لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

وجهة نظر: إلى أي مدى يؤجج التنافس السعودي–الإيراني الحرب في اليمن؟

12:33 م الإثنين 11 مايو 2015

تتهم إيران والسعودية كل منهما الأخرى بالعدوان في ا

بقلم - ديفيد روبرتس من كينج كوليج، لندن:
تصور المملكة العربية السعودية، القوة السنية، بقصد أو بدونه، القتال في اليمن على أنه حرب بالوكالة مع منافستها الإقليمية الشيعية إيران، على الرغم من أن ذلك سوء توصيف خطر للصراع.

فالسعودية تنظر إلى تنامي النفوذ الإيراني في كل مكان، من الشمال في العراق وسوريا أو الشرق داخل أراضيها وكذلك في مملكة البحرين، والآن أصبح النفوذ واضحا إلى الجنوب حيث اليمن.

لكن وجهة النظر هذه تناقض تعقيدات السياسة الداخلية في اليمن، فالتركيز الشديد على دور إيران، لن يؤدي على الأرجح إلى أي شيء يقترب من نهاية ناجحة، خاصة أنه يأتي في ظل حملة القصف التي تقودها السعودية، والتي لم تحقق أهدافها المعلنة بعد.

ويرتبط لقب الحوثي، وهو في الأصل اسم قبيلة، بالطائفة الزيدية من المسلمين الشيعة، وهكذا، بتبسيط مفرط إن لم يكن خاطئا يربطون بمذهب الشيعة "الإثنى عشرية" الذي تدين به غالبية الشيعية وإيران على وجه الخصوص.

أولا، تنبغي الإشارة إلى انه ليس كل الحوثيين زيدين، وليس كل الزيدين حوثيين.

وثانيا، تعد الزيدية من أقل الفرق الشيعية اختلافا مع عقيدة اهل السنة.

وأيا كان التشابه العقائدي بين الحوثيين وإيران، ثمة مفهوم ضمني بأن أية قواسم مشتركة تهم. وسواء كانوا متحدين اسميا أو مختلفين في العقيدة، فان ذلك نادرا ما يكون عاملا حاسما في الفعل كما يتصور بشكل ساذج.

ولا شيء من هذا (يقود) لتجاهل القواسم المشتركة بين إيران والحوثيين. فكلاهما يجاهر بشدة وبصخب بنزعته العدائية ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، كما أن ثمة أمثلة واضحة لتعاون الحوثيين بطرق ما مع إيران في السنوات الأخيرة.

فبعد يوم من استيلاء الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء، فبراير الماضي، وقعوا اتفاقا جويا مع إيران، وهبطت طائرة تابعة لشركة طيران ماهان الإيرانية في مطار صنعاء.

جدل داخلي
لكن وصم الحوثيين بأنهم "مدعومون من إيران" بهذه البساطة، يحجب الطابع المحلي للصراع الذي سبق الربيع العربي.

فقد حكم الزيديون أجزاء من اليمن لما يقرب من ألف عام تقريبا وحتى 1962، وكانوا يحظون بدعم المملكة العربية السعودية في فترة السبعينيات.

لكن الحوثيين، الذين ظهروا بعد ذلك كحركة صحوة للطائفة الزيدية في أعوام التسعينيات، خاضوا سلسلة من الحروب في الفترة بين 2004 و2010 ضد الدولة المركزية اليمنية المدعومة من السعودية، والتي كان يقودها الرئيس السابق على عبدالله صالح وهو زيدي أيضا.

وهو ما يعني أن دور الطوائف الدينية كان ثانويا بشكل مدهش في الماضي، حتى تعمق بسبب محاولات المملكة العربية السعودية نشر نسختها المتشددة من الإسلام السني في اليمن، في فترة التسعينيات على وجه الخصوص.

ويعتقد الحوثيون أن مثل هذه السياسات وضعت لزيادة تهميش موقفهم، نظرا لقاعدتهم التاريخية القوية في محافظة صعدة على الحدود اليمنية مع السعودية.

غنائم الحرب
ونظرا للحروب العديدة التي خاضها الحوثيون ضد القوات الحكومية، فإنهم حصلوا على كل التدريب والخبرة القتالية التي يحتاجونها لهزيمة القوات السعودية عندما حاولت دخول اليمن عام 2009، ومن الواضح أنهم يبلون بلاء حسنا ضد الحملة الجوية الحالية التي تشنها السعودية وحلفاؤها.

وربما يكون الأكثر أهمية، هو أن سنوات الحرب الطويلة أغرقت اليمن بالأسلحة.

وهناك الكثير من الاتهامات بأن إيران تمد الحوثيين بالأسلحة، وبعض هذه التقارير تفتقد المصداقية، مثل إصرار قناة العربية المملوكة للسعودية على وصول 185 طنا من الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين، مخترقة القوات التي تحاصر سواحل اليمن حاليا.

وهناك قصص أخرى أبعد ما تكون عن المعقول فيما يتعلق بنقل الأسلحة الإيرانية، ومنها اعتراض مركب شراعي إيراني في طريقه لليمن عام 2013 محملا بمعدات عسكرية متقدمة.

في حين أشار تقرير لمجلس الأمن الدولي بأن تحقيقا مستقلا لم يؤكد هذه المزاعم، لكن تقريرا لم يصدر بعد خلص إلى أن ظهور شكل من الدعم الإيراني للحوثيين.

مرونة الحوثيين
ومع ذلك فإن المشكلة المزمنة مع مثل هذه الحالات هي أن أدلة التورط الإيراني غالبا ما تأتي من مصادر لديها مصلحة في توصيل هذه الفكرة: سواء من السعودية أو اليمن أو الجانب الأمريكي.

وبالرغم من الدعم الخارجي، فهناك مصدر واضح للأسلحة التي وصلت للحوثيين بفضل الاتفاق الجديد مع عدوهم السابق، علي عبدالله صالح، والذي بدا أنه ساعدهم للاستيلاء على العاصمة صنعاء في خريف 2014.

وهو ما منحهم الفرصة لمساعدة أنفسهم بالحصول على كميات غير محددة من الأسلحة الأمريكية من قواعد الجيش التي سيطروا عليها بسهولة.

وعموما، فإن الترديد المستمر لمنطق "مقاتلو الحوثي المدعومين من إيران" يمثل إشكالية لأنه يبسط الصراع أكثر من اللازم، ويظهر الكثير جدا من التركيز على الخارج.

وإذا كانت إيران هي المصدر الرئيسي للإمدادات، عندها فإن حملة جوية لتدمير مخازن الأسلحة ومنع إعادة التزود بها قد يكون أمر له معنى. لكن هذا المنطق في موضع اختبار صعب بسبب عدم انهيار الحوثيين بالكامل في وجه الهجوم.

صعود القاعدة
وبالمثل، فإن الحاجة الملحة لمكافحة الحوثيين خشية نمو قوة افتراضية تحارب بالوكالة عن إيران في شبه الجزيرة العربية منح تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب (AQAP) فرصة مجانية لتوسيع نطاق سلطته.

ونجح التنظيم مؤخرا في إعادة تقوية معاقله في منطقة المكلا، جنوبي محافظة حضرموت، والاستيلاء على مطار وقاعدة عسكرية وسجن وتحرير عشرات السجناء بينهم قادة بالتنظيم.

ومازالت الولايات المتحدة تضع القاعدة على رأس أهدافها في اليمن، وسيؤدي هذا التحول في الأحداث بلا شك إلى دفع واشنطن إلى إعادة النظر في تقديم الدعم المفتوح للسعودية في حملتها.

ولن يكون الأمر مفاجئا، إذا ما كانت التحذيرات الأمريكية من نتائج الحملة وتمكينها لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب قد لعبت دورا في إعلان السعودية إنهاء الحملة الجوية في 12 أبريل 2015.

لكن لا مفر من الشعور أن دول الخليج، بقيادة المملكة العربية السعودية، تفرض سياستها ببساطة عبر الطيران في اليمن.

وبدلا من أي شيء يقارب خطة استراتيجية مقنعة، فأن اللجوء إلى القصف الجوي لفترة قصيرة لتحقيق نصر، لا يوحي بالأمل في المستقبل القريب.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان