إعلان

رسالة من أفريقيا: هل يكفي الاعتذار وحده؟

08:21 م الخميس 10 أبريل 2014

رسالة من أفريقيا: هل يكفي الاعتذار وحده؟

يطرح المخرج والكاتب الصحفي، فاراي سيفينزو، من خلال سلسلتنا من خطابات الصحفيين الأفارقة، طبيعة الاعتذارات في وقت تحي فيه رواندا الذكرى العشرين للإبادة الجماعية التي حدثت عام 1994 وأيضا ذكرى نهاية حكم الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا.

تخبرنا بعض الأغنيات الشعبية أن كلمة اعتذار من أصعب الكلمات، لكن هل يكفي الاعتذار وحده؟

وعرض التلفزيون الليبي لقطات أظهرت الساعدي القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، مرتديا زي السجن الأزرق وحليق الذقن وفي هيئة جيدة.

وكانت السلطات حريصة على دحض شاعات تقول إن نجل القذافي، البالغ من العمر 40 عاما الذى تمتع بحياة ترف في عصر والده، يتعرض لسوء معاملة في السجن.

وقال أمام عدسات الكاميرات : أعتذر للشعب الليبي كما أعتذار للأخوة الأعزاء في الحكومة الليبية عن أي ضرر سببته وكذا عن زعزعة الأمن والاستقرار في ليبيا .

ولم تصدر أي إشارة على الفور تقول إن الأخوة الأعزاء في الحكومة الليبية سينظرون إلى هذا الاعتذار كخطوة تكفي لملايين الدولارات التي استولى عليها القائد السابق للقوات الخاصة الليبية والرئيس السابق للاتحاد الليبي لكرة القدم، بحسب مزاعم.

مع دخولنا شهر إبريل/نيسان وما يشهده من إحياء ذكريات للحظات تاريخية بشعة مثل الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 و تحرر دولة جنوب أفريقيا من نير العنصرية، كيف يمكننا أن نفهم كلمة اعتذار هذه الأيام والأهم من ذلك هل تبرر أي شئ على الإطلاق؟

لقد شوهت الأحداث التي جرت في جمهورية أفريقيا الوسطى صورة المسيحيين الذي استهدفوا المسلمين من خلال هجمات انتقامية.

وامتلأت شاشات الأخبار بشباب يعلن، والسعادة تغمره، رغبته في القتل وأنهم قتلوا بالفعل وسوف يقتلون مرة أخرى.

ودأبت قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي على التحلي بالسلمية في الوقت الذي رفض فيه المسيحيون التسامح، فيما حذرت الأمم المتحدة من احتمال حدوث صراع طويل الأجل في جمهورية أفريقيا الوسطى.

وفي الوقت الذي نتذكر فيه الإبادة الجماعية التي حدثت في رواندا، تذكرنا جمهورية أفريقيا الوسطى بأننا شهدنا ذلك من قبل، وأن هناك تحذيرات يعلو صوتها بوضوح، وأنه آجلا أم عاجلا سنسمع عن سياسيين يعقدون لجان الحقيقة والمصالحة وربما يتعين على المسيحيين الذي ارتكبوا جرائم قتل أن يعتذروا ليس فقط في غرف الاعتراف.

لكن هل يجدي ذلك نفعا؟

نتوقع جميعا أن نسمع كلمة اعتذار، مع أن تقديم كبار دعاة الحرب لاعتذار في عصرنا لا يلغي الحروب، لكنه متوقع.

في الوقت الذي نتذكر فيه الإبادة الجماعية التي حدثت في رواندا عام 1994، نتذكر من قدم اعتذارا ومن لم يقدم اعتذارا عن إخفاق العالم في درء عمليات القتل.

ذكر الرئيس الرواندي بول كاغامي، خلال مقابلة خاصة في نهاية الأسبوع، الدور المباشر لبلجيكا وفرنسا في الإعداد السياسي للإبادة الجماعية ، كما كرر زعمه بأن فرنسا لم تبذل الجهود الكافية للحفاظ على الأرواح خلال عمليات الإبادة .

ونفت فرنسا تورطها وقال رئيس وزراء سابق إن البلاد بادرت بتنظيم عمليات إنسانية لمنع انتشار المذابح .

وكانت النتيجة أن الرئاسة الفرنسية قررت في البداية مقاطعة إحياء الذكرى العشرين للإبادة الجماعية، ثم اقترحت تمثيل سفيرها لها في المراسم، لكنه منع من المشاركة في إحياء الذكرى.

وهناك فصل صامت في تاريخ رواندا يزعم أن قوات الجبهة الوطنية الرواندية للرئيس كاغامي قتلت الآلآف، من بينهم قوات حفظ السلام، خلال سعيهم للسلطة والسلام وأن مجموعة من الأفراد أزيلت من تاريخه الخاص، وهي اتهامات نفاها كاغامي.

وفيما يتعلق بجنوب أفريقيا، تحتفل البلاد هذا الشهر بالذكرى العشرين للحكم الديمقراطي، كما أن الرئيس جاكوب زوما على وشك الرجوع إلى بلاده سعيا لفترة رئاسة أخرى.

وعلى الرغم من ذلك يبدو دوما أن مواطني جنوب أفريقيا يتوقعون من زوما تقديم الاعتذار عن ماضيه وأصدقائه وأمواله وطريقة حكمه.

بل ربما يرغبون في تقديم اعتذار عن عفو منحته لجنة الحقيقة والمصالحة في جنوب أفريقيا، التي حققت في انتهاكات حقوق الانسان خلال عصر التمييز العنصري، لمن أظهروا الندم.

وقيل لزوما منذ أسابيع إن ملايين من الأموال العامة أنفقت على تحديثات أمنية لمنزله الريفي في نكاندلا وهو أمر غير مبرر على الأطلاق، وأن عليه أن يرد بعض الأموال التي أنفقت على بناء حمام سباحة ومدرج.

غير أن الذين يتوقعون اعتذارا من رئيس جنوب أفريقيا ربما انتظروا طويلا، لكونه أحال الأمر كليا إلى وحدة تحقيقات خاصة ، وترك الأمة غارقة في معضلته الأخيرة في الوقت الذي يستعدون فيه للذهاب إلى الانتخابات.

ويعتبر الاعتذار مناشدة شخصية من أجل السماح بين أفراد، وعندما يتم التعبير عنه فإننا نتوقع أن يكون هذا الاعتذار صادقا، وإلا فإنه لن يحقق المنشود منه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان