العبادي: التقدم في حملة الموصل يجري أسرع مما كان مخططا له
( بي بي سي):
قال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إن الحملة العسكرية على تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل تجري بسرعة أكبر مما كان مخططا لها في البداية.
وأكد العبادي، الذي كان يتحدث عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع مسؤولين رفيعين في الاجتماع الذي تستضيفه العاصمة الفرنسية لبحث مستقبل الموصل، أن القوات العراقية تتقدم صوب المدينة بسرعة أكبر مما كان متصورا ومما كان مقررا في خطة الحملة.
ومن جانبها، قالت قوات البيشمركة الكردية إنها شنت عمليات عسكرية واسعة النطاق في مناطق شرق وشمال الموصل، في سياق الهجوم المتواصل لطرد مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية من ثاني أكبر المدن العراقية.
وتهدف هذه العمليات إلى تضييق الخناق على مسلحي التنظيم في آخر أقوى وأكبر معاقلهم في العراق.
وقد تقدم الجيش العراقي من المحور الجنوبي في سياق الهجوم ذاته، بمشاركة من القوات الخاصة في طليعة الهجوم.
تهدف هذه العمليات إلى تضييق الخناق على مسلحي التنظيم في آخر أقوى وأكبر معاقلهم في العراق
ويقول الجيش الأمريكي إن ثمة مؤشرات على مغادرة قادة تنظيم الدولة الاسلامية لمدينة الموصل.
ويعتقد أن نحو 5 آلاف مسلح من التنظيم ما زالوا داخل المدينة.
ويقول المقاتلون الأكراد إن عملياتهم كانت على ثلاث جبهات وجاءت لإدامة زخم التقدم الذي حققوه والقوات الأمنية العراقية في المنطقة.
وقال بيان للبيشمركة إن أهداف العملية "تطهير عدد من القرى القريبة، وإحكام السيطرة على المناطق الاستراتيجية لتحجيم تحركات تنظيم الدولة الاسلامية".
وأفاد مصدر في قوات البيشمركة بأن تلك القوات "تتقدم باتجاه بلدة تل أسقف ذات الغالبية المسيحية من ثلاثة محاور في شرق وشمال شرق الموصل وهي (تل اسقف -بعشيقة -والنوران) تحت غطاء جوي من طائرات حربية أمريكية وفرنسية وكندية".
وأكد المصدر أن قوات البيشمركة وصلت إلى مركز ناحية النوران واقتحمت بعشيقة وسط اشتباكات عنيفة مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي غضون ذلك، انضمت القوات الخاصة العراقية إلى الهجوم الخميس بتقدمها قبيل الفجر في بلدة برطلة، حسبما نقلت وكالة اسوشييتد برس عن اللواء الركن معن السعدي.
وقال الفريق الأول الركن طالب شغاتي قائد العمليات العسكرية العراقية المشتركة ، إن القوات العراقية لم تواجه اية صعوبات خلال عملياته العسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل.
وأضاف في مقابلة خاصة مع شاكر حامد موفد بي بي سي في منطقة العمليات ، إن القوات العراقية لوحدها تقاتل على الارض مع إسناد جوي من التحالف الدولي وإن حسم المعركة لن يطول.
وأكد مصدر في قيادة عمليات نينوى أن قوات الجيش العراقي تحتشد في محور الكوير (جنوب شرق الموصل) لغرض التقدم وتنفيذ حملة تمشيط للقرى المحررة واقتحام الحمدانية شرقي الموصل.
وذكر مصدر أمني في كركوك صباح الخميس أن مسلحين من التنظيم "يقدر عددهم بـ 150 مسلحا تعرضوا في ساعة متأخرة من ليلة الاربعاء لقطاعات من الحشد الشعبي كانت مع اللواء 16 في الجيش العراقي في قرية البشير التابعة لناحية تازة". (20 كم جنوب كركوك) .
وتواصل طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضرباتها الجوية على مواقع التنظيم لدعم تقدم القوات في هجومها على الأرض.
يقول الجيش الأمريكي: نتوقع بقاء الكثير من المقاتلين الأجانب لأنهم لن يستطيعوا التسلل بسهولة كبعض المقاتلين المحليين
وفي وقت سابق، قال الجنرال غاري فوليسكي، القائد بالتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية إن "ثمة مؤشرات تفيد بأن قادة في تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الموصل قد غادروها مع تقدم القوات الحكومية العراقية نحوها".
وأوضح فوليسكي أن قواته رصدت مغادرة شخصيات كبيرة في التنظيم دون أن يدلِ بمزيد من التفاصيل حول أسماء القادة أو كيفية هروبهم أو إلى أين هربوا.
وتتضارب التقارير حول مكان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي حيث ترى بعضها أنه لا يزال في الموصل وتفيد أخرى بأنه قد غادرها.
ويقول الان جونسون، المحلل في شؤون الشرق الأوسط في بي بي سي، إن أي مقاتل يغادر المدينة سيذهب ببساطة إلى مناطق جبهات القتال التي ما زالت خارج أحياء المدينة.
ويضيف: لا شك أن نخبة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية سيظلون داخل المدينة ليقاتلون فيها قتالا ضاريا بالتأكيد.
وأوضح الجنرال فوليسكي "نتوقع بقاء الكثير من المقاتلين الأجانب لأنهم لن يستطيعوا التسلل بسهولة كبعض المقاتلين المحليين، ولذا نتوقع خوض بعض المعارك".
وفي الأيام القليلة الماضية، وصل آلاف اللاجئين من المناطق المحيطة بمدينة الموصل إلى معسكر خلف الحدود السورية مباشرة، حيث يواجهون هناك ظروفا شديدة الصعوبة.
وتقول منظمة "أنقذوا الأطفال" البريطانية إن نحو خمسة آلاف شخص فروا من مناطق القتال ووصلوا إلى مخيم في سوريا في الأيام العشرة الماضية، وثمة نحو ألف آخرين ينتظرون على الحدود.
وتتأهب الأمم المتحدة لأزمة إنسانية، حيث أنشأت معسكرات للاجئين في جنوب الموصل وشرقها وشمالها استعدادا لتدفق الفارين منها.
وتقول الأمم الأمتحدة إنها تتوقع فرار ما لا يقل عن 200 ألف شخص في الأيام والأسابيع القادمة.
ويُعتقد بأن نحو 1.5 مليون مدنيٍّ لا يزالون في الموصل، ويقول بعض هؤلاء إن مسلحي التنظيم يمنعونهم من المغادرة وإنهم بدأوا يفتقدون الحاجات والتجهيزات الاساسية للعيش.
وتعد الموصل الذي سقطت في أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2014 آخر المعاقل الكبرى للتنظيم في العراق.
وبدأ الهجوم لاستعادة المدينة الاثنين، مع تقدم للقوات العراقية التي سيطرت على عدد من القرى على حافات المدينة تمهيدا للاندفاع إلى داخلها.
ولكن يتوقع أن يكون التقدم بطيئا، مع بناء مسلحي التنظيم استحكاماتهم الدفاعية وفخاخهم في طريق تقدم هذه القوات.
وثمة مخاوف من استخدام هؤلاء المسلحين للمدنيين كدروع بشرية، أو من استخدامهم أسلحة كيماوية.
فيديو قد يعجبك: