115 قتيلا في ثلاثة ايام في حلب واجتماع طارىء لمجلس الامن
لندن (بي بي سي)
يعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا طارئا الاحد بطلب من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة لبحث الوضع في مدينة حلب التي تشهد عمليات قصف يشنها سلاح الجو السوري وحليفه الروسي، ما اثار استياء الغرب.
وبعد اسبوع من المحادثات الدبلوماسية غير المثمرة، يعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا عند الساعة 11,00 بتوقيت نيويورك (15,00 ت غ).
وتسعى الدول الغربية الى ايقاف الهجوم الجوي الذي بدأه النظام السوري وحليفته روسيا الجمعة من اجل استعادة الاحياء التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في حلب.
واسفرت الضربات الجوية على حلب منذ ثلاثة ايام عن مقتل 115 شخصا بينهم 14 منذ فجر الاحد، بحسب حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الانسان.
"الضربات لم تتوقف"
اكد احمد حجار الذي يقطن حي الكلاسة لوكالة فرانس برس "لم تتوقف الضربات طوال الليل".
واضاف الرجل (62 عاما) "لم تغمض عيني قبل الرابعة فجرا".
ويروى احمد ان "قنابل عنقودية" تناثرت قرب مسكنه لكنها لم تنفجر، مضيفا "ان احد الجيران قتل باحداها. لقد رايته وهو يتعثر بها ثم انفجرت ومزقت جسده، كان المشهد مروعا".
واعلن الجيش السوري الخميس بدء هجوم على الاحياء الشرقية في حلب التي يحاصرها منذ شهرين تقريبا، بهدف استعادة السيطرة عليها.
وتحدث سكان وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن "صواريخ جديدة" تسقط على حلب وتتسبب بما يشبه "الهزة الارضية".
وتحدث الصواريخ لدى سقوطها تأثيرا مدمرا، إذ تتسبب بتسوية الأبنية بالأرض وبحفرة كبيرة تدمر الملاجئ التي يستخدمها السكان كمأوى تفاديا للضربات.
ويقول احد سكان باب النيرب احمد حبوش لوكالة فرانس برس "انا لا ادري لماذا يقصفنا النظام بهذه الوحشية. اننا محاصرون وليس لدينا مكان نذهب اليه".
واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون السبت عن صدمته بالتصعيد العسكري "المروع" في مدينة حلب. وقال ان "الاستخدام المنهجي الواضح" للقنابل الحارقة والشديدة القوة في مناطق سكنية قد "يرقى الى جرائم حرب".
كما اعتبر الاتحاد الاوروبي ان الهجمات ضد المدنيين في مدينة حلب بشمال سوريا، تشكل "انتهاكا للقانون الانساني الدولي".
استياء من روسيا
وحملت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية دول أوروبية عدة حليفة لواشنطن في بيان مشترك السبت بوضوح روسيا مسؤولية تجدد القتال.
واضاف الدبلوماسيون ان "الصبر على عجز روسيا المتواصل أو عدم رغبتها الايفاء بالتزاماتها له حدود".
ونبهت المجموعة الى ان "المسؤولية تقع على عاتق روسيا كي تثبت أنها مستعدة وقادرة على اتخاذ خطوات استثنائية لإنقاذ الجهود الدبلوماسية" من اجل ارساء الهدنة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت الاحد ان النظام السوري "اختار التصعيد العسكري" ودعا "مؤيديه، روسيا وايران الى اظهار المسؤولية والا فان هذه الدول ستكون متواطئة في جرائم الحرب التي ترتكب في حلب".
وفي اسطنبول، ندد الائتلاف الوطني السوري المعارض السبت ب"المجازر" التي يرتكبها النظام السوري وحليفه الروسي في حلب، مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك لوضع حد لها.
ولم تصمد الهدنة الهشة التي اعلنتها روسيا والولايات المتحدة سوى اسبوع واحد وانهارت مساء الاثنين الماضي. كما فشلت الجهود الدبلوماسية الجارية على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة.
ولا يحصل السكان في حلب على المساعدات منذ نحو شهرين كما انهم محرومون منذ السبت من الماء بسبب القصف، بحسب منظمة يونيسيف.
واشار بان كي مون في بيان الى وجود "معلومات متواصلة عن غارات جوية تستخدم فيها اسلحة حارقة وذخائر متطورة مثل قنابل قادرة على خرق التحصينات".
وتابع ان "على المجتمع الدولي ان يتوحد لتوجيه رسالة واضحة تفيد بانه لن يتم التسامح مع الاستخدام الاعمى لاسلحة تزداد قوة وفتكا ضد المدنيين".
واعتبر الامين العام ان حلب "تشهد القصف الاكثر كثافة منذ بدء النزاع السوري" مضيفا "انه يوم اسود لمدى التزام العالم بحماية المدنيين".
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاحد "اذا شنت الولايات المتحدة هجوما على الرقة مع وحدات حماية الشعب الكردي او حزب الاتحاد الديموقراطي، فان تركيا لن تشارك في هذه العملية".
واضاف انه سيكون من "العار" على تركيا والولايات المتحدة الا تتمكنا من الحاق الهزيمة بنحو 10 الاف جهادي منتشرين في سوريا، وفقا للارقام التي تم اعلانها.
فيديو قد يعجبك: