نبذة عن أوليكسندر تيرتشينوف رئيس أوكرانيا المؤقت
يعتبر أوليكسندر تيرتشينوف الرئيس المؤقت لجمهورية أوكرانيا الذراع اليمنى ليوليا تيموشينكو، الرئيسة السابقة للوزراء في البلاد، والتي سجنت في عهد الرئيس فيكتور يانوكوفيتش.
ويشغل تيرتشينوف منصب النائب الأول في حزب كل الأوكرانيين المعارض الذي تتزعمه تيموشينكو، كما يرتبط كلاهما بمشوار من التعاون السياسي يمتد إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي.
وإذا ما أخذنا هذه الصلات الوثيقة بينهما في الاعتبار، فإن بعض الناشطين من داعمي الديمقراطية يتخوفون من أن يكون ظهور تيرتشينوف على الساحة سببا يمهد الطريق أمام تيموشينكو للعودة مرة أخرى إلى منصب رفيع في البلاد.
ومع أن الكثيرين ينظرون إلى القرار الذي قضى بتجريم تيموشينكو عام 2011 بسوء استغلال السلطة، عندما كانت تشغل منصب رئيسة الوزراء في البلاد، كخطوة انتقامية من خصمها السياسي فيكتور يانوكوفيتش، إلا أن البعض يرى أنها تنتمي إلى نفس النخبة السياسية والاقتصادية الفاسدة وسيئة السمعة التي ينتمي إليها يانوكوفيتش.
وعلى الرغم من أن ذلك لم يكن ظاهرا للعيان، إلا أن تيرتشينوف كان يلعب دورا رئيسيا في تلك الاحتجاجات المناوئة ليانوكوفيتش منذ أن بدأت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وفي فبراير/شباط، خضع تيرتشينوف للتحقيقات من قبل النيابة لمشاركته في أنشطة تنظيم قوات الدفاع عن النفس بين المتظاهرين.
وفي أعقاب سقوط نظام الرئيس يانوكوفيتش، عين البرلمان الأوكراني تيرتشينوف رئيسا له ورئيس وزراء مؤقتا. وبعد أن صوت لخلع يانوكوفيتش، عين البرلمان تيرتشينوف رئيسا مؤقتا للبلاد.
إلا أنه وكما هو الحال مع غالبية المعارضين السياسيين، لا يلقى تيرتشينوف الثقة أو الاحتراما الكاملين من قبل المتظاهرين في ميدان الاستقلال بالعاصمة الأوكرانية كييف، وكان قد أثار موجة من الغضب لدى البعض منهم عندما طلب منهم العودة إلى منازلهم بعد رحيل يانوكوفيتش من كييف يوم السبت الماضي.
كما يرى البعض أنه لا يتمتع بالحضور لدى الجماهير، حيث إنه أخفق عندما كان مرشحا لمنصب عمدة مدينة كييف عام 2008 في التواصل مع الناخبين ومني بهزيمة ساحقة على الرغم من أنه كان مدعوما بشدة من قبل تيموشينكو، التي كانت رئيس للوزراء آنذاك.
وعلى غير العادة من التقاليد الأرثوذوكسية والكاثوليكية في أوكرانيا، يشغل تيرتشينوف منصب راعي الكنيسة المعمدانية في كييف.
كما يتمتع تيرتشينوف بموهبة كتابة الروايات التي تتناول قضايا الفساد والاقتصاد الأسود والحكم الاستبدادي.
كما حُولت روايته النفسية المثيرة وهم الخوف التي صدرت عام 2005 إلى عمل سينمائي ترشحت به أوكرانيا عام 2008 للحصول على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية.
وينحدر تيرتشينوف، كما هو الحال مع تيموشينكو، من مدينة دنيبروبيتروفسك الصناعية، التي تقع شرقي أوكرانيا ويتحدث غالبية أهلها باللغة الروسية.
وولد تيرتشينوف عام 1964، ودرس علم التعدين، إلا أن أول علاقة له بالسياسة جاءت مع كونه عضوا في منظمة كومسومول ، وهي منظمة شبابية تابعة للحزب الشيوعي السوفييتي.
وخلال تلك الفترة، انضم تيرتشينوف إلى المنصة الديمقراطية التي انبثقت من الحزب وكانت تسعى لإحداث إصلاح ديمقراطي، بل إنها دعت إلى أولى خطوات الاتحاد السوفييتي الأولية التي اتخذت في الطريق نحو التعددية السياسية.
وعين تيرتشينوف رئيسا لواحدة من بين أعرق وكالات الأنباء المستقلة في أوكرانيا، وقام أيضا قبيل انهيار الاتحاد السوفييتي بتأسيس مركز سياسي للأبحاث.
وفي عام 1993، عين تيرتشينوف مساعدا اقتصاديا لرئيس الوزراء آنذاك، ليونيد كوشما، كما قام وفي وقت متأخر من ذلك العام شارك في تأسيس حزب وسط اليسار هرومادا مع بافلو لازارينكو، لتنضم إليهما في وقت لاحق تيموشينكو.
وجاءت أولى المرات التي ينتخب فيها تيرتشينوف للتمثيل في البرلمان في عام 1998.
إلا أن حزب هرومادا انهار في أعقاب هروب لازارينكو إلى الولايات المتحدة عام 1999 بعد تحقيقات أجريت بشأن ما تردد عن اختلاس مبالغ مالية كبيرة اختلست عندما كان رئيسا للوزراء بين عامي 1996 و 1997.
ثم عمل تيموشينكو وتيرتشينوف على تأسيس حزب كل الأوكرانيين ، والذي أصبح شيئا فشيئا أحد المكونات الأساسية في صفوف المعارضة للرئيس الأوكراني ليونيد كوشما وخلفه المنتخب فيكتور يانوكوفيتش.
وفي الانتخابات الرئاسية عام 2004، كان تيرتشينوف مديرا للحملة الانتخابية لزعيم المعارضة فيكتور يوشينكو الذي جاءت هزيمته المتلاحقة أمام يانوكوفيتش وسط مزاعم بوجود ممارسات واسعة من الفساد، وهو ما أدى إلى إشعال الثورة البرتقالية الأولى في أوكرانيا ما بعد الاتحاد السوفييتي.
وبعد أن وضعت موجة احتجاجات عام 2004 يوشينكو ويوليا تيموشينكو في السلطة ليصبح الأول رئيسا للبلاد والثانية رئيسة لوزرائه، عين تيرتشينوف رئيسا لجهاز الأمن الداخلي الأوكراني في فبراير/شباط عام 2005، حيث وعد بوقف استخدام ذلك الجهاز كسلاح أمني ضد المعارضة السياسية، وعمل على إنهاء التنصت غير المشروع على الهواتف، وتجديد ثقة الناس بالجهاز.
إلا أنه وبعد مجرد مرور سبعة أشهر من تعيينه، فقد تيرتشينوف منصبه ذلك بعد أن أقيلت تيموشينكو من منصب رئيسة الوزراء، ثم عاد مرة أخرى إلى الحكومة كنائب لرئيس الوزراء في حكومة تيموشينكو الثانية التي استمرت من عام 2007 وحتى عام 2010.
فيديو قد يعجبك: