الإندبندنت: قصة طرد مدرسة من الرقة توضح الكثير عن الصراع في سوريا
لندن (بي بي سي)
تناولت الصحف البريطانية الصادرة الاثنين عددا من القضايا العربية والشرق أوسطية من بينها الصراع في سوريا والانتخابات البرلمانية الوشيكة في إيران.
البداية من صحيفة الاندبندنت ومقال لروبرت فيسك بعنوان "قصة طرد مدرسة من الرقة توضح الكثير عن الصراع في سوريا".
ويقول فيسك إنه منذ عدة أيام في مدينة اللاذقية الساحلية، وبينما كانت الطائرات الروسية تحلق فوق سماء المدينة، أخبرته سماح اسماعيل قصة طردها من مدينة الرقة. ويقول فيسك إنها مأساة صغيرة ولكنها توضح الكثير عما يجري في سوريا.
ويضيف فيسك إن طرد سماح من الرقة حدث قبل ظهور داعش بكثير، في الوقت الذي كانت فيه نفوذ جبهة النصرة الموالية للقاعدة يتنامى في المدينة.
ويقول فيسك إنه في ذلك الوقت كان سكان بلدة الصبحة، حيث كانت تعمل سماح (39 عاما) معلمة للغة الانجليزية في مدرسة ثانوية، يعتقدون أنهم في مأمن من الحرب التي تدور في مناطق أخرى من البلاد.
ويضيف فيسك أن سماح علوية، تنتمي لنفس الأقلية الشيعية التي ينتمي لها الرئيس السوري بشار الأسد. وكانت سماح تقيم على مشارف الرقة منذ أربعة أعوام ونصف. ولكنها في مارس/أذار 2013 بقيت في المدينة حتى العاشرة مساء ولاحظت أنه يبدو أن جميع المباني الحكومية مهجورة، وأن الشوارع تخلو من الشرطة، وأن مركز الشرطة مظلم.
وبعد ثلاثة أيام أخبرها زميل في المدرسة التي تعمل بها أن ثمانية آلاف رجل يرتدون ملابس سوداء ومدججين بالسلاح وصلوا إلى الرقة من شرق البلاد.
"كانت لحظة مؤلمة للغاية"، تقول سماح لفيسك. "لملمت حقائبي فقد كنت أعلم ما سيحدث. ليلا جاءوا إلى منزلي. كانوا خمسة شباب ورجل اكبر سنا، هو مالك العقار الذي أسكنه. كان الشباب يتشحون بالسواد، وعرفتهم جميعان فقد كانوا من طلابي".
وتضيف "كانت أعمارهم لا تزيد عن 16 عاما. قالوا لي نريدك أن تغادري من هنا لأنك غير مرغوب بك هنا. لم تعد وجوههم بريئة كما كانوا عندما كانوا طلبتي. كانوا يرتعدون غضبا".
بعد 11 يوما غادرت سماح الرقة إلى تدمر، التي سقطت لاحقا في يد تنظيم "الدولة الإسلامية"، ثم إلى حمص ومنها إلى بلدة أهلها في اللاذقية.
"اغتنموا الفرصة وغيروا إيران"
ننتقل إلى صحيفة الديلي تلغراف وتقرير لديفيد بلير من طهران بعنوان "إصلاحيو إيران يقولون اغتنموا الفرصة وغيروا إيران".
ويقول بلير إنه عندما وقف محمد علي عارف، نائب الرئيس السابق لإيران، لإلقاء كلمة في قاعة امتلأت بالحضور، فإنه واجه تحديا لم يكن يتوقعه. فلم تكن مهمة عارف أن يطلب من الحضور التصويت له، بالمشاركة في التصويت بأي صورة كانت.
ويقول بلير إن الانتخابات البرلمانية ستجري في إيران يوم الجمعة المقبل، ويواجه المعسكر الإصلاحي معضلة حادة: هل يصوت مؤيدو الإصلاحيين في الانتخابات على الرغم من منع الكثير من المرشحين الإصلاحيين من خوض الانتخابات؟ أم هل عليهم المقاطعة والمخاطرة بتسليم نصر انتخابي للمتشددين؟
ويقول بلير إن عارف يتزعم تحالفا للإصلاحيين مهمته الصعبة تتمثل في كسر القبضة الحديدية التي يمسك بها المتشددون البرلمان الإيراني.
ويضيف أن عارف ناشد الحضور في الندوة التي اقيمت في جامعة طهران بالمشاركة في الانتخابات قائلا أن من واجبهم دخول المشهد الانتخابي والسياسي في البلاد.
إعادة افتتاح معرض بالقاهرة بعد مداهمات أمنية
ونطالع في صحيفة الغارديان تقريراً من مصر لديفيد باتي يتناول فيه إعادة افتتاح معرض فني وسط حملة المداهمات والتكاليف العالية".
وقال كاتب التقرير إن وليام ويلز مدير أهم المعارض الفنية في مصر يحذر أن مؤسسته تواجه رقابة شديدة وذلك قبيل إعادة افتتاح العرض لزائريه في آذار/مارس المقبل.
وكانت السلطات المصرية أقفلت معرض "تاون هاوس" في 29 شهر كانون الأول /ديسمبر في القاهرة بعد مداهمة أكثر من عشرين مسؤولاً من هيئة الرقابة التابعة لوزارة الداخلية، والضرائب التي وجدت "تجاوزات إدارية".
وأضاف كاتب المقال أنه خلال مداهمة المعرض، تمت مصادرة الكومبيوتر الأساسي للمعرض وجهاز كمبيوتر محمول وأقراص مدمجة وصندوق من الكتب والوثائق ومواد متعلقة بالمعرض وأخرى أرشيفية.
وأوضح كاتب المقال أنه لم تتوضح أسباب مداهمة المعرض وإغلاقه بالشمع الأحمر، كما أن الذين نفذوا المداهمة لم يقدموا أوراقا رسمية تثبت هويتهم أو الإذن بدهم وتفتيش ومصادرة ممتلكات المعرض.
وأشار كاتب المقال إلى أن هذا المعرض يعتبر واحداً من أفضل المعارض الفنية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
وأوضح أن المعرض تلقى تحذيراً من أنه بحاجة للحصول على إذن رسمي لإقامة أي برنامج أو حفل فني.
وفي مقابلة أجراها كاتب المقال مع ويلز قال فيها "علينا الآن أن نبلغ عن الورشة الفنية التي سنعمل عليها، وهم يحاولون فرض رقابة علينا "، مضيفاً أن الأمر يتعلق بالتحكم بالنشاطات والبرامج المقدمة والأداء الموسيقي والمحاضرات والفنون البصرية".
ولوح ويلز بأن المعرض يمر اليوم بضائقة مالية بسبب الغرامات التي فرضت عليه من قبل الحكومة.
وأردف كاتب المقال بأنه بعد يوم من إقفال "تاون هاوس"، داهمت الشرطة دار نشر "ميريت" وأوقفوا متطوعاً يعمل فيها لمدة 12 ساعة، واستجوبوه عن توجهات دار النشر السياسية.
وختم كاتب المقال بالقول إن " المؤسسات التي يتم استهدافها يراها البعض بأنها تهديد لحكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي تلقي القبض على جميع المؤسسات التي قد تكون تتلقى معونات أجنبية أو ينظر اليها على أنها أبواق لمعارضيه.
يذكر أن "التاون هاوس" لطالما كان منبراً للناشطين الشباب من بينهم أولئك الذين شاركوا في ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.
فيديو قد يعجبك: