جريمة تشابل هيل: ما هو التعريف الأمريكي لجرائم الكراهية؟
لندن (بي بي سي)
يقوم مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي بالتحقيق فيما إذا كانت جريمة قتل ثلاثة من الطلبة المسلمين في بلدة تشابل هيل بولاية نورث كارولاينا تعتبر جريمة كراهية. فما هو تعريف هذا النوع من الجرائم، وكيف يمكن إثبات وقوعها؟
قال والد الشقيقتين يسر ورزان أبو صالحه، محمد أبو صالحه، في الكلمة المؤثرة التي ألقاها في تشييع ابنتيه وصهره ضياء بركات، ''إن هذه الجريمة لايمكن أن تكون إلا جريمة كراهية.''
وتقول الشرطة إن الطلبة الثلاثة قتلوا رميا بالرصاص من قبل جارهم الأمريكي الأبيض المدعو كريج ستيفن هيكس. وأشارت التحقيات الأولية إلى أن دافع هيكس كان خلافا حول مكان لوقوف سيارة، فيما تصر زوجة الجاني على أن الجريمة لم تكن لها دوافع دينية.
ما هي جرائم الكراهية؟
يعرف مكتب التحقيقات الفدرالي FBI جرائم الكراهية بأنها الجرائم التي تتضمن عنصرا مضافا يتمثل في التحيز ضد عنصر أو دين أو الجذر الأثني أو جنس الضحية. ويقول المكتب بهذا الصدد ''لا تشكل الكراهية لوحدها جريمة، وأن مكتب التحقيقات الفدرالي حريص جدا على حماية حرية التعبير وغيرها من الحريات المدنية.''
لذلك يبدو أن مهمة اثبات أن جريمة ما تشكل جريمة كراهية صعبة للغاية.
فعلينا الاثبات أولا أن الجريمة أرتكبت نتيجة اعتناق الجاني هذه الآراء. يقول جوزف كنيدي أستاذ القانون في جامعة نورث كارولاينا ''إذا عمد عضو في جماعة تعتنق مبدأ الكراهية إلى اغتيال زعيم لحركة مناصرة للحقوق المدنية، يكون الدافع الرئيسي واضحا.''
ولكن الصعوبة تكمن في احتمال أن يكون للجاني دافعا آخر عدا الكراهية التي قد يتحلى بها أيضاً، وهو سيناريو قد ينطبق في حالة الطلبة المسلمين الثلاثة كما يقول كنيدي الذي يضيف ''لا تستطيع، بموجب التعليمات الفدرالية الأمريكية، اتهام شخص ما بارتكاب جريمة كراهية فقط لأنه يحمل آراء متحيزة أو متعصبة بل عليك اثبات أن هذه الآراء هي سبب ارتكاب الجريمة.''
من ناحيتها، تقول كامي سيمونز التي عملت في وزارة العدل الأمريكية وتعمل الآن أستاذة في جامعة ويك فوريست، إنه ما لم يعترف المتهم بالدافع الذي حدا به إلى ارتكاب جريمته، يسعى الـ FBI للبحث عن أدلة أخرى لاثبات الدافع.
وقد يعني هذا تحليل كتابات المتهم في وسائل التواصل الاجتماعي، والتحقيق فيما إذا كان قد انضم في الماضي إلى جماعة تعتنق مبدأ الكراهية، واستجواب أصدقائه أو أفراد أسرته. وتقول سيمونز ''قد تثبت هذه الأساليب وجود دافع، ولكن سيظل عليك أن تجد رابط بين هذه الأشياء والجريمة نفسها.''
ماذا يقول قانون نورث كارولاينا؟
تلتزم الغالبية العظمى من الولايات الأمريكية بلوائح خاصة حول جرائم الكراهية، ولكن ولاية نورث كارولاينا تحديدا ليس لها أي تشريع من هذا النوع. ولكن الولاية لديها قانون للـ ''تهديد الأثني'' يمكن تطبيقه على الجرائم الأقل خطورة كالاعتداء وتخريب الممتلكات.
يمكن للكراهية أن تكون عاملا مشاركا في إصدار الأحكام في بعض الجرائم. فلو أدين شخص ما بارتكاب جريمة قتل من غير عمد على سبيل المثال، يمكن زيادة حكم السجن الصادر بحقه بثلاث سنوات في حال الاثبات بأنه ارتكب جريمته بسبب كراهيته لديانة الضحية حسبما يقول كنيدي. ولكن جريمة القتل العمد، التي تعاقب أصلا بالإعدام أو السجن المؤبد غير مشمولة بهذا العامل.
هل يمكن للحكومة الفدرالية أن تتدخل؟
يقوم الـ FBI فعلا بالتعاون مع الشرطة المحلية في التحقيق في الجريمة.
ولكن من غير المرجح جدا أن تضغط الحكومة الفدرالية من أجل توجيه تهمة ارتكاب جريمة كراهية للمتهم هيكس في حال إدانته بجريمة قتل، حسبما يقول أستاذ علم الجريمة برايان ليفن الذي يدير مركز دراسات الكراهية والتطرف في جامعة كاليفورنيا.
وأضاف ''اذا تمكن الادعاء من الحصول على حكم إعدام دون الحاجة إلى اثبات وجود دافع إضافي يتمثل في التعصب الديني أو العنصري، فهذا الذي سيفعله. ويعني ذلك أن بعضا من أبشع الجرائم في تاريخ الولايات المتحدة لم تقاضى بموجب لوائح جرائم الكراهية.''
ما هو الغرض من قوانين جرائم الكراهية إذن؟
رغم أن جرائم القتل لم تشكل إلا حفنة من جرائم الكراهية الـ 6000 تقريبا التي بلغ بها إلى الـ FBI عام 2013، فإن تصنيف الجرائم كجرائم كراهية قد يكون له تأثير كبير في الجرائم الأقل خطورة مثل حرق الصلبان (كما كان يفعل اتباع تنظيم كو كلوكس كلان العنصري) وحرق الممتلكات وتعليق الحبال (من أنشطة الكو كلوكس كلان أيضا).
ويقول ليفن ''هناك الآلاف من جرائم الكراهية الأخرى التي لا يعاقب عليها ما لم توجد لوائح لجرائم الكراهية.''
وتقول سيمونز من جانبها إن قوانين جرائم الكراهية تلعب دورا أوسع في النظام القضائي، وتضيف ''هناك رمزية كبيرة تتصل بوجود هذه القوانين. فنحن نريد أن نردع الناس عن ارتكاب هذه الجرائم ونقول لهم إنه لا ينبغي ابدا استهداف شخص ما لأنه ينتمي الى مجموعة معينة''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: