الخطة الجريئة لإحياء المنطقة التي شهدت كارثة تشرنوبل
(بي بي سي)
زار المصور الصحفي الأوكراني أنتون سكايبا موقع محطة تشرنوبل النووية لتوثيق علمية التجديد التي جرت بشكل تدريجي لذلك الموقع بعد نحو 30 عاما من العزلة.
في 26 إبريل/نيسان عام 1986، انفجر المفاعل النووي الرابع في محطة تشرنوبل للطاقة النووية خلال إجراء اختبار روتيني لقياس درجات الضغط الذي يتعرض له المفاعل.
وقد اشتعلت النيران لتسعة أيام متواصلة في ذلك الموقع، وكانت النتيجة أن الغطاء العازل المصنوع من الصلب والخرسانة الذي كان يحيط بالمفاعل انهار بسبب درجة الحرارة المرتفعة.
كما سال الوقود المشتعل الذي ارتفعت حرارته بشدة على الأرض حتى وصل إلى قاعدة المفاعل.
وبعد أن انفجر ذلك المفاعل النووي، انتشرت النظائر المشعة في الجو، وامتدت على نطاق واسع.
وقد أقامت الحكومة آنذاك منظقة حظر امتدت لمسافة 30 كيلو متر حول منطقة الحادث، وكانت النتيجة أن هُجرت المنازل، والمحال التجارية، والشركات في تلك المنطقة.
ولسنوات بعد ذلك الحادث، بذلت فرق العمال المختلفة التي أرسلتها الحكومة إلى ذلك الموقع جهودا متواصلة لتنظيف موقع الانفجار من آثار تلك الكارثة، ثم جرى بناء هيكل خرساني فوق المفاعل المتضرر.
لكن خلال السنوات الثلاثين الماضية، كان ذلك الهيكل يواجه خطر الانهيار الكامل بعد أن ظهرت به بعض الشقوق، مما بات يُعرض المنطقة المحيطة لمواد مشعة تمثل خطورة كبيرة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أقيمت قبة خرسانية ضخمة يُطلق عليها اسم "التابوت الخرساني"، وهي تمثل مظلة خرسانية كبيرة تحيط بكل من المفاعل المتضرر، والطبقة الخرسانية القديمة التي تغطيه.
ويقول المسؤلون عن تلك المظلة الخرسانية الجديدة إنها ستغطي ذلك المفاعل لنحو 100 عام على الأقل.
وفي عام 2002، فتح موقع محطة تشرنوبل أبوابه للزائرين، وظل منذ ذلك الحين مقصدا سياحيا مرغوبا. وبات موقع المحطة النووية التي تقع في أوكرانيا، التي كانت إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقا، يجذب آلاف السائحين كل عام.
والآن، بعد أن جرت تغطية المفاعل النووي المتضرر من جديد بتلك المظلة الخرسانية، التي يعتبرها البعض أكبر هيكل متحرك بُني على مستوى العالم، أصبح هناك مستقبل أفضل ينتظر ذلك الموقع الذي شهد أسوأ كارثة نووية في التاريخ.
وتستمر الحياة
وبعد وقوع الحادث مباشرة، أعادت الحكومة الروسية توطين نحو 116 ألف شخص في أماكن أخرى. لكن مع ذلك، لم تخل المناطق المحيطة بذلك الموقع من الوجود البشري تماما.
فقد كان هناك نحو 1,200 شخص اختاروا العودة إلى بيوتهم في السنوات التي أعقبت عمليات الإجلاء العاجل التي نفذتها الحكومة آنذاك.
وقد عاد هؤلاء إلى منازلهم بالرغم من المخاطر الكبيرة التي يمكن أن تؤدي إلى أمراض مرتبطة بالتعرض لمثل هذه العناصر المشعة التي انتشرت في الجو في تلك المنطقة، مثل مرض سرطان الغدة الدرقية.
واليوم، هناك نحو 230 شحصا فقط منهم لا يزالون يعيشون في قرى متفرقة حول ذلك الموقع، وفي جميع أنحاء المنطقة التي أعلنتها السلطات آنذاك منطقة محظورة. وأغلب هؤلاء الناجين من النساء المسنات.
موقع البناء
ولم تخل تلك المنطقة المعزولة أيضا من العمال، الذين كانوا مشغولين بتنظيف الموقع من مخلفات الحادث، وإنشاء القبة الجديدة الآمنة لعزل الموقع المتضرر تماما عما حوله.
ويرتفع هذا البناء الضخم، وهو أكبر من ملعب ويمبلي الشهير لكرة القدم في لندن بالمملكة المتحدة، وأطول من تمثال الحرية الأمريكي، بصورة ملفتة للنظر، ويمكن رؤيته من مسافات بعيدة.
فيديو قد يعجبك: