الأمم المتحدة تشعر بالخزي في ذكرى الإبادة الجماعية في رواندا
قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن الأمم المتحدة ما زالت تشعر بالخزي حيال فشلها في منع الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.
وألقى كي مون خطابا في العاصمة الرواندية، كيغالي، أثناء أسبوع إحياء الذكرى العشرين للإبادة الجماعية في رواندا، وقد حضره الآلاف.
وسادت حالة من الأسى المراسم، حتى أن بعض المشاركين أصيبوا بحالات انهيار.
وراح ضحية هذه الإبادة 800 ألف شخص على الأقل، معظمهم من قبائل التوتسي أوالهوتو المعتدلين الذين قتلوا على يد متشددين من قبائل الهوتو.
وانتهت المذابح في يوليو/تموز 1994، عندما سيطرت الجبهة الوطنية الرواندية، وهي حركة يقودها متمردو التوتسي، على العاصمة كيغالي وتولت مقاليد الحكم.
وأشعل الرئيس الرواندي، بول كاغامي، وكي مون شعلة كجزء من المراسم. وستظل مضاءة على مدى مئة يوم، وهو عدد الأيام الذي استغرقته الإبادة الجماعية.
وبحسب وكالة فرانس برس، لم يحضر السفير الفرنسي في رواندا المراسم بسبب خلاف دبلوماسي.
وبدأ أسبوع الحداد بمراسم وضع الأكاليل في النصب التذكاري للإبادة الجماعية. وتبعه إضاءة شعلة في استاد أماهورو في كيغالي، حيث كانت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تحمي الآلاف من خطر الإبادة.
ودارت الشعلة في جميع أنحاء البلاد خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وزارت 30 منطقة متنقلة من قرية إلى أخرى.
وتقول مراسلة بي بي سي، شارلوت آتوود، إن الآلاف تجمعوا في ملعب أماهورو لحضور مراسم التأبين. وتفاعل الكثير منهم مع القصص والخطب والعروض التي استرجعت ذكرى المذبحة. واضطر بعضهم لمغادرة الملعب.
كما أذيعت بعض الأغاني الشعبية الخاصة بالحداد.
وصوّرت العروض المقدمة تاريخ رواندا المعاصر بشكل مأساوي، وهو ما يعكس تفسير الحكومة للأحداث.
وفي أحد العروض، تظهر سيارة تحمل مجموعة من المستعمرين، ويقومون بتبديل قبعاتهم وارتداء خوذات الأمم المتحدة الزرقاء. ثم يتخلون عن الناس حتى تنقذهم الجبهة الوطنية الرواندية الحاكمة.
وبحسب وكالة أسوشيتيد بريس، قال كي مون في خطابه إن طاقم الأمم المتحدة أظهر شجاعة ملحوظة ابان أحداث الإبادة الجماعية. إلا أنه كان بإمكاننا، وتوجب علينا، فعل المزيد. وانسحبت القوات من رواندا في الوقت الذي كانت البلاد في أشد الحاجة إليها .
وأضاف: وبعد ذلك بعام، في سربرنيتشا، كانت المناطق التي تؤمنها الأمم المتحدة مليئة بالأخطار. وتخلت القوات عن الأبرياء الذين كان مصيرهم القتل. ومازالت الأجيال تتوارث هذا الخزي .
وقال الرئيس كاغامي في خطابه إن رواندا كانت في أشد حالات الانكسار بعد الإبادة، إلا أنها استطاعت استعادة وحدتها. وأضاف إن المذبحة ما كان يجب أن تحدث .
وحضر عدد من القادة الدوليين مراسم تأبين ضحايا الإبادة، من بينهم الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، ورئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي، وتوني بلير، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق والمستشار الحالي للحكومة الرواندية.
وحضر المئات يوم الأحد مراسم جماعية في كنيسة العائلة المقدسة في كيغالي، لتأبين من ماتوا في الكنيسة وغيرها من الأماكن.
وقال متحدث باسم الحكومة الرواندية إن فرنسا لن تُمثل في مراسم ذكرى الإبادة الجماعية.
في حين قال السفير الفرنسي في رواندا لوكالة الأنباء الفرنسية إنه تلقى مكالمة هاتفية من وزارة الخارجية الرواندية لإخباري باستبعادي من المراسم .
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قالت إن سفيرها في رواندا سيمثل البلاد في مراسم التأبين بعد إلغاء وزيرة العدل، كريستيان توبيرا، خططها للحضور إثر اتهامات كاغامي لفرنسا بالمشاركة في الإبادة الجماعية.
وفي حوار مع المجلة الأسبوعية جون أفريك الناطقة بالفرنسية، أدان كاغامي الدور المباشر لبلجيكا وفرنسا في التهيئة السياسية للمذابح .
كما قال إن القوات الفرنسية كان لها دور هام في أعمال القتل.
ورفضت فرنسا هذه الاتهامات. وقال إدوارد بالادور، رئيس وزراء فرنسا عام 1994، في حوار مع راديو أوروبا واحد إن فرنسا لم تكن شريكا في الإبادة على الإطلاق. على العكس، كانت فرنسا هي الدولة الوحيدة التي بادرت بتنظيم عمليات إغاثة لمنع انتشار المذابح .
وأرسلت فرنسا قواتها إلى رواندا لإقامة مناطق آمنة في رواندا، وقالت إنها أنقذت حياة الآلاف.
بينما ظلت الحكومة الرواندية تقول بشكل مستمر إن فرنسا لم تتدخل بما يكفي لإيقاف عمليات القتل. والآن، تقول إنها اشتركت مع مسلحي الهوتو في المذابح.
فيديو قد يعجبك: