الشرطة التركية تكثف بحثها عن مرتكب هجوم اسطنبول
لندن – (بي بي سي):
اعتقلت السلطات التركية 12 شخصا يُشتبه في علاقتهم بالهجوم على الملهى الليلي في اسطنبول عشية رأس السنة.
وتكثف السلطات التركية جهدها في البحث عن المسلح الذي تمكن من الفرار بعد العملية التي أدت إلى مقتل 39 شخصا معظمهم أجانب، وإصابة عشرات آخرين.
وكانت وكالة الأناضول الرسمية قد أعلنت في وقت سابق أن فرق شرطة مكافحة الإرهاب في اسطنبول القت القبض على ثمانية أشخاص واقتادتهم إلى المقر العام للشرطة في المدينة لاستجوابهم، حسب وكالة أنباء الأناضول الرسمية.
وداهمت قوات الشرطة الخاصة، مدعومة بطائرات هليكوبتر، منزلا في حي زايتينبورنو ضمن عملية البحث عن المهاجم.
وأشارت وكالة دوغان التركية للأنباء إلى أن المسلح الذي نفذ الهجوم ليس من بين المعتقلين.
ونشرت السلطات صورا للمشتبه به لكنها لم تحدد تاريخ أو مكان تلك الصور.
كما نشرت وسائل الإعلام التركية مقاطع فيديو زُعم أنها للمشتبه به، لم يُحدد تاريخها أو مكانها، وهو يقدم وثائق اثبات هوية إلى أحد المسؤولين خلف نافذة زجاجية.
تنظيم الدولة الإسلامية
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم حسب بيان أصدره التنظيم صباح الاثنين.
وقال التنظيم في بيان وضعه على تطبيق على موقع تيليغرام وتناقلته بعض وسائل التواصل الاجتماعي، إن أحد "جنوده الأبطال" استهدف احتفالا "شركيا" في العام الجديد ردا على "استهداف الحكومة التركية للمسلمين".
واتهم البيان تركيا بإراقة دماء المسلمين خلال "ضرباتها الجوية وبقذائف الهاون."
وأضاف البيان أن الهجوم يأتي تلبية لنداء من زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، لاستهداف تركيا.
وزعم التنظيم في بيانه أن حصيلة القتلى والجرحى هي 150 شخصا.
وقال نائب رئيس الوزراء نعمان قورتولموش "تم التوصل إلى بصمات المهاجم وأوصافه ... وستكون الخطوة التالية هي التعرف عليه بأسرع ما يمكن. ونأمل ليس فقط أن نجد الإرهابي بل والأشخاص الذين وفروا له الدعم داخل وخارج الملهى."
ويحاول المحققون معرفة ما إذا كان المشتبه به على علاقة بخلية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية حُملت مسؤولية الهجوم على مطار آتاتورك في اسطنبول في يونيو الماضي..
"120طلقة"
ووقع الهجوم في ملهى ريينا الليلي الشهير، في الساعات الأولى من صباح الأحد الأول من يناير/ كانون ثاني، بينما كان يعج بمئات المحتفلين بالعام الجديد .
وأكد مسؤولون أن من بين القتلى اكثر من 20 شخصا يحملون جنسيات أجنبية، من السعودية والأردن ولبنان وتونس وبلجيكا وفرنسا وإسرائيل والهند وروسيا والعراق.
وكان المهاجم وصل إلى ملهى رينا على ضفاف البسفور في سيارة أجرة، واستخرج بندقية كان يحملها، أُفيد أنها من نوع كلاشينكوف، ليطلق النار على شرطي ومدني في مدخل الملهى، بحسب صحيفة حريت التركية.
وتضيف الصحيفة أنه اطلق بعد اقتحامه الملهى أربعة مخازن معبأة بالطلقات، أي ما مجموعه 120 طلقة في مختلف أرجاء الملهى.
وقد ألقى بعض الموجودين في الملهى بأنفسهم في مياه البسفور الباردة هربا من رصاص المهاجم.
واستغل المهاجم الفوضى التي عمت المكان ليقوم بتغيير ملابسه ورمي سلاحه والانسلال وسط الفوضى من موقع الحادث من دون أن تتمكن القوات الأمنية من التعرف عليه، بحسب الصحيفة ذاتها التي تضيف أن السلطات تعتقد بصلة المسلح بتنظيم الدولة الإسلامية وأنه قد يكون من دول آسيا الوسطى كقرغيزستان أو اوزبكستان.
وأفادت تقارير ان تركيا تلقت معلومات استخبارية من الولايات المتحدة تحذر من خطر وقوع هجمات لمسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في اسطنبول وأنقرة عشية الاحتفال بالعام الجديد.
"هروب من المذبحة"
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن منفذ الهجوم "استغل الفوضى التي عمت المكان وغادر وسط الحشود الهاربة" بعد إطلاق النار وترك سلاح الجريمة.
وأكد يلديريم أيضا أن المسلح لم "يكن يرتدي ملابس بابا نويل (سانتا كلوز) أثناء الهجوم"، وهو ما يتناقض تقارير سابقة.
ووقع الهجوم بعد 75 دقيقة فقط من بداية العام الجديد، أثناء تجمع حوالي 700 شخص في ملهى ريينا المطل على مضيق البوسفور، والذي يحظى بشعبية كبيرة بين المشاهير والأجانب، ويقع في أحد أكثر الأماكن الراقية في مدينة اسطنبول.
وقال قورتولموش إن الهجوم كان "رسالة" موجهة ضد العمليات التركية في سوريا لكن تركيا لن تتأثر.
وألقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، باللوم على "الجماعات الإرهابية التي تحاول خلق حالة من الفوضى".
وقال "إنهم يحاولون تحطيم معنويات شعبنا وزعزعة استقرار بلدنا".
الضحايا
لا تزال جثة أحد الضحايا لم يتم التعرف عليها، ويتلقى 69 شخصا على الأقل العلاج في المستشفيات بينهم ثلاثة في حالة حرجة، بحسب ما أعلنه مسؤولون.
وقال أحد العاملين بالملهي، واسمه محمد يلان، إن المسلح "اقتحم المكان واتجه مباشرة إلى اليسار حيث يكون المكان أكثر ازدحاما بالرواد ... يبدو أنه على معرفة بالمكان."
"كان يطلق النار بشكل عشوائي .. لكنه كان يصوب نحو الجزء الأعلى من الجسد ... لم يكن يقصد مجرد اصابتهم بجراح."
هجمات قاتلة في تركيا عام 2016
10 ديسمبر: تفجير مزدوج خارج ملعب لكرة القدم في اسطنبول أودى بحياة 44 شحصا، اعلنت جماعة كردية مسلحة المسؤولية عنه.
20 أغسطس: هجوم بقنبلة على حفلة عرس في غازي عينتاب أودى بحياة 30 شخصا، يشك بمسؤولية تنظيم الدولة الإسلامية عنه.
30 يوليو: حاول 35 مسلحا كرديا اقتحام قاعدة عسكرية وتمكن الجيش التركي من قتلهم.
28 يونيو: هجوم بأسلحة خفيفة وقنابل في مطار اتاتورك باسطنبول أودى بحياة 41 شخصا، وألقيت المسؤولية عنه على مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
13 مارس: مقتل 37 شخصا في تفجير انتحاري لسيارة مفخخة في انقره، نفذه مسلحون أكراد.
17 فبراير: مقتل 28 شخصا في هجوم على قافلة عسكرية في أنقرة.
فيديو قد يعجبك: