لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أولمبياد سوتشي للمعاقين: لحظات لا تنسى وأرقام قياسية

06:51 ص الإثنين 17 مارس 2014

أولمبياد سوتشي للمعاقين: لحظات لا تنسى وأرقام قياس

مع إسدال الستار على دورة ألعاب سوتشي الأولمبية الشتوية للمعاقين، فإن المدينة الروسية بوسعها أن تفخر باستضافة هذه المنافسة المذهلة، والأرقام القياسية التي تحققت، والقدرات الرياضية الرائعة التي تجاوزت الحدود.

هذه الدورة حظيت باهتمام إعلامي غير مسبوق، وحققت تذاكر المنافسات مبيعات غير مسبوقة أيضا، أظهرت أن حركة أولمبياد المعاقين لم تكتفي بالمجد الذي حققته بعد النجاح الهائل في لندن 2012.

بين الثلوج والجليد، ظهر أبطال جدد ليصنعوا التاريخ، حيث كان القسم الرياضي في بي بي سي هناك وسجّل اللحظات الحاسمة وأبرز الوجوه التي ظهرت في الأولمبياد.

قدمت روسيا أداء قويا كونها البلد المضيف للأولمبياد، وفرضت سيطرتها تقريبا في مركز لورا لاختراق الضاحية بالتزلج والبياثلون (التزلج والرماية).

ومن بين 80 ميدالية حصدتها روسيا - لتسجل رقما قياسيا في الأولمبياد - أحرز الروس 62 ميدالية في هاتين الرياضتين فقط.

وبرز رومان بيتوشكوف كأحد أهم الأبطال الروس، حيث حقق رقما قياسيا بفوزه بست ميداليات ذهبية، ليكون أكثر رياضي يفوز بميداليات ذهبية في رياضة فردية بالأولمبياد الشتوية للمعاقين.

وبدأ بيتوشكوف (36 عاما) مشواره الرياضي بعد أن فقد ساقيه في حادث سيارة عام 2006. وأظهر مواهب حقيقية سواء في اختراق الضاحية أو منافسات بياثلون.

وكانت بدايته الأولمبية في فانكوفر، حيث فاز بالميدالية الفضية في اختراق الضاحية، والبرونزية في البياثلون. لكن بعد إحرازه خمسة ألقاب عالمية في السويد العام الماضي، عانى من ضغوط كبيرة في سوتشي.

وجاء أداء البطل الروسي مذهلا في الفوز بسباقات 7.5 و12 و15 كيلومترا في منافسات بياثلون، بالإضافة إلى اختراق الضاحية لمسافة كيلومتر واحد و15 كيلومترا، وكذلك 4 في 2.5 كيلو متر تتابع. واستحق ثناء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وجاء التعثر الوحيد، في المنافسات النهائية بسباق اختراق الضاحية لمسافة 10 كيلومترات، حيث حل بيتوشكوف في المركز الرابع.

ثارت شكوك بشأن مشاركة أوكرانيا في أولمبياد المعاقين الشتوية، بسبب المخاوف من مقاطعة اللاعبين الأوكرانيين المنافسات، على خلفية التحركات الروسية في شبة جزيرة القرم.

وأدت التحركات الروسية تلك إلى إعلان الأمير إدوارد، رئيس الجمعية البريطانية للمعاقين، إلغاء زيارته لمدينة سوتشي، استجابة لنصيحة حكومية.

لكن في صباح يوم الافتتاح، أكد فاليري سيسكوفيتش، رئيس اللجنة الأولمبية للمعاقين بأوكرانيا، في مؤتمر صحفي مشحون بالعواطف عن مشاركة بلاده في الأولمبياد.

لكن هذا لم يكن نهاية المطاف. ففي حفل الافتتاح ظهر رياضي واحد فقط ممثلا عن أوكرانيا. وحمل ميخائيلو تكاشينكو بمفرده علم بلاده، واختار بقية الفريق عدم الانضمام إليه والظهور في عرض الرياضيين.

وعلى الرغم من أن تكاشينكو تلقى استقبالا حارا من الجماهير في ملعب فشت، في حضور الرئيس بوتين، إلا أن الفريق الأوكراني بالفعل عرض وجهة نظره.

ومن المفارقات المثيرة أن الأوكرانيين حققوا أولى الميداليات الذهبية على حساب الروس.

وتمكن اللاعب فيتالي ليكيانينكو من التفوق على الروسي نيكولاي بوليخين، بطل العالم خمس مرات، وفاز بسباق البياثلون لمسافة 7.5 كيلومتر لضعاف البصر.

قضى الرياضيون الأولمبيون البريطانيون، الأصحاء والمعاقين، سنوات طويلة في محاولة للفوز بميدالية ذهبية على الثلوج.

لكن كل الأمور تغيرت يوم الاثنين 10 مارس/ آذار، عندما نجحت كيلي جالاغر، من أيرلندا الشمالية، ومرشدتها شارلوت إيفانز، في الفوز بأول ميدالية في أولمبياد المعاقين للمملكة المتحدة في سباق التزلج المتعرج لضعاف البصر.

وبدأت جالاغر وإيفانز العمل معا منذ عام 2010، وواجهتا الكثير للوصول إلى منصة التتويج، منها سقطات مدمرة وشجارات ونصائح ووفاة والد جالاغر وكذلك البداية السيئة، حين حلّا في المركز السادس والأخير في السباق الافتتاحي.

لكنهما أظهرتا قوة كبيرة في العودة للمنافسات، وأنهتا السباق متفوقتين على الروسية ألكسندرا فرانتسيفا بنحو 0.22 ثانية.

كما أصبح زميلهما بالفريق جايد إيثرنجتون أكثر البريطانيين نجاحا في أولمبياد المعاقين، حيث أحرز ميداليته الرابعة.

وبهذا، ضمن الثلاثة مكانة في تاريخ الأولمبياد البريطاني.

أحرز المتزلج الكندي براين مكيفير (34 عاما) تاسع ميدالية ذهبية في أولمبياد المعاقين، لكنها كانت الأصعب حتى الآن.

فبعد 200 متر فقط من بداية سباق السرعة لمسافة كيلو متر واحد لضعاف البصر، تعثر مكيفير وسقط أرضا، وكان يبدو أن أمله الوحيد وقتها هو الوصول فقط لخط النهاية.

لكنه استطاع أن يقف سريعا على قدميه. وبمساعدة مرشده جراهام نيشيكاوا، الذي يشارك في أول سباق دولي في حياته، لحق المتسابق الكندي بمنافسيه. وكانت المهمة صعبة في ظل مسافة السباق القصيرة.

لكن ماكيفير كان ساحرا، واستطاع اللحاق بالسويدي زيباستيان مودين، الذي تصدر السباق، وحقق الفوز متفوقا عليه بفارق 1.4 ثانية.

واستطاع بعد ذلك الفوز بميداليته الذهبية العاشرة في سباق 10 كيلومترات، ليصبح أول رياضي كندي يفوز بعشر ذهبيات في أولمبياد المعاقين. وأكد أنه لا يستبعد زيادة رصيده من الميداليات في أولمبياد بيونغتشانغ بكوريا الجنوبية في عام 2018.

نال افتتاح مسابقات التزلج باللوح لأول مرة في الأولمبياد الشتوية اهتماما كبيرا من الجماهير.

ونجح المتسابقون، الذين يعانون جميعا من إعاقات في أطرافهم السفلى، في المضي قدما بمسار السباق وأداء قفزات وحركات صعبة.

وسطرت الهولندية بيبيان منتل-سبي والأمريكية إيفان سترونج تاريخهما في الأولمبياد، حيث أحرزتا أولى الميداليات الذهبية في المنافسات.

وكانت بيبيان الأكثر سعادة بهذه الميدالية، لأنها كانت قد اعتقدت أن حياتها الرياضية انتهت جراء إصابتها بالسرطان، وبتر الأطباء أسفل ساقها.

وقالت رحلتي لم تكن من أجل الفوز بميدالية ذهبية، بل كانت لتسليط الضوء على رياضتنا، ولكي يدرك الأطفال الذين يعانون من إعاقة جسدية أن بإمكانهم ممارسة رياضة مثل التزلج باللوح.

جاءت الرياضية الأمريكية تاتيانا ماكفادين إلى دورة الألعاب الشتوية للمعاقين في سوتشي الروسية، كإحدى المشاهير في سباقات الكرسي المتحرك. فقد فازت بخمس ميداليات ذهبية في بطولة العالم بمدينة ليون العام الماضي، واكتسحت سباقات الماراثون الرئيسية، وفازت بعشر ميداليات في أولمبياد المعاقين الصيفية.

وبعد عام واحد من التدريبات على اختراق الضاحية بالتزلج على الجليد، كانت على وشك الفوز بالميدالية الذهبية في سباق السرعة لمسافة كيلومتر واحد، لكنها جاءت في المركز الثاني بفارق 0.1 ثانية بعد النرويجية ماريان مارثينسن.

والمثير أن تاتيانا من مواليد روسيا، وكانت تعيش في دار للأيتام، وتبنتها الأمريكية ديبي ماكفادين، عندما كانت في الخامسة من عمرها. وهي تعيش حاليا في إلينوي.

ولم تحظ بتشجيع والدتها الأمريكية فقط، بل حضرت إلى سوتشي أيضا والدتها الروسية نينا بوليفيكوفا، التي أنجبتها، وعدد آخر من أفراد عائلتها الروسية. وأعرب جميعهم عن الاعتزاز بها وبقدراتها الرياضية الهائلة.

وقالت تاتيانا إن الجزء الأكثر أهمية بالنسبة لي (في الأولمبياد) هو وجود عائلتي هنا، إنها بالتأكيد لحظة وفاء.

شهدت منافسات هوكي الجليد إثارة كبيرة في سوتشي، خاصة مع لقاء الفريقين الأمريكي والروس في المباراة النهائية لتحديد الفائز بالميدالية الذهبية.

وحظيت المباراة بإقبال جماهيري كبير في ملعب شايبا أرينا. وعرضت شبكة إن بي سي المباراة على قناتها الرئيسية، وذلك في المرة الأولى التي تذيع القناة منافسة رياضية في أولمبياد المعاقين.

وفاز الفريق الأمريكي في النهاية، بهدف سجله نائب قائد الفريق جوش سويني في الشوط الثاني، بعد أن نجح زميله ستيف كاش، حارس المرمي، في إنقاذ مرماه عدة مرات.

وكان سويني جنديا في سلاح مشاة البحرية الأمريكية المارينز ، وفقد ساقيه في أفغانستان، جراء انفجار قنبلة في عام 2009، ليبدأ بعدها مشواره الرياضي.

وقال سويني أعتقد أن من الرائع في الحقيقة أن نحصل على فرصة ثانية لتمثيل بلدنا. فمع إصابتي لم اعتقد أبدا أنه سيكون بوسعي تمثيل بلدي مجددا. لكن الحصول على فرصة أخرى يعني لي الكثير.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان