كاتب بريطاني عن استفتاء: "على الخاسرين أن يتقبلوا الهزيمة أو يخرسوا"
لندن (أ ش أ)
قال الكاتب سيمون هيفر، إننا "نحن البريطانيين اعتززنا ذات يوم باحترامنا لمفهوم الروح الرياضية، غير أنه من دواعي الأسف أن هذا المفهوم قد أنكرته أقليةٌ صغيرة العدد لكن عالية الصوت فلم تحترم الممارسة الديمقراطية".
ورصد هيفر في مقاله بالـصنداي تلغراف- حالة من "الهستريا والعبثية التي وصلت أحيانا إلى درجة الكوميديا، سادت بعد اختيار أغلبية الناخبين البريطانيين التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي".
ورصد الكاتب كذلك "أخبارا تفيد بأن رجل الأعمال البريطاني الملياردير، ريتشارد برانسون (صاحب مجموعة فيرجين)، الذي يحب بريطانيا لدرجة أنه يعيش في منطقة البحر الكاريبي جاء إلى لندن لرؤية تيريزا ماي وطالب بإعادة إجراء التصويت".
ورأى هيفر في ذلك "تجسيدا للغطرسة والانفصال التام عن الواقع من جانب الصفوة الأثرياء الذين يذهلهم أن يخالفهم غيرهم في الرأي".
وأضاف صاحب المقال "الإنكار ربما كان أول مراحل الحزن، لكن الكيل قد فاض؛ لقد بدأ الأمر بالكلام عن انتخابات مبكرة ثم انتهى إلى استفتاء ثان، كما لو أن الـ 4ر17 مليون الذين صوتوا لصالح الخروج كانوا يمزحون!"
وأكد هيفر "لقد اتخذنا القرار الصائب بالخروج، ولن نعاني اقتصاديا على المدى الطويل ما لم تصرّ شخصياتٌ لا تزال تحظى بشيء من المصداقية على تخويف العوام، وما لم يصدق العوام تخويفات تلك الشخصيات".
وقال هيفر إن الدليل على صواب اختيارنا هو "ظاهرٌ بالفعل في البورصة: أوروبا تتراجع جرّاء سياساتها الاقتصادية الفاشلة، والاسترليني يرتفع من جديد أمام اليورو، ودول أخرى لا تزال تحتشد للاستثمار في بريطانيا".
واختتم هيفر مقاله "على الخاسرين أن يتقبلوا الهزيمة، وأن يكبروا.. أما إذا لم يستطيعوا، فينبغي عليهم أن يخرسوا، فهم لا يتصورون كيف يبدو منظرهم مثيرا للسخرية في أعين الملايين الذين تحسنت نظرتهم لبريطانيا الآن عما كانت عليه على مدى عقود... ليس أمامنا طريق سوى الصعود".
فيديو قد يعجبك: