دور النساء في كل مكان وليس "في المطبخ والغرفة الأخرى"
(بي بي سي):
الكاتبة إليزابيث أوهين، وهي من دولة غانا، تكتب تعليقا على تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها الرئيس النيجيري محمد بخاري حول زوجته.
ذهبت إلى حفل زفاف عائلي في العاصمة واشنطن قبل أيام. وأنا أذكر هذه المناسبة لأنني كنت أفكر في الزوجات بعد التعليقات التي أدلى بها بخاري إثر لى تصريح سياسي لزوجته.
لقد أدلى الرئيس النيجيري بما يفترض أنه واحد من أبرز التصريحات المهينة حين قال إن "زوجتي مكانها المطبخ، وحجرة المعيشة والحجرة الأخرى".
بمعنى آخر، كان الرئيس بخاري يشير إلى أن زوجته تخطت المساحة المحددة لها بحديثها عن أمور سياسية.
الحديث السياسي ليس مكانه المطبخ، والحديث عن شؤون الحكم ليس مكانه حجرة الجلوس، وقضايا الانتخابات ليس مكانها الحجرة الأخرى.
أقر بأن المتحدث باسم الرئيس حثنا جميعا على أن ننظر للحياة ببساطة، وأن نراعي أن الرئيس بخاري كان يمزح وأنه لا يجب علينا أخذ تعليقاته على محمل الجد، وسيبقى ذلك راسخا في ذهني.
السؤال هو أين موقع حفل الزفاف من هذا النقاش. أو ربما يكون السؤال الوجيه: أين يقع مكان مراسم الزواج؟ هل هو في المطبخ أم في غرفة الجلوس أم في الغرفة الأخرى؟
الزواج في غانا هو تلاقي عائلتين وليس تلاقي شخصين.
في حفل الزفاف الذي زرته في العاصمة واشنطن، كانت العروس تُدعى نابيا وهي ابنة أخى. كلا والداها من غانا، لكنها عاشت حياتها حتى الآن في واشنطن العاصمة. ويُدعى العريس جون، وقد ولد وتربى في تكساس ووالداه لهم أصول في إيطاليا واسكتلندا وويلز.
اكتشفت خلال العديد من المراسم التي أقيمت في عطلة نهاية الأسبوع أن عائلة جون لم تكن منزعجة على الإطلاق من احتمالية "تلاقي العائلتين" كما كنت أخشى.
لكن والد جون كان حزينا جدا لأنه وفقا للتقاليد في غانا فإنه لا يوجد مكان للرجال في حفل الزفاف باستثناء العريس.
ووفقا للتقاليد في غانا، فإن حفل الزواج بالكامل يُدار من جانب النساء من كلا الطرفين، ويُسمح فقط للرجال بالجلوس كمتفرجين.
وفي نهاية المطاف، وعدت والد جون بأن أفكر في قيادة حركة لتغيير التمييز ضد الرجال في غانا، حيث يحظر عليهم القيام بدور في حفل الزفاف.
والأحداث التي وقعت الأسبوع المنصرم وكان طرفاها زوجتين بارزتين جعلتني أولي هذه القضية اهتماما خاصا.
استحوذت سيدة أمريكا الأولى ميشيل أوباما وسيدة نيجيريا الأولى عائشة بخاري، وبفاصل ساعات بين كل منهما، على عناوين الصحف.
الأشياء التي تحدثت عنها زوجة الرئيس النيجيري بخاري في مقابلتها مع خدمة بي بي سي هاوسا ربما رددها نيجيريون كثيرون، وأعتقد أن الرئيس نفسه سمعها.
غرفة المعيشة
بعد ذلك كان هناك تدخل مثير من ميشيل أوباما في قضية مقطع فيديو للمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب تحدث فيه عن ملامسة النساء ليثير ضجة كبيرة.
وفي خطاب واحد فقط، نقلت أوباما الحديث بشأن الانتخابات الرئاسية الأمريكية إلى مستوى أكثر رقيا.
السيدة أوباما تتحدث من المطبخ، وتتحدث من غرفة المعيشة، وتتحدث من الشارع، وتتحدث خلال الحملة الانتخابية، وبالفعل تتحدث من "الغرفة الأخرى"، المعروفة بأنها غرفة النوم.
أقول للرئيس النيجيري بخاري، إننا لا نخجل من ذكر كلمة غرفة النوم.
وعندما تتحدث ميشيل أوباما، فإن كلماتها تستحق أن يصغى إليها.
عائشة بخاري، مثل ميشيل أوباما، تتحدث من غرفة المعيشة، ونحن نسمعها.
أعتقد أنني سأدعم استمرار تقليد حصر إجراءات مراسم الزفاف على النساء فقط في نهاية المطاف، إذ أن ذلك يؤكد على نقطة أن الزوجات مكانهن غرفة المعيشة
فيديو قد يعجبك: