة خارجية مدعومة من ايران لنشر المذهب الشيعي والأنشطة السياسية المعادية لمصالح اصدقاء اليمن وبالتحالف مع بقايا النظام السابق للانتقام من قبائل حاشد بسبب وقوفها الى جانب الانتفاضة الشعبية التي اطاحت برأس ذلك النظام.
أما حركة الحوثيين فتتهم قبائل حاشد بالوقوف الى جانب النظام السابق في جولات الحرب الست التي شنها ضدهم وبالعمل على مضايقة عناصر الحركة الحوثية ومنعهم من ممارسة انشطتهم الدينية والفكرية في المناطق القبلية وبقطع الطرق المؤدية الى معقل الحركة في صعدة شمالي البلاد.
وبسبب هذه الخلافات فقد اندلعت مواجهات مسلحة في بادئ الأمر بين الحركة وبين مجموعة من السلفيين السنة في قرية (دماج) بمحافظة صعدة الذين يقول الحوثيون انهم يتلقون دعما من حزب الاصلاح وقبائل حاشد.
وبعد أن توقفت هذه المواجهات بموجب اتفاق هدنة، عاد الحوثيون الى الاشتباك مرة أخرى مع مسلحين من قبائل حاشد.
وقد اتسع نطاق الاشتباكات بين الطرفين ليشمل محافظتي عمران وصنعاء إذ امتد خلال اليومين الماضيين الى منطقة (أرحب) التي لا تبعد بأكثر من اربعين كيلو مترا من العاصمة صنعاء.
وباستثناء التوسط في هذه المواجهات، فلم تتدخل السلطات الأمنية حتى الآن في فض الاشتباك بين الطرفين تخوفا من ان يؤدي هذا الى تقويض العملية السياسية الجارية.
غير أن مسؤولين في الحكومة يقولون ان الوضع يجب ان يتغير الآن بعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني وان على جميع المسلحين من كل الأطراف إلقاء اسلحتهم.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: