لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بلفاست: المدينة البريطانية ذات تكاليف المعيشة المعقولة

10:30 ص الجمعة 21 أكتوبر 2016

(بي بي سي):

يصف قاطنو مدينة بلفاست، عاصمة أيرلندا الشمالية، مدينتهم بأنها ذات طابع يحمل مزيجا من خصائص بريطانيا، وخصائص أيرلندا، بالإضافة إلى طابعها الخاص الذي يميزها عن غيرها من المدن.

بعد تخلصها من الاضطرابات السياسية التي كانت سائدة خلال القرن المنصرم، في الفترة التي امتدت من ستينيات القرن الماضي حتى عام 1998، تبدو بلفاست وكأنها وجدت أخيراً طريقها، وباتت تستقطب مزيدا من الزائرين أكثر من أي وقت مضى. وربما لم يلحظ هذا التغيير أحد أكثر من سكانها المحليين.

"قبل خمسة عشر عاماً، كان السياح عملة نادرة"، كما يقول ديفي سيمز، الذي يعيش الآن في بلدة هوليوود على بعد خمسة أميال شرقي مدينة بلفاست.

ويضيف: "في الوقت الراهن، يؤمّها الآلاف يومياً ممن يصلون إليها في مئات من السفن السياحية التي ترسو خلال الموسم."

ويعني هذا التدفق الكبير رؤية مشاهد أكثر حيوية في المدينة، ويشمل ذلك أيضا الأطعمة المتوفرة هناك.

يقول دارين ماكلوغلن، وهو أحد أبناء أيرلندا الشمالية: "يوجد مطعمان حاصلان عل تصنيف "ميشلان" العالمي (وهما "أوكس" و "دينز رستورانت")، والعديد من المحال التي تبتكر قوائم أطعمة محلية وفصلية".

ويضيف ماكلوغلن: "وهناك تركيز على الأطعمة الجيدة لم يكن ببساطة موجوداً قبل 15 عاماً مضت."

أين تريد أن تعيش؟

ربما تُعتبر بلفاست مدينة صغيرة، إذ يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة فقط، لكنها تضم عدداً من الأحياء المميزة.

ويضيف سيمز: "يسميها قاطنوها المدينة ذات الأحياء السبعة. وأكثر الأحياء التي تعجّ بالحركة والنشاط، حيث توجد المطاعم والحانات ومراكز الفنون، هو 'الحي الكاتدرائي' القريب من كاتدرائية سانت آن."

كما يظل شارع "ليزبرن رود"، الواقع على بعد ميلين جنوب غربي المدينة، يعج بالنشاط في أغلب الأيام. وتنتشر هناك مجموعة من المتاجر الراقية، وتجد بالقرب منها شوارع وأزقة مرصوفة بالطوب الأحمر الذي يعود إلى العهدين "الإدواردي" و"الفيكتوري".

وعلى بعد ميلين فقط إلى الشرق من مركز المدينة، يقع "حي تيتانيك"، حيت بُنيت هناك سفينة تايتانك الشهيرة، المعروفة بحظها العثر، في أحد أحواض بناء السفن.

ويقدم هذا الحي، على أفضل وجه، تاريخ المدينة الطويل الذي اشتهر ببناء السفن. وقد جرى تحديثه مؤخراً من خلال إقامة العديد من العمارات السكنية بشكل سريع.

لكن ذلك الحي "يموت تماماً في أوقات المساء"، كما يحذرنا ماكلوغلن.

أما "حي غيلتاتشت" حول طريق "فولز رود"، على بعد ميلين غربي مركز المدينة، فإنه يستقطب الناطقين باللغة الأيرلندية، حيث يشجع الحي بقوة على الحفاظ على الحضارة والتراث الأيرلندي التقليدي.

وعلى بعد ميل إلى الجنوب من وسط المدينة، تقع جامعة "كوينز يونيفيرسيتي"، وهي الجامعة التي يدرس في كلياتها الآلاف من الطلبة القادمين من مختلف بلدان المعمورة.

وتعد تلك المنطقة محبوبة من أبناء الجاليات الأجنبية، وتكثر فيها الأسواق الخاصة بالأقليات العرقية المنتشرة على جانبي طريق "أورميو رود" القريب.

أين يمكنك أن تذهب؟

أصبحت بلفاست، وبسرعة، نقطة عبور لعشاق المسلسل التلفزيوني "صراع العروش" المتحمسين لرؤية أماكن تصوير العديد من لقطاتها المثيرة في أيرلندا الشمالية.

تقول سابيل دي أوليفيرا من بلفاست، والتي تكتب عن رحلاتها في موقع "ريكونيسانس يوروب" للسياحة في دول أوروبا: "في الحقيقة، تزوجتُ في جزر 'آيرون آيلندز'"، التي تقع على بعد 60 ميلاً شمالي بلفاست، قبالة "ميناء بالينتوي" بمقاطعة أنترم، لكن أوليفيرا يقول: "ليست في الواقع كئيبة إلى ذلك الحد!".

وتشمل المواقع الأخرى لتصوير لقطات مسلسل "صراع العروش"، والكائنة على طول الساحل الشمالي، صخور العتبات البركانية، وجسر الحبال المعروف باسم "كاريك ايه ريد"، وقلعة دانلوس من القرون الوسطى، (أو قلعة "غريجوي" بالنسبة لعشاق ذلك المسلسل).

ويمتاز "متنزه غابات توليمور" بأشجاره ذات أنواع فريدة، وبناء معماري يعود إلى النمط الغوثي.

ويبعد هذا المتنزه نحو 40 ميلاً جنوبي بلفاست في مقاطعة داون، وقد ظهر أيضاً في ذلك المسلسل الشهير، حيث أشير إليه باسم "الغابة المسكونة".

وتشهد مقاطعتا داون وأنترم رواجا محليا أيضا، إذ تعدان من المقاصد المفضلة لنزهات السكان المحليين اليومية، نظراً لمناظرهما الخلابة.

هل أسعارها معقولة حقا؟

تعتبر بلفاست من بين أكثر المدن البريطانية المعقولة من حيث الأسعار وتكاليف العيش، وهي أرخص بشكل لا يُضاهى من مدينة دبلن على سبيل المثال، وخاصة فيما يتعلق بأسعار بالسكن.

واستناداً إلى موقع "إيكسبتيزم دوت كوم" على الإنترنت، فإن متوسط أسعار الإيجار السكني في بلفاست يقل بنسبة 34 في المئة عن أي سكن مشابه بنفس المساحة في دبلن، ويقل ذلك المتوسط بنسبة 53 في المئة عن مثيله في لندن.

كما مُنحت المدينة وسام "أرخص مكان في المملكة المتحدة بالنسبة للطلبة"، حسبما جاء في مؤشر اقتصادي خاص بتكاليف معيشة الطلاب، يعرف باسم "مؤشر معيشة الطلبة" لعام 2015.

ومع ذلك، فإن سوق العمالة مقيّد نوعاً ما، وخاصة منذ توقف صناعة السفن في بدايات أعوام العقد الأول من الألفية الجديدة.

"عندما أغلقت شركة "هارلاند آند وولف" لصناعة السفن أبوابها، كان ذلك نهاية عهد متميز"، حسبما تقول دي أويليفيرا من سكان بلفاست.

وتضيف: "لا تزال هناك مشاعر عميقة تجذب الكثير منا نحو منطقة حوض بناء السفن، حيث انتقلت الحرفة من جيل لآخر في العديد من العائلات".

وتتابع: "كانت جدتي تطبع على الآلة الكاتبة لرئيس مهندسي شركة 'هارلاند آند وولف'، وحافظتُ أنا على التقليد المتّبع بذهابي للعمل في أحواض بناء السفن الواقعة على نهر كلايد عندما أنهيت شهادة الدكتوراه في مجال الهندسة."

رغم ما ذُكر، فإن قطاعي الخدمات المالية وتقنية المعلومات، الجديدين نسبياً في المدينة، يستحدثان فرص عمل جديدة. وقد أظهر تقرير حديث أن للمدينة أعلى "كثافة رقمية".

وحققت رواتب العاملين في شركات التكنولوجيا، مقارنة بجميع الوظائف الأخرى في المملكة المتحدة، نموا بلغ 14.8، مما يجعل الحياة في بلفاست مغرية بشكل خاص لموظفي قطاع التقنيات.

لا يبدو ذلك ظاهراً للعيان بقدر ما نراه في شركات مثل "بروبوت"، وهي شركة مموّلة من قبل شركة "كيك – ستارتر" التي تصنّع أجهزة وأدوات عمل الجعة التي يمكن التحكم بها عن طريق الهواتف الذكية.

وحتى غير التقنيين يمكنهم الاستمتاع بشرب الجعة في "بروبوت/بلفاست"، على بعد ميلين جنوبي وسط المدينة، مع غيرها من المشروبات الأخرى المتنوعة

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان