السعودية تحذر من تمويل إيران لـ "أنشطة شريرة" بعد رفع العقوبات عنها
لندن (بي بي سي)
حذرت المملكة العربية السعودية من أن قرار رفع العقوبات المفروضة على إيران بعد الاتفاق بشأن برنامجها النووي ستكون له آثاره الضارة في المنطقة إذا استثمرت طهران الدخل الإضافي الذي ستحصل عليها لتمويل ما سمته "أنشطتها الشريرة".
وقال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في مقابلة مع وكالة رويترز للأنباء إن بلاده لن تتفاوض مع إيران فيما يتعلق بقضايا الدين أو الأمن.
وردا على سؤال : عما إذا كانت السعودية تسعى للحصول على قنبلة نووية في حال تمكن إيران من الحصول عليها؟ شدد الجبير على أن السعودية ستقوم "بكل ما ينبغي القيام به لحماية شعبنا".
بيد أنه استدرك في اجابته قائلا "لا أعتقد من المنطقي توقع أننا سنناقش هذا الأمر علنا، ولا أعتقد أن من المنطقي توقع إجابة مني عن هذا السؤال بطريقة أو بأخرى".
وقد تصاعد التوتر بين القوتين الإقليميتين في الأشهر الأخيرة.
وكانت الرياض ترحب في السابق بشكل علني بتحقيق اتفاق لوقف البرنامج النووي الإيراني، بيد أن المسؤولين السعوديين ظلوا يعبرون في تصريحاتهم الخاصة عن قلقهم من إمكانية أن تستخدم إيران الأموال التي ستحصل عليها لدعم الميليشيات التي تمولها في عموم المنطقة.
"فراغ"
وبشأن الأموال التي ستحصل عليها إيران بعد رفع العقوبات عنها قال الجبير "هذا يتوقف على إلى أين ستتجه هذه الأموال. إذا ذهبت إلى دعم الأنشطة الشريرة للنظام الإيراني سيكون لذلك نتائج سلبية وسيشكل انتكاسة، أما إذا ذهبت لتحسين مستويات معيشة الشعب الإيراني فسيكون ذلك محل ترحيب".
وكان مسؤولون سعوديون قد عبروا في السنوات الأخيرة عن خشيتهم من أن الولايات المتحدة، الحليف الأقوى للملكة، قد تفك ارتباطها مع منطقة الشرق الأوسط، وحذر بعضهم من أن ذلك قد يقود سوريا إلى الغرق في دوامة حرب أهلية طاحنة.
بيد أن الجبير استبعد انسحاب واشنطن من المنطقة، مشيرا إلى أن العالم يتطلع إليها بوصفها القوى العظمى الوحيدة القادرة على توفير الاستقرار في المنطقة.
وشدد على القول "إذا حدث تراجع أمريكي أو انسحاب أمريكي فأن القلق الذي سيساور الجميع هو أن ذلك سيترك فراغا، وعندما يكون ثمة فراغ أو خواء، فأن القوى الشريرة ستتدفق" إليه.
وكان الجبير اتهم، في مقابلة مع بي بي سي الأسبوع الماضي، إيران بأنها تتصرف بطريقة مدمرة وبأسلوب يؤدي إلى عدم الاستقرار في المنطقة.
بيد أنه استبعد أن تؤثر المواجهة السعودية مع إيران على المحادثات السورية المتوقع استئنافها في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، لأن طاولة التفاوض ستكون بحضور ممثلين عن الأطراف السورية فقط.
وتحظى الحكومة السورية بدعم قوي من إيران بينما تدعم السعودية جماعات المعارضة الرئيسية في سوريا.
"حرب كلامية"
وينعكس الصراع السعودي الإيراني في حروب ونزاعات تخاض في المنطقة، حيث يدعم الجانبان أطرافا متحاربة في سوريا واليمن وأطرافا سياسية متنافسة في العراق والبحرين ولبنان.
ويقول مراسل الشؤون الأمنية في بي بي سي فرانك غاردنر في تحليل له لطبيعة الصراع الإيراني السعودي إن الحرب الكلامية الدائرة حاليا بين الرياض وطهران هي الأحدث في سلسلة زيادة حدة التوتر بين الجانبين.
ويضيف "يعتقد السعوديون أن ما يصفونه بـ"تدخل" إيران في المنطقة يمتد إلى دول أخرى أيضا، ويتيح لهم قدرا من جنون العظمة. ويتهمون إيران بتأجيج السخط الشيعي في السعودية والبحرين ودعم المتمردين الحوثيين في اليمن".
ويكمل "أما القادة الإيرانيون فيتهمون السعوديين بتمويل نسخة من التطرف وعدم التسامح للإسلام السني، وينحون عليها بمسؤولية ظهور تنظيمات جهادية مثل القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية".
وكانت السعودية قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد أن هاجم متظاهرون في طهران مبنى السفارة السعودية، احتجاجا على إعدام السعودية للشيخ السعودي الشيعي المعارض نمر النمر.
وكان اعدام النمر سببا في اندلاع احتجاجات غاضبة في إيران صاحبها هجوم متظاهرين على السفارة السعودية في طهران، انحت السعودية باللائمة بشأنه على الحكومة الإيرانية.
فيديو قد يعجبك: