بيجو تتحالف مع دونغفينغ الصينية والحكومة لتفادي الانهيار
أبرمت شركة صناعة السيارات الفرنسية بيجو ستروين المتعثرة اتفاقا طال انتظاره لإنقاذها من خطر الانهيار، لتنتهي بذلك سيطرة عائلة بيجو على الشركة.
ومن المقرر أن تستثمر الحكومة الفرنسية ومؤسسة دونغفينغ موتورز الصينية 800 مليون يورو كل على حدة مقابل الحصول على 14 في المئة من أسهم الشركة.
وينص الاتفاق على رفع رأس المال بقيمة 1.4 مليار يورو يسددها مستثمرون حاليون في بيجو ستروين.
ورغم أن الصفقة لا زالت تنتظر تصويتا من حاملي الأسهم، فهي تمد الشركة بما يلزم من تمويل يضمن استمراريتها بعد نفاد الضمانات الحكومية التي حصلت عليها.
وفي حالة الموافقة على الصفقة ستتقلص حصة عائلة بيجو من الأسهم من 25.4 في المئة إلى 14 في المئة لتتساوى مع أسهم الحكومة الفرنسية ودونغفينغ موتورز الصينية.
وكانت الشركة، وهي ثاني أكبر شركات صناعة السيارات في أوروبا، قد أعلنت أحدث نتائجها المالية يوم الأربعاء محذرة من احتمال تسجيل خسائر حتى عام 2016.
وقالت بيجو إنها نجحت في الحد من صافي الخسائر العام الماضي لتسجل 2.23 مليار يورو مقارنة بخسائر سجلتها عام 2012 بقيمة خمسة مليارات يورو.
كما تراجعت المبيعات بواقع 2.4 في المئة مقارنة بمبيعات 2012 لتسجل 54.1 مليار يورو متأثرة بهبوط الطلب على السيارات الجديدة في أوروبا.
وعلى مدى أشهر، أجريت محادثات بشأن مصير بيجو، إلا أن تقارير أظهرت في الآونة الأخيرة احتمال أن يتم توقيع الصفقة بشكل نهائي في مارس/ آذار المقبل.
وقالت دونغفينغ في بيان لبورصة هونغ كونغ إن الصفقة تعني مزيدا من التوسع وتعزيز التعاون الحالي مع بيجو.
وأضاف البيان أن المشروع يعني أيضا تعزيز التعاون الدولي من أجل تحقيق هدف بيع 1.5 مليون سيارة سنويا تحمل اسم دونغفينغ وبيجو إس أيه وستروين اعتبارا من عام 2020.
يُذكر أن بيجو ودونغفينغ تتعاونان بالفعل في إطار مشروع مشترك ينتج واحدة من أحدث طرز السيارات الصينية والمعروفة بصناعة شاحنات النقل الثقيل بالإضافة إلى خط إنتاج سيارات فينغشين .
ومن المتوقع أن تسفر الترتيبات الجديدة عن زيادة في الإنتاج وإنشاء مركز للأبحاث والتطوير.
كما يُتوقع أن تبدأ دونغفينغ الترويج لطراز بيجو في أسواق السيارات سريعة النمو في منطقة جنوب شرق آسيا.
وبموجب الصفقة، تُعد دونغفيغ أحدث الشركات الصينية التي تستحوذ على نصيب في شركة سيارات أوروبية.
وكانت شركة (شيجيانغ جيلي) القابضة قد استحوذت العام الماضي على شركة (منغنيز برونز) القابضة، صانعة سيارة الأجرة السوداء في لندن.
كما اشترت (جيلي) شركة فولفو السويدية لصناعة السيارات في 2010.
وتأسست بيجو قبل 200 عام بواسطة واحدة من أكبر العائلات الصناعية في فرنسا. وكانت البداية عام 1810 بصناعة العدد ومطاحن البن والتي لا زالت موجودة بالأسواق حاملة نفس الاسم التجاري.
ورغم عراقتها، واجهت الشركة صعوبات مالية وبدأت تفقد جزءا كبيرا من نصيبها في السوق على مدار السنوات القليلة الماضية.
ووقعت بيجو صفقة استثمارية مع جنرال موتورز عام 2012، إلا أن الشركة الأمريكية تخلصت من نصيبها في الشركة الخاسرة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وواجهت الشركة انتقادات لبيع مصنع أولناي سو بوا للسيارات بضواحي باريس العام الماضي في محاولة لخفض النفقات.
لكن الحكومة الفرنسية قالت في وقت سابق هذا الأسبوع إن غلق المزيد من مصانع بيجو ستروين غير مدرج على جدول أعمال الشركة بعدما تحولت إلى شركة مساهمة رئيسية.
وقال أرنو مونتيبورغ، وزير الصناعة الفرنسي، إن الصفقة سوف تمهد لنهوض بيجو من عثرتها وتوفر فرصة تطوير عالمية لشركة أصبحت معزولة عن الأسواق.
فيديو قد يعجبك: