هجمات باريس: أول حوار مع المرأة التي أرشدت عن عبد الجميد أبا عود
لندن (بي بي سي)
كشفت امرأة النقاب عن كيفية إبلاغها الشرطة عن مكان اختفاء عبد الحميد أباعود أحد زعماء هجمات باريس.
ووصفت كيف كانت بصحبة ابنة خال أباعود عندما التقيا القاتل بعد يومين من هجمات 13 نوفمبر/تشرين ثاني التي أسفرت عن مقتل 130 شخصا.
وقال لها أباعود إنه فخور بما فعله وزعم أن 90 آخرين سافروا من سوريا ومازالوا في منطقة باريس.
وقالت المرأة، التي تم تحديد هويتها باسم سونيا فقط، لراديو آر إم سي الفرنسي إنها كانت بصحبة حسناء آية بولحسن عندما تلقت صديقتها اتصالا هاتفيا يطلب منها توفير سيارة لنقل شخص ما.
وذهبت المرأتان إلى حي أوبرفيليي الصناعي بمنطقة سان دوني شمال باريس.
وبعد اتصال حسناء بولحسن بكود معين، 10-10، خرج أباعود من دغل وهو يرتدي "قبعة شمس، وحذاء رياضيا برتقالي اللون، وسترة انتحاري."
وأضافت:"كان مبتسما، ولم يبد كانتحاري قط."
ووصفت سونيا كيف صاحت به بولحسن:"حميد أنت حي. ماذا تفعل هنا.؟"
وقالت إن أباعود أبلغ بولحسن بأنه يريد توفير مأوى له لمدة 24 ساعة.
وأباعود، المغربي الأصل البلجيكي الجنسية، معروف لدى السلطات الفرنسية قبل هجمات باريس وصدر ضده حكم غيابي بالسجن 20 عاما قبل عدة أشهر من الهجمات لقيامه بعمليات تجنيد لما يسمى بالدولة الإسلامية في سوريا، ويعتقد أنه انضم لتنظيم الدولة في عام 2013.
وأشار وزير الداخلية الفرنسي برنارد كازانوف إلى ضلوعه في 4 من 6 هجمات كان إسلاميون يعتزمون شنها وتم إحباطها في فرنسا عام 2015.
وفي اللقاء الإذاعي، الذي تم فيه التمويه على صوتها، تحدثت سونيا عن حوارها التالي مع أباعود:
سونيا: هل أنت ضالع فيما حدث في 13 نوفمبر؟
أباعود:كنت أنا من هاجم المقهى.
سونيا: ولكنك قتلت أبرياء.
أباعود: لا، لم يكونوا أبرياء. كان عليك رؤية ما حدث لنا في سوريا.
وتقول سونيا إنه خلال الرحلة في السيارة حكى أباعود لهما كيف عاد وآخرون إلى فرنسا من سوريا دون مستندات رسمية.
وقال لهما إن "90 شخصا- من السوريين، والعراقيين، والفرنسيين، والانجليز، سافروا إلى فرنسا وانتشروا في منطقة باريس.
وبعد أن طلب من ابنة خاله أن تجد له مخبأ وحذاء وملابس، قفز من السيارة، حسب رواية سونيا، التي قالت إنها طلبت من بولحسن إبلاغ الشرطة، غير أنها رفضت قائلة إن عليه إنهاء مهمته، وسيرحل بعدها.
وقالت سونيا، وهي ترتعد، إن المزيد من الهجمات كانت ستحدث، في مركز تجاري، ومركز للشرطة وحضانة بحي لا ديفانس التجاري في باريس.
وتقول إن كلمات أباعود كانت بالضبط هي:" بعض الهجمات فشلت، وأنا هنا للتأكد من أنه لن يكون هناك مزيد من الهجمات الفاشلة."
ووصفت كيف اتصلت برقم الطوارئ الذي أعلنته الحكومة الفرنسية لتقديم معلومات عن المهاجمين.
وداهمت الشرطة المخبأ في 18 نوفمبر وقتلت أباعود وحسناء آية بولحسن ورجل آخر تم تحديد هويته الشهر الماضي وهو شكيب عكروه، بلجيكي آخر من أصل مغربي عمره 25 عاما.
وقالت سونيا إنها أجرت اللقاء الإذاعي لأنها تشعر بالخذلان من جانب السلطات، التي اتهمتها بالتقصير في توفير الحماية لها.
وطلبت منها الشرطة تغيير اسمها ومدينتها، ولكنها مازالت تحمل نفس بطاقة الهوية. وشكت من أنها غير قادرة على العثور على عمل. وقالت إن الشرطة لم توفر لها الحماية لذا فهي تخشى على حياتها.
فيديو قد يعجبك: