هل تستمر طفرة البناء في دبي؟
لندن (بي بي سي)
من نافذة غرفة نومي في الطابق الحادي والثلاثين، سأكون قادرا قريبا على مشاهدة أكبر عجلة دوارة في العالم.
لم تكن شقتي المطلة على الشاطئ موجودة منذ 10 سنوات، وكانت جزءا من الفقاعة العقارية بدبي، والتي انفجرت بصورة مذهلة بسبب الأزمة المالية العالمية في 2008 لكنها استعادة شكلها مرة أخرى.
وساهمت مشروعات التشييد الطموحة في وضع الدولة الصحراوية على الخريطة. وتخطط دبي الآن لبناء غابة مطيرة في الصحراء، وأكبر مركز تسوق تجاري في العالم، وأطول برجين متجاورين في العالم أيضا.
ويقولون باللغة العربية أن المؤمن لا يلدغ مرتين، وهذا بالتأكيد هو ما تأمله صناعة البناء في دبي، والتي استعادت عافيتها مرة أخرى بفضل الاستثمارات الأجنبية والقروض.
بصمة بيئية
ويبدو أن النمو العقاري هذه المرة أكثر ثباتا، لأنه يعتمد على طلب استهلاكي وسوق عقاري أكثر تنظيما.
ومع ذلك فإن أكثر الجوانب السلبية المثيرة للاهتمام ارتفاع التأثير على البيئة في دبي وهو ما يعرف باسم البصمة البيئية أو استهلاك البيئة، أكثر من أي وقت مضى.
الاستهلاك في دبي
فالمواطن في دبي يستهلك ضعف متوسط الاستهلاك العالمي من المياه، كما ينتج 2.5 كيلوجرام من القمامة في اليوم، وتعد دبي واحدة من أكثر المدن تلوثا بمركبات ثاني أكسيد الكربون في العالم.
وتنتج توربينات الغاز غالبية استهلاك دبي من الطاقة.
وكمصدر للوقود، فإن هذا الأمر يمثل خيارا نظيفا للطاقة، خاصة أن متوسط انبعاثات الكربون من الشبكة في دبي يبلغ 60 في المئة فقط مقارنة بالمتوسط العالمي.
كما أن توزيع الغاز أوفر بمرتين أيضا عند مقارنته بالعالم، لذلك فإن البنية التحتية لا تمثل عقبة.
ومع ذلك هناك طموح لتحسينها.
ويسعى حكام دبي لتوليد 15 في المئة من الكهرباء من الطاقة المتجددة، مع خفض استهلاك الفرد 30 في المئة بحلول 2030.
ويبدو أن هدف الطاقة النظيفة قابل للتحقيق.
والآن، مع اقتراب فصل الصيف الحارق، فإن الجو لا يزال باردا ويسمح بالبقاء خارج المباني. وتقوم الشمس أخيرا بدورها، وذلك بفضل التغيير الأخير في تكنولوجيا الطاقة الشمسية وأسعارها.
وربما تصبح ألواح توليد الطاقة الشمسية قريبا أمرا مألوفا فوق أسطح منازل المواطنين.
أسعار مخفضة
وإعلان هيكل أسعار الكهرباء الأسبوع الماضي ساعد المواطنين على توفير نفقات استهلاك الكهرباء وشجعهم على تحقيق أرباح من خلال إعادة الكهرباء للشبكة.
وعلى نطاق أكثر اتساعا، فإن هناك أخبارا سارة فيما يتعلق بالدفع نحو تزويد شبكة الكهرباء الإماراتية بالطاقة الشمسية.
ومن المقرر أن تزود شركة أكوا باور السعودية لتطويره وتشغيل الطاقة، دبي بحوالي 200 ميجا وات من الطاقة الشمسية الأرخص في العالم، لمدة 25 عاما.
وقال بادي بادماناثان، الرئيس التنفيذي لشركة أكوا، يمكن الحصول على توفير هائل من استخدام الجدارة الائتمانية لشركة الكهرباء الحكومية دي إي دبليو ايه DEWA.
ويمكن أن يصبح هدف الحد من الاستهلاك تحديا أصعب بكثير، حيث ينطوي هذا على تغيير سلوك المستهلكين.
وتدير شركة دي إي دبليو ايه حاليا حملة لحث المواطنين على التقليل من استخدام أجهزة التكييف، وأن يقوموا بكل الأشياء المطلوبة من المواطنين في العالم، مثل إغلاق مصابيح الكهرباء وتقليل فاقد الاستهلاك.
وعي الجماهير
وقال سعيد العبار، رئيس مجلس المباني الخضراء بالإمارات لـ بي بي سي ''الوعي بقضايا الاستدامة ارتفع بشكل ملحوظ خلال الأعوام القليلة الماضية.''
لكن الأرقام تكشف عن أن الطريق لايزال طويلا.
والخطوة التي اتخذتها الحكومة بالفعل لتوفير بناء المباني الخاصة والعامة الجديدة، جاءت وفقا لمجموعة واسعة النطاق من أنظمة البناء الخضراء التي وضعت العام الماضي.
وأضاف العبار ''هناك أكثر من 800 مبنى تم تصميمها طبقا للوائح الجديدة ويعد هذا إنجازا هائلا.''
لكن التحدي الحقيقي يكمن في ضمان ادراج متطلبات القانون بشكل كامل في الانشاءات النهائية من خلال تدابير صارمة لمراقبة الجودة.
وتستخدم الوسائل البيئية المدعومة من الحكومة للمساعدة في تغيير اتجاهات المواطنين.
إنهم يقدمون أيضا قصصا جيدة، مثل رحلة الصقر الأخيرة فوق دبي، وافتتاح أول مسجد صديق للبيئة في الشرق الأوسط.
وأمام دبي الآن أقل من خمس سنوات لبناء ما أطلقت عليه ''النصب التذكاري للاقتصاد الأخضر، علامة بارزة في التنمية المستدامة''، عندما ستستضيف معرض اكسبو 2020.
ووفقا لمطوريها، فإن غابة دبي المطيرة تمثل فرصة لمعرفة أسلوب الحياة في الغابة من خلال نظام بيئي في القبة المغطاة.
لكن البروفيسور علي القبلاوي، مدير بنك بذور الشارقة قال إن إنشاء غابة صناعية في ظروف صحراوية قاسية كان تحديا للطبيعة، وكان يجب تقييم التأثير على البيئة قبل بناء المشروع.
فيديو قد يعجبك: