لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حادث الطعن - المسلمون ينتقدون الإعلام ويمتدحون عمل السلطات

06:18 م الأربعاء 11 مايو 2016

حادث الطعن

برلين (دويتشيه فيله)

الهجوم الذي نفذه ألماني ضد أشخاص وهو يصيح :"يا كافر يجب أن تموت الآن" وضع المسلمين في ألمانيا تحت الشبهات، بعد أن نقلت ذلك بعض وسائل الإعلام أن هناك "دوافع إسلامية" للهجوم. فما هو موقف الجالية المسلمة من تداعيات الحادث؟

خلص المحققون اليوم (العاشر من مايو 2016) إلى أن منفذ حادث الطعن بسكين في بلدة غرافينغ بالقرب من ميونيخ جنوب ألمانيا غير مرتبط بأوساط إسلامية متطرفة، وإلى عدم وجود دافع إسلامي "حتى الآن" وراء الحادث.

وذكر أوليفر بلاتسر الناطق باسم وزارة الداخلية في ولاية بافاريا: "ليس لدينا حتى الآن مؤشرات بخصوص وجود دافع إسلامي لكن التحقيقات مستمرة" مضيفا "هذا الشخص يعاني من اضطرابات نفسية ومشاكل مخدرات".

وكانت بعض وسائل الإعلام قد تسرعت في الحكم على خلفية الحادث، بعد أن نقل عن هتاف الجاني "الله أكبر" خلال تنفيذه الهجوم.

حول تسرع بعض وسائل الإعلام في الحكم، وتداعيات ذلك على صورة المسلمين في ألمانيا، أجرت DW عربية الحوار التالي مع أحمد عويمر، مسؤول شؤون الحوار والكنيسة، في "المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا":

DW عربية: ما هو تعليقك على تناول بعض وسائل الإعلام الألماني للحادث، ولاسيما أن بعضها تحدث عن وجود "دوافع إسلامية" وراء الهجوم؟
أحمد عويمر: أولاً، الحادث مؤسف ومؤلم، ومهما كانت دوافعه، فنحن نخسر روح إنسان. وتعازينا لأهل القتيل. أما عن تناول وسائل الإعلام للحادث، فللأسف، الطريقة المتسرعة في التناول كانت مؤلمة أيضاً. وتناقل أطراف من هنا وهناك حديثا بدون تثبت لا يصب في مصلحة الإعلام. لكن دائماً تكون الحلقة الأضعف في أي مجتمع من المجتمعات معرضة لمثل هذه الأمور. ولكن في مثل هذه الظروف، فإن هذا الأمر وارد. ولا يجب أن لا ننسى أحداث باريس وبروكسل هنا.

أشرت إلى"حوادث باريس وبروكسل"، ألا تعتبر مثل تلك الاعتداءات مبرراً لوسائل الإعلام لتبني مثل هذه المواقف "المتسرعة"؟
المواقف المتسرعة لأي سبب من الأسباب غير جيدة وغير مناسبة. وتوحي للإنسان بنوع من الأحكام المسبقة، وهذا ليس شرفاً للصحافة بأن تكون كذلك، بل يجب أن تكون الصحافة رزينة وتتأكد قبل النشر. لكن التكذيب حصل بسرعة أيضاً، وهذا يحسب للصحافة أيضاً. أكرر القول: الحادث مؤسف وتناول وسائل الإعلام له مؤسف أيضاً.

برأيك إلام تعود هذه "الأحكام المسبقة"، التي كانت وراء تبني وسائل الإعلام للمواقف المتسرعة؟ ما هي الأسباب؟
المسببات تاريخية، وليست حدثا من أحداث اليوم. تتراكم الأحكام المسبقة في العقل الإنساني على مدى قرون وتجد في مثل هذه الظروف فرصة للظهور. والأحكام المسبقة من أي طرف من الأطراف تضر ولا تنفع أحد.

ما هي إستراتيجيتكم في "المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا" لطمأنة الآخر وبالتالي دفعه لعدم تبني هذه الأحكام المسبقة؟
أنا مسؤول عن شؤون الحواروالكنيسة في المجلس. نقوم بنشاطات ومشاركات وتعاون مع مؤسسات مختلفة سواء السياسية منها أو الاجتماعية أو الدينية أو المدنية، على مستوى ألمانيا ومستوى الولايات والمدن والأحياء وحتى الجيران. كل ذلك يصحح هذه الأحكام. فالتلاقي والحوار المباشر والتفاهم مع الآخر يصحح الأحكام ويرفعها من عند كل الأطراف. أتحدث إليك الآن وأنا ذاهب في السيارة إلى اجتماع لتنسيق صلاة مشتركة بين الأديان ستكون في 28 آب/ أغسطس القادم بالقرب من فرانكفورت. ونحن نقوم بهذا العمل ضمن الأنشطة المشتركة لرفع الأحكام المسبقة.

ألا تجد أن الطرف (الآخر) المسلم يقوم بممارسات وأخطاء تؤدي لمثل هذه الأحكام؟
إن كانت هناك أخطاء موجودة من المسلمين فهذا أمر مؤسف ويجب أن نصلحه. وكما قلت لك، باللقاء والحوار والاحترام المتبادل نستطيع التصحيح لبعضنا البعض، فالأمر ليس باتجاه واحد، بل باتجاهين. فكما يقال في اللغة الألمانية: طريق باتجاهين وليس باتجاه واحد. وهذا سيعود بالفائدة على الجميع وأي شيء آخر لا يفيد أي أحدا.

ما رأيك بتعامل السلطات في ولاية بافاريا مع الحادث وسرعة كشف ملابساته؟
بقاء خبر حول إحتمال وقوف إسلاميين وراء الحادث، ربما كان سيبعث الخوف لدى الرأي العام. وأي شخص مسؤول، إذا كان يشعر بالمسؤولية، لا يستطيع التلاعب بمثل تلك الأخبار ويسارع لكشف الملابسات. أعتقد أن السرعة في الكشف عن الملابسات تكتب للسلطات السياسية في بافاريا وكذلك يكتب لها الجرأة في التصحيح. فهم قاموا بواجبهم بشكل جيد.

ما تداعيات مثل هذه الحوادث على صورة الإسلام في ألمانيا؟
التداعيات كانت ستكون واردة. مثلاً، قد يجد اليمين المتطرف الشعبوي أذاناً صاغية لما يقوله. ولكني أعتقد أننا نعيش في مجتمع واع بمجموعه ومتنوع. الدنيا أكبر من قريتنا ومدينتنا ودولتنا وقارتنا. العالم قرية صغيرة، ويجب على الناس أن تتلاقى وتتفاهم. وأعتقد أن معظم الناس في هذا الاتجاه، رغم ما نسمع من اليمينيين الشعبويين.

يجري في الآونة الأخيرة نقاش حول مكانة الإسلام في ألمانيا ومسألة انتماء الإسلام لألمانيا من عدمه. هل تعتقد أن حادث اليوم وغيره من الحوادث قد تسهم في إرجاع النقاش خطوات إلى الوراء أو ربما الدفع به إلى الأمام؟
حتّى لو كان وراء هذا الحادث أناس آخرين، هم مجرمون. ونحن لا يمكن أن نبني حياتنا ومستقبلنا على قياس المجرمين. المجرمون موجودون في كل مكان وفي كل قوم.

لا سمح الله، لو كان وراء هذا الحادث مسلمون أو مدعون للإسلام، فقد كان سيكون للأمر ضرر إعلامي. ولكن أعتقد، وكما قلت، أن الوعي العام لن يسمح بذلك. ومن ناحية أخرى، هناك بعض الناس الذين يريدون أن يعيدوا العجلة إلى الوراء، ولكن هؤلاء،ومهما حاولوا، فقد فاتهم القطار. الواقع الموجود الآن هو وجود خمسة ملايين مسلم في ألمانيا. الدولة والمؤسسات والأحزاب تتعامل مع هذا الواقع، حتى وإن قال بعض ممثلي هذا الأحزاب شيئاً آخر، فالواقع موجود. لا يمكن لألمانيا ولا لغير ألمانيا تجاوز هذا الواقع في عصرنا هذا، عصر الانفتاح والتنوير والتقدم والديمقراطية. وهذا التفكير سيكون مخالفاً للقانون الأساسي (الدستور).

ماذا كان سيكون موقفكم في المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، لوثبت وجود "دوافع إسلامية" وراء الهجوم؟
لن نقول لهؤلاء إلا كما قلنا للآخرين. كل من يقوم بمثل هذه الأعمال ويزهق أرواح الأبرياء بهذه الصورة أو تلك في أي مكان في الدنيا، لن نقبل به، لا من مسلم ولا من غير مسلم. نريد السلام والتفاهم بين كل الشعوب. هذا هو مقصدنا ولن نتراجع عنه أيا كان الفاعل وأيا كان الضحية.

أحمد عويمر،مسؤول شؤون الحوار والكنيسة في "المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا"

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان