التحالف الصعب بين روسيا وإيران
لندن (بي بي سي)
قوبلت زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للعاصمة الإيرانية طهران بالكثير من الحماس في الدوائر الايرانية الرسمية.
وأثنى الكثيرون على قراره بالتوجه مباشرة من المطار إلى لقاء المرشد الأعلى الإيراني، آية الله خامنئي.
ويبدو أن الاستحسان كان شديدا لدرجة أن وزيرة الخارجية الإيراني الأسبق، على أكبر ولايتي، وصف الزيارة بأنها "الأفضل والأهم في تاريخ الجمهورية الإسلامية".
ورغم عدم وجود تفاصيل عن المقابلة، إلا أن الإعلام الإيراني تناقل تعليقا منسوبا لبوتين، أكد فيه لخامنئي على "أننا على عكس الآخرين، لا نطعن حلفاءنا في ظهورهم".
ومن المعروف أن كسب إيران لتأييد روسيا في حملتها في سوريا أمرا أحدث إنقلابا كبيرا في السياسة الدولية.
وكان الدعم الروسي بمثابة متنفس، بعد أصبح من الواضح أن إيران وحزب الله والجيش السوري يواجهون صعوبات في حماية نظام بشار الأسد على الأرض.
ومع ارتفاع أعداد القتلى بين أفراد الحرس الثوري الإيراني أسبوعيا، كان قرار روسيا بالتدخل في الصراع السوري أمرا جيدا بالنسبة لإيران، كما ساهم في تثبيت أقدام النظام السوري.
انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي
لكن بعض الإيرانيين لا يرون أن التحالف مع سوريا فكرة جيدة، ودفعت زيارة بوتين العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى التدوين عن المواقف التي أثبت التحالف الإيراني-الروسي فيها فشلا.
وقال أحد المستخدمين "المفاعل النووي الذي تبنونه لنا على مدار عشرين عاما، كان من المفترض أن يعمل منذ عشر سنوات. لكن لم يُنجز حتى نصفه". وذلك في إشارة إلى التأخر الكبير في إنجاز مفاعل بوشهر النووي الذي تنفذه روسيا.
وقال مستخدم آخر "لم تصوتوا ولو مرة واحدة ضد قرارات مجلس الأمن التي حولت حياتنا إلى جحيم في السنوات العشر الأخيرة. اذكر ثلاثة أشياء جيدة فعلتها روسيا لإيران".
وثمة تاريخ مشترك من الصراع بين إيران وروسيا، يعود لعقود مضت. وبالنسبة لغالبية الإيرانيين، فإن روسيا عدو خطير وغير متوقع في الشمال. وهو العدو الذي حارب ضده الإيرانيون معارك كبيرة، وعانوا هزائم قاسية.
وكانت الإمبراطوريتان الروسية والفارسية قد وقعتا معاهدة تركمان شاي عام 1828 لترسيم الحدود بينهما، وأُجبرت القوات الفارسية على التخلي عن مساحات كبيرة لصالح روسيا، وهو أمر ما زال حاضرا في أذهان الكثير من الإيرانيين، الذين يعتبرونه تسوية غير عادلة.
زواج المصالح
ويتساءل الكثيرون ما إذا كان زواج المصالح بين الدولتين يمكن أن يستمر في ظل هذا التاريخ من الصراع، لكن الوضع الحالي ينبيء بأن قادة إيران وروسيا متفقين على أهمية تحالفهم في التأثير على الصراع السوري، والمنطقة ككل.
ويأتي ذلك في الوقت الذي لا توجد فيه أية بوادر لتهدئة الصراع بين إيران والمملكة العربية السعودية.
ويسعى الرئيس الإيراني إلى التواصل مع السعودية وتحسين العلاقات، لكن المحاولات فشلت في تحقيق نتائج أو جذب دعم شعبي.
وأعداد الإيرانيين الذين يرون السعودية "عدوا" في تزايد، كما يرون أنها الدولة التي تدعم تنظيم "الدولة الإسلامية"، وأنها تشكل تهديدا مباشرا لإيران.
فيديو قد يعجبك: