مدارج المطارات الفريدة من نوعها في العالم
لندن(بي بي سي)
في عالم السفر، تحظى المطارات بسمعة سيئة لأنها تمثل عقبات ضرورية تقف بين المسافرين وبين مقاصدهم النهائية، وبسبب ما فيها من صفوف الانتظار الطويلة، ووكلاء السفر الذين يقدمون إجابات مقتضبة، والأطعمة المبالغ في أسعارها، وتأخر الرحلات.
ولكن، حسبما قال بعض مستخدمي موقع "كورا" (Quora) للأسئلة والإجابات في مشاركاتهم بشأن المطارات الفريدة من نوعها في العالم، فإن عمليات إقلاع الطائرات وهبوطها تجعل الأمر يستحق ذلك العناء. وفي السطور التالية نستعرض بعضا من هذه المشاركات.
انحدار يتحدى الموت
يمكن القول إن مطار "تنزينغ–هيلاري" النيبالي شُيد للمغامرين وليس لأحد سواهم. فالمطار يقع على منطقة مرتفعة جدا في بلدة لوكلا شرقي نيبال، بالقرب من سلسلة جبال الهيمالايا. أما مدرجه البالغ طوله 460 مترا، فيتضمن انحدارا حادا بنسبة 12 في المئة، وهو ما يجعله غير قابل للاستخدام سوى من جانب المروحيات، والطائرات الصغيرة ذات الأجنحة الثابتة.
أكثر من ذلك، هناك سلسلة جبال في شمال المدرج، بينما في جنوبه يوجد منحدر ينخفض لنحو 600 متر، وهو ما لا يترك لقادة الطائرات التي تستخدم هذا المدرج أي مجال للخطأ على الإطلاق.
ويعد ذلك المهبط المخيف للطائرات مدخل المنطقة بالنسبة لمتسلقي الجبال الحريصين على خوض تحدي تسلق أكثر جبال العالم ارتفاعا. وعلى موقع "كورا"، كتبت المستخدمة آمي روبنسون تصف مدرج ذلك المطار بالقول: "إنه البقعة التي يهبط فيها غالبية من يصلون إلى قمة (جبل) إيفرست. وهو أحد أكثر المطارات خطورة في العالم".
ولذا، ربما كان ذلك سببا ملائما في أن يحمل المطار اسمي المغامريّن الأكثر شهرة في هذه المنطقة من العالم؛ وهما السير إدموند هيلاري، وشِربا تنزينغ نورغَي، وهما أول من وصل إلى قمة جبل إيفرست.
مدرج للطائرات تحت الماء
عندما يرتفع مد مياه البحر إلى مستويات عالية، يصبح مدرج "مطار بارا" في اسكتلندا خفيا عن الأنظار.
وعلى موقع كورا، كتب المستخدم آميت كوشواها يقول: "إنه مطار فريد من نوعه، باعتباره الوحيد في العالم الذي تستخدم فيه طائرات تقوم برحلات منتظمة الشاطئ كمدرج للهبوط والإقلاع".
ومن هذا المنظور، يبدو كما لو كانت أوقات المد والجزر هي التي تُملي على مسؤولي المطار تحديد مواعيد رحلات الطائرات التي تستخدم ذلك المدرج.
ويقبع المطار في خليج ضحل على شاطئ "ترايغ مور" بجزيرة بارا الواقعة في سلسلة جزر "آوتر هبريدز". أما مدارجه فتأخذ شكلا مثلثا، وتتميز بوجود أعمدة خشبية تساعد على توجيه قادة الطائرات من طراز "توين أوتر"، ذات الأجنحة المزودة بمراوح، وتمكينهم من الهبوط على الرمال.
مدرج بطول إحدى جزر المالديف
بالنسبة لقادة الطائرات، يشكل الهبوط في مطار ماليه الدولي بجزر المالديف مهمة شاقة. فالمدرج الأسفلتي الوحيد، الذي يرتفع بنحو مترين فحسب عن سطح البحر، يمتد على طول جزيرة "هولهولي آيلاند" بالكامل، تلك الجزيرة الواقعة في منطقة "نورث ماليه أتول". ويعني ذلك أن أقل خطأ في الحسابات من شأنه أن يطيح بالطائرة صوب أعماق المحيط الهندي.
وعلى موقع كورا، كتب المستخدم بيتر باسكرفيل يقول: "هذا أحد المطارات القليلة في العالم التي تبدأ بالمياه وتنتهي بها، والتي تمتد كذلك على طول إحدى الجزر بالكامل".
ونظرا لأن جزيرة هولهولي، وهي واحدة من سلسلة جزر مرجانية تتألف من 1192 جزيرة تمتد على مسافة تقارب 90 ألف كيلومتر مربع، تُستخدم بشكل أساسي كمطار، فإن زوارها عادة ما يستقلون قوارب سريعة تقلهم إلى مقاصدهم النهائية، بمجرد هبوطهم على أراضيها.
فلتضغط على المكابح
وفقا لما كتبه المستخدم "ضايريا مانِك" على موقع كورا، فإن الهبوط في مطار "جوانشو إي يراسكين" بجزيرة سابا الواقعة بمنطقة البحر الكاريبي "أمر ليس لضعاف القلوب".
ويرجع ذلك إلى أن مدرج المطار يُعتبر هو الأقصر على الإطلاق من بين المطارات المستخدمة بالفعل على النطاق التجاري في العالم بأسره.
فطول المدرج لا يتجاوز 396 مترا (وعادة ما يتراوح طول مدارج المطارات ما بين 1800 و2400 متر). يعني هذا أن الطائرات الصغيرة فقط، وهي تلك القادرة على تقليص سرعتها في وقت قصير، هي وحدها القادرة على الهبوط في هذا المطار.
ويتسم موقع مدرج هذا المطار بالجمال والخطورة في آن واحد. ويكتب مانِك في هذا الصدد قائلا: "يقع المدرج على منحدر يتجه مباشرة صوب البحر الكاريبي من ثلاث جهات، بينما تحيطه تلال عالية من الجهة الرابعة."
ويضيف بالقول: "من غير المسموح للطائرات ذات المحركات النفاثة بالهبوط في هذا المطار، بسبب قصر مدرجه الذي لا يصدق."
"مرهق للأعصاب لكنه جميل ومذهل"
يشكل مطار "تيلورايد ريجينال"، الواقع في ولاية كولورادو الأمريكية على ارتفاع 2,767 مترا فوق سطح البحر، المطار الأعلى ارتفاعا المُستخدم تجاريا في أمريكا الشمالية.
وفي هذا الصدد، كتبت مستخدمة موقع كورا "إرين ويتلوك" تقول: "إنها تجربة مرهقة للأعصاب، ولكنها جميلة على نحو مذهل".
ويقع المدرج الوحيد في مطار تيلورايد، القابع على هضبة بسلسلة جبال روكي، بجانب منحدر مخيف للغاية ينخفض عن مستوى الأرض بـ 300 متر كاملة، وهو المنحدر الذي يقود إلى نهر سان ميغيل في الأسفل.
وعادة ما كان هذا المدرج سيء السمعة بفعل هبوط كبير كان موجودا في منتصفه. ولكن أعمال تجديد جرت عام 2009 جعلت من هذا المهبط آمنا، وقابلا للاستخدام من جانب الطائرات الأكبر حجما.
والآن، يتضمن دليل إرشادي خاص بالمطار يحمل اسم "ماونتين فلاينغ سيفلي"، (الطيران الآمن بين الجبال)، نصائح لقادة الطائرات سواء ذات المحرك الواحد، أو تلك الخفيفة التي تعمل بمحركين، بعدم محاولة الهبوط ليلا، أو الإقدام على الطيران إذا ما كانت سرعة الرياح الموجودة على ارتفاعات عالية تتجاوز 30 عقدة.
كما ينصح الدليل بعدم الإقدام على الطيران إذا ما كان مدى الرؤية لا يتجاوز 15 ميلا (نحو 24 كيلومترا).
مطار مخيف جدا
نظرا لقدر الرعب الشديد الذي كانت تبعثه تجربة الهبوط في مطار كاي تاك – المغلق حاليا – في هونغ كونغ، ابتكر المسافرون اسما حركيا لهذه التجربة وهو "النوبة القلبية لـ ’كاي تاك‘".
وهنا كتب مستخدم موقع كورا "جاي واكر" يقول: "لم يعد مطار كاي تاك موجودا، ولكنه كان من عجائب عالم الطيران عندما كان قيد التشغيل،" في الفترة ما بين عامي 1925 و1998.
ويضيف واكر: "كان (المطار) يقع على بقعة صغيرة من أرض تم تجفيف مياه البحر التي كانت تغمرها في أحد الموانئ، وكانت هناك مبانٍ شاهقة الارتفاع على جانبيه. كان هناك مدرج قصير نسبيا بالنسبة لاستخدام الطائرات الكبيرة، ودائما ما كان الهبوط على متن طائرة (من طراز بوينغ) 747 يبدو مروعا".
ويتابع: "حينما كنت تنظر من النافذة خلال عمليات الإقلاع أو الهبوط، كنت تشعر كما لو كان بوسعك أن تُنْعِمَ النظر في غرف المعيشة،" بمنازل القاطنين بجوار المطار.
فيديو قد يعجبك: