لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

خمس قضايا شكلت ملامح الشرق الأوسط في 2016

01:15 م الإثنين 02 يناير 2017

قوات الجيش العراقي تواصل التقدم في الموصل

لندن – (بي بي سي):
عام آخر مضى على منطقة الشرق الأوسط، واضعا بصمته على ملامح المنطقة التي شهدت الكثير من الاضطرابات، واتساع نطاق الحروب واشتعال الصراعات المسلحة وتزايد معاناة الشعوب.

يلقي جيريمي بوين، مراسل بي بي سي لشؤون الشرق الأوسط، الضوء على أبرز خمس قضايا رسمت ملامح الشرق الأوسط على مدار العام المنصرم ومن المتوقع استمرار تداعياتها في العام الجديد 2017.

تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)
حمل عام 2016 أمنيات البعض في أن يكون بداية النهاية لتنظيم الدولة الإسلامية، المعروف في المنطقة باسم داعش. والذي ربما سيكون أحد أبرز القضايا في العام الجديد أيضا.

وأثبت الواقع أن هؤلاء الذين توقعوا سقوط تنظيم الدولة بسهولة كانوا متفائلين.

فالحملة العسكرية العراقية لطرد هذا التنظيم من مدينة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، قد توقفت.

وبحسب تقارير أمريكية فإن العملية العسكرية تواجه صعوبات ويجري القتال من منزل لمنزل كما تزايدت خسائر القوات الحكومية حتى أن الفرقة الذهبية، الأكثر احترافية والتي تدربت على يد الجيش الأمريكي، منيت بخسائر بلغت 50 في المئة من قوتها.

وتعد تلك الفرقة جزءا من جهاز مكافحة الإرهاب، قوات النخبة في الجيش العراقي، وتتحمل العبء الأكبر في القتال ضد تنظيم الدولة.

وشهدت العمليات العسكرية في الموصل تباطؤا في مطلع ديسمبر، لأن تزايد أعداد الضحايا يشير إلى أن جهاز مكافحة الإرهاب العراقي يعاني من فقدان العناصر المدربة.
وأكدت القوات العراقية أنها ستركز على القصف المدفعي والضربات الجوية، لكن هذا سيؤدي إلى قتل المزيد من المدنيين، الأمر الذي سيصب في صالح تنظيم الدولة.

حلب
مع اقتراب نهاية 2016 نجحت القوات الحكومية السورية مدعومة بقوات روسية وإيرانية وعناصر حزب الله اللبناني في حسم معركة حلب والسيطرة على المدينة بالكامل وإجلاء المعارضة المسلحة عنها.
ولا يعني هذا التطور انتهاء الحرب، بل هو مجرد مؤشر على أن الحرب السورية دخلت مرحلة جديدة.

وأكثر من هذا فإن الموقف كان أكبر من مجرد صراع بين الحكومة والجماعات المسلحة الساعية إلى تدميرها.

ويخضع الصراع بشكل أكبر لأجندات القوى الكبرى التي انخرطت في الحرب الدائرة في سوريا، وأحد أبرز الأمثلة التي أثرت على الموقف في حلب كان القرار التركي بالتركيز على قتال التنظيمات الكردية المسلحة أكثر من أي شيء آخر.

ويعني هذا أن تركيا تحتاج إلى علاقة جيدة مع الروس، وهو ما دفعها للابتعاد عن حلب حيث كانت العمليات الرئيسية لروسيا، والتي سمحت في المقابل بعمليات عسكرية تركية في شمال سوريا.

أما في العام الجديد 2017، فإن الأمل معقود على اتفاق وقف إطلاق النار ليكون تمهيدا لمحادثات سلام حقيقية، وإذا لم يحدث هذا فإن المزيد من السوريين سيلقون حتفهم وستستمرالحرب في تصدير الأزمات والعنف وعدم اليقين.

اليمن
عانى اليمن لسنوات من الحرب والفساد والإهمال ثم جاءت الحرب الدائرة حاليا بين مليشيات الحوثي والتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية لتدفع البلاد إلى كارثة جديدة.

ولا توجد أرقام دقيقة حول تلك الحرب لكن بعض التقديرات تشير إلى مقتل 10 آلاف شخص وجرح 37 ألفا آخرين، غالبيتهم من المدنيين.

وبحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فإن 19 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى مساعدات عاجلة. هذا فضلا عن أن أكثر من نصف عدد السكان بدون رعاية طبية.

وتسببت الحرب في تهجير عدد كبير من سكان اليمن ليصبحوا معدمين.

وبالرغم من أننا على يقين من قسوة جميع الحروب، فإن الوضع في اليمن يشهد مزيدا من القسوة عندما نشاهد أغنى دولة بالمنطقة تضرب أفقر دولها بمساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا، وكلتاهما باعت أسلحة كثيرة إلى السعودية ودولا أخرى بتحالفها.

ومع ذلك، لا تزال السعودية بكل قوتها العسكرية الهائلة غير قادرة على القضاء على الحوثيين حتى الآن، ما يعني استمرار القتل والبؤس في اليمن خلال العام الجديد.

ويُعد أكبر المستفيدين من وضع كهذا تلك التنظيمات المتشددة مثل القاعدة وتنظيم الدولة، التي وجدت في اليمن ملاذا ومصدرا لتجنيد مقاتلين.

الشباب
تتميز التركيبة السكانية في الشرق الأوسط بوجود نسبة كبيرة من الشباب بين سكان المنطقة، ما يجعلها أحد أكبر التكتلات السكانية الشابة في العالم.

وتصل نسبة من هم دون سن 30 عاما إلى حوالي 60 في المئة من إجمالي عدد السكان، وتسبب شعورهم بالإحباط والغضب إلى اندلاع انتفاضات في المنطقة منذ عام 2011.

ورغم مرور خمس سنوات. فالبطالة لا تزال متفشية والفساد مستشريا.

وتمر مصر حاليا بمرحلة جعلتها مهيئة لعاصفة أخرى من القمع والسخط، والصراع الطائفي والفشل الاقتصادي بينما تمزق الحروب والصراعات المسلحة دولا أخرى مثل سوريا وليبيا واليمن.

على الجانب الآخر، أدركت القيادة السعودية أن الإفراط في الإنفاق لشراء رضا المواطنين وتفادي تبعات السخط الشعبي لن يكون الاستراتيجية الأفضل على المدى الطويل في عالم يعاني انخفاضا في أسعار النفط.

ولذلك سعت السعودية إلى تنفيذ خطط اقتصادية طموحة لتنويع مصادر الدخل والأنشطة الاقتصادية، لكن هناك عقبة أزلية لا تزال تعترض طريق تلك الخطط، إذ تنطوي على مخاوف حيال إمكانية أن يزعزع الإصلاح، المحاط بالشكوك في المنطقة طوال الوقت، عرش العائلة المالكة والمؤسسة الدينية التي تدعمها.

الفلسطينيون والإسرائيليون
توارت أخبار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى حد كبير مؤخرا، بسبب أنباء الاضطربات والأزمات التي تضرب بقية دول المنطقة.

لكن تراجع الاهتمام بما يجري بينهما لا يعني أن القضية تلاشت تماما. فما تزال هي السبب الرئيسي لكل الكراهية المتبادلة والدمار الذي تشهده الأجيال المتوالية.

ولا يزال هذا الصراع يحتفظ بالقوة المؤججة للغضب في نفوس الناس الذين لم يزوروا القدس. وهناك قناعة مؤكدة في الشرق الأوسط أن هذا الغضب سيشتعل يوما ما.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان