صحف عربية: تباين بشأن مؤتمر باريس واستمرار الاهتمام بعملية الفلوجة
لندن - (بي بي سي):
حظي مؤتمر باريس الدولي، الذي عقد في العاصمة الفرنسية في الثالث من يونيو الجاري، لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين بتغطية واسعة في الصحف العربية.
وفيما رأى البعض أن المؤتمر "نصر" للقضية الفلسطينية، اعتبره آخرون "محطة انتظار" و"تنازلا جديدا".
وتناولت الصحف كذلك الأزمة العراقية، وجاءت معركة الفلوجة في صدارة اهتمام الكتاب.
"منعطف تاريخي"
ووصف حسين حجازي، في صحيفة الأيام الفلسطينية، مؤتمر باريس بأنه انتصار للقضية الفلسطينية.
وعلّق حجازي على انعقاد المؤتمر رغما "عن إسرائيل" قائلا: "بحضور هذا الحشد النادر من ممثلي العالم، العائلة الدولية الذين كانت فكرة واحدة تؤلف بين قلوبهم، هي الانتصار لحق فلسطين بالاستقلال وإنهاء الاحتلال".
ورأى أن المؤتمر "منعطف تاريخي، ولعله التحول الأهم منذ العام 1948، أو ربما منذ مئة عام حين اتخذ القرار الدولي في مثل هذه الأوقات من العام 1916 بالتمهيد لإنشاء إسرائيل وتغييب فلسطين".
وفي صحيفة الحياة اللندنية، انتقدت أرليت خوري ما اعتبرته محاولات إسرائيل إفشال المؤتمر.
وقالت: "واصلت إسرائيل حملتها ضد المؤتمر وحكمت عليه مسبقا بالفشل، خصوصا في غياب العروس والعريس عن الحفلة. وعلى نحو مفاجئ، أبدت تفضيلها عقد مؤتمر إقليمي في إطار مبادرة الرئيس (المصري) عبد الفتاح السيسي والرئيس السابق للجنة الرباعية الدولية توني بلير."
"لعبة خبيثة"
في المقابل، قال عبد الناصر النجار، في صحيفة الأيام الفلسطينية ذاتها، معلقًا على غياب إسرائيل عن طاولة المفاوضات قائلا: "إسرائيل لن تشارك في المؤتمر الدولي، ولن توافق على أي قرارات تصدر عنه، بل على العكس، كثير من الدول الغربية وعلى رأسها واشنطن المقبلة على انتخابات رئاسية لن تسمح بتمرير ما لا ترغب به إسرائيل."
وأضاف: "ستكون (إسرائيل) حائط الصد الأول في مواجهة أي ضغوط عربية أو حتى دولية من عواصم تصوّت على قرارات دون أن تمتلك القدرة على تنفيذها، وبالتالي تظل حبرا على ورق."
وذهب النجار إلى أن "الطرف الأضعف في المعادلة اليوم هو الفلسطيني"، مبررا ذلك بقوله: "لأننا قدمنا كل ما نملك خلال سنوات أوسلو العجاف، ولم يعد هناك شيء نتنازل عنه، أو بالأحرى لم يعد الاحتلال بحاجة إلى تنازلات أخرى."
وشكك الكاتب عماد سالم، في صحيفة البعث السورية، في نوايا المبادرة الفرنسية لاستضافة المؤتمر الذى وصفه ﺑ "لعبة باريس الخبيثة".
وقال: "ما يجري طبخه في باريس لعبة خبيثة، وهو باختصار محاولة لتصفية القضية الفلسطينية من جهة، ومن جهة ثانية تلميع صورة فرنسا التي شوهتها سياسة قادتها جرّاء مواقفها الخاطئة تجاه ما يحدث في سوريا، وذلك على حساب العرب، وخاصة الشعب الفلسطيني الأعزل والمحاصر، وبمساعدة من حكام الخليج الذين أمّنوا الغطاء الشرعي لمواصلة معاناة الفلسطينيين."
ماذا بعد الفلوجة؟
وعلى الساحة العراقية، تناول كتاب الأزمة العراقية وتساءل البعض عن عواقب المعركة في الفلوجة.
وفي جريدة المستقبل اللبنانية، هاجم عبد الحسين شعبان التركيز على المعركة واعتبرها "تغطية للفشل السياسي" في العراق بشكل عام.
وقال: "الاهتمام بمعركة الفلوجة قد يُراد منه تغطية الفشل في إدارة الدولة والعملية السياسية ككل، وتصويب الأنظار نحو داعش والحرب عليها، لكن ذلك لن ينهي المشاكل القائمة من حيث الصراع على مناطق النفوذ، سواء داخل البيت الشيعي الذي بين أركانه ما صنع الحدّاد كما يُقال أو بين المجاميع السنّية المتعارضة، من داخل العملية السياسية أو خارجها، أو مع بعضها البعض، ناهيك عن تفاقم الخلاف بين بغداد وإربيل وغير ذلك."
أمّا محمد السعيد إدريس فربط، في مقال نشرته صحيفة أخبار الخليج الإماراتية، بين تحرير الفلوجة من تنظيم الدولة الإسلامية و"تحرير سوريا."
ويقول: "إذا كانت معركة تحرير مدينة الفلوجة البطلة وضواحيها هي الشغل الشاغل الآن لأسباب كثيرة أبرزها أنها محطة ما قبل تحرير الموصل من احتلال التنظيم الإرهابي الداعشي، فتحرير الفلوجة سيمثل سقوطا محتوماً ﻟداعش في الموصل، ويؤشر بوضوح إلى أن عصر داعش في طريقه إلى الاختفاء في العراق بعد أن أدى دوره كاملا، وربما تكون النتيجة هي نفسها في سوريا."
فيديو قد يعجبك: