الجارديان: يجب على السعودية تبني مسار التغيير بسرعة أكبر
لندن - (بي بي سي)
طغى موضوع رحيل الملك عبد الله بن عبد العزيز على افتتاحيات وتحليلات الصحف البريطانية السبت اضافة الى ازدياد الهجمات على التلاميذ المسلمين بعد مذبحة باريس''، اضافة الى قراءة في اساليب ودور التنظيمات الجهادية في الدول العربية وخوف الغرب من الارهاب الجهادي والحركات المسلحة الاسلامية، وعلى رأسها تنظيم الدولة الاسلامية.
وجاءت افتتاحية صحيفة الجارديان تحت عنوان ''يجب على السعودية تبني مسار التغيير بسرعة أكبر وبصورة أكثر مما كانت عليه''.
وقالت الصحيفة إن آل سعود تعد من أكبر وأكثر العائلات نجاحاً في مجال الشركات العائلية في العالم.
واضافت الصحيفة أن الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز استطاع بمهارة عالية ادارة شؤون المملكة منذ عام 1995 عندما تعرض الملك فهد لجلطة اصابته بالشلل.
واردفت الصحيفة أن الملك الراحل نجح في دحر تهديد اسلامي داخلي في بلاده يشبه الى حد كبير تنظيم القاعدة، كما انه استطاع بشكل جيد وإن كان بطيئاً استيعاب فئة متزايدة من المتعلمين، كان لهم دور في تحريك عجلة الاقتصاد الحديث، مضيفة أنه نجح ايضاً في الحد من تصدير التطرف الوهابي وتمويل الحركات الاسلامية في الخارج من قبل السعوديين، وإن كان ليس بصورة كاملة.
كما قام الملك الراحل بتوسيع التشاور وإجراء انتخابات للمجالس البلدية.
وأوضحت الصحيفة أن السعودية خلال حكم الملك الراحل عبد الله ما زالت تشهد حالات مأساوية وتعيسة، فهي بلد يتعرض فيها الشباب الى السجن بسبب تعبيرهم عن آرائهم، مشيرة الى ان هذه البلاد لا تستطيع فيها المراة قيادة السيارة، كما أنه لا يوجد فيها اي دور عبادة لغير المسلمين، رغماً أن فيها عدداً كبيراً من الموظفين المسيحيين والهندوس، كما أن البلاد تعاني من مشكلة حقيقة الا وهي ''الفساد''.
وأشارت الصحيفة إلى ان ''الملك السعودي الجديد، الملك سلمان بن عبد العزيز مريض جداً، هو وولي عهده الامير مقرن بن عبد العزيز''.
وختم بالقول إن عمر الملك لم يكن يوماً مشكلة تاريخية إلا أنه يجب على السعودية تبني تغييراً جديداً أكبر وأكثر مما كانت عليه الأمور قبل رحيل الملك.
''التلاميذ المسلمين''
وفي صحيفة الاندبندنت نطالع مقالا لكاهل مالمو كبير المراسلين بعنوان ''تزايد الهجمات على التلاميذ المسلمين بعد مذبحة باريس''.
ويقول مالمو إن نشطاء قالوا للصحيفة إن التلاميذ المسلمين في بريطانيا يتعرضون للتنمر والاعتداءات بعد مذبحة مجلة شارلي ابدو الفرنسية وسط مخاوف من تزايد عداء المسلمين في المدارس البريطانية مع اخفاق الحكومة في مواجهتها.
ويضيف أن المؤسسة الخيرية الوحيدة التي تراقب جرائم الكراهية المناهضة للمسلمين سجلت زيادة ''كبيرة'' في الحوادث في المدارس عقب هجمات باريس، حيث ابلغ آباء ومدرسون عن هجمات لفظية وجسدية على الطلبة المسلمين.
ويقول مالمو إنه في احدى الحوادث قام تلميذ في مدرسة في اوكسفوردشير بصفع تلميذ مسلم ووصفه بأنه ''ارهابي'' بعد ان ناقش مدرس الهجمات في المجلة الساخرة في باريس والتي راح ضحيتها 12 شخصا. وقال الصبي المسلم لوالديه إنه لا يريد العودة الى المدرسة.
وقالت نقابات المدرسين وجماعات مناهضة العنصرية للصحيفة إنها لاحظت ارتفاعا في حوادث معاداة المسلمين، واصبح من المرجح بصورة اكبر ان يوصف الـ 400 الف تلميذ مسلم في بريطانيا بـانهم ''ارهابيون'' او ''معتدون جنسيا على الاطفال'' او ''مهاجرين''.
''شبح تنظيم الدولة''
وفي صحيفة فاينانشال تايمز نطالع مقالا لجدعون راخمان من دافوس، حيث يقام المنتدى الاقتصادي العالمي. وجاء المقال بعنوان ''شبح جهادية تنظيم الدولة الاسلامية يخيم على النقاش بشأن مستقبل الشرق الاوسط''.
ويقول راخمان إن الترحيب الذي حظي به الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في المنتدى الاقتصادي العالمي يحمل في طياته امرا رمزيا. بدا الامر كما لو انه المرحلة التي توقف فيها الغرب عن التودد للديمقراطية في الشرق الاوسط وعاد الى الصيغة القديمة: ''الزعيم العربي القوي'' الذي يقدم استقرارا محدود الأمد ويقمع الحركات المسلحة الاسلامية.
ويرى راخمان أن اسباب ترحيب الغرب بالنظام الجديد في مصر واضحة، حيث يتزايد خوف الغرب من الإرهاب الجهادي والحركات المسلحة الإسلامية، وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية.
ويقول راخمان إن جلسة أخرى في دافوس كانت تناقش مستقبل العراق وسوريا وتحدث فيها اياد علاوي نائب الرئيس العراقي قائلا ''تنظيم الدولة الاسلامية يزداد قوة. ليس صحيحا انه فقد السيطرة في سوريا. وقال علاوي إنه علاوة على خطره في العراق وسوريا، فإن تهديد التنظيم واضح في مناطق أخرى من الشرق الأوسط، من بينها ليبيا ولبنان واليمن.
ويرى راخمان إن وفاة العاهل السعودي الملك عبد الله ستزيد من المخاوف الغربية بشأن تنظيم الدولة الاسلامية.
ويضيف أن التنظيم شن هجوما انتحاريا شمال السعودية في وقت سابق من الشهر الجاري، ما اشعل مخاوف انتشار العنف الجهادي من العراق وسوريا الى السعودية.
ويضيف الكاتب أن الامير تركي الفيصل، أبرز ممثل للسعودية في دافوس، كان واضحا وصريحا في ادانته لتنظيم الدولة الاسلامية، ولكن آلاف السعوديين انضموا إلى التنظيم.
ويقول إن لتنظيم الدولة الاسلامية وجوداً قوياً في المناطق المتاخمة لسوريا في العراق، كما ان اليمن المجاور ايضا للسعودية يعاني من اضطراب سياسي عنيف يلعب فيه الجهاديون دورا كبيرا.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: