معهد بلير يكشف عن محاضرات جهادية في شبكة "لينكد إن"

القاهرة - (بي بي سي):

اكتشفت محاضرات لرجل دين إسلامي متطرف على صلة بتنظيم القاعدة وهجمات الحادي عشر من سبتمبر ومواد جهادية أخرى على شبكة "لينكد إن".

وقد نُبهت الشبكة الاجتماعية التي تركز على التواصل المهني إلى ذلك بعد تحقيق أجراه معهد "توني بلير" للتغير العالمي.

وقامت شركة "مايكروسوفت" التي تملك الشبكة بإزالة تلك المواد، فيما تواجه انتقادات لعدم اتخاذها احتياطات أكثر لمنع تسلل مثل هذه المواد إليها.

وطبقًا للمعهد الذي يحمل اسم رئيس الوزراء البريطاني السابق، الذي من تخصصاته بحوث مكافحة التطرف، ظل بعض هذه المواد في الشبكة نحو ثماني سنوات.

وقال الباحث الذي اكتشف هذه المواد في وقت سابق هذا الشهر، لم تكن هناك طريقة واضحة لإثارة هذه القضية مع شركة تكنولوجيا المعلومات المسؤولة عن الشبكة، لذا لجأنا في النهاية إلى الاعتماد على صحيفة التايمز للفت انتباه شركة مايكروسوفت.

وقال مبارز أحمد لبي بي سي "يجب على منصة التواصل الاجتماعي تلك أن تكفل وجود آلية كفوءة وفاعلة للتبليغ فيها" عن مثل هذه المواد.

وأضاف "لقد اتخذت نظيراتها أمثال فيسبوك وتويتر وجوجل خطوات ملموسة ومؤثرة لمكافحة استخدام الانترنت لنشر الإرهاب، لكن يجب على المنصات التواصلية الأخرى أن لا تتجاهل هذه المخاطر أو تصبح راضية عن نفسها".

تحريض على العنف

لقد اكتشف أحمد نحو 18 وثيقة "جهادية" حملت في الفترة بين 2009 و 2016، في خدمة المشاركة في السلايدات "سلايد شير" على شبكة لينكد إن.

وقد جذبت تلك المواد أكثر من 21 ألف مشاهدة قبل أن تتم إزالتها.

وتضم المواد:

محاضرة تتحدث عن التعارض بين الإسلام والديمقراطية.

تحريض المسلمين على ممارسة العنف والسعي للشهادة.

حض المسلمين على تقديم الدعم المالي للنشاطات الجهادية.

أمر بالانتقام من المسؤولين عن الرسوم الكاريكاتيرية التي تصور النبي محمد.

فتوى بعدم حاجة الاطفال (غير الراشدين) الى موافقة آبائهم على انخراطهم في نشاطات جهادية.

ومن بين مؤلفي هذه المحاضرات، الشيخ أنور العولقي، رجل الدين الأمريكي المتطرف الذي التقى بمنفذي هجمات سبتمبر في 2011 قبل تنفيذ هجماتهم، كما ارتبط اسمه بمؤامرات أخرى قبل مقتله في عام 2011.

كما تقدم الشيخ عمر بكري محمد، الداعية السوري المولد الذي كان يعيش في بريطانيا، وزعم أنه ساعد في تطرف أحد قاتلي الجندي البريطاني لي ريجبي.

وشدد أحمد على القول إن "تلك ليست أيديولوجيات جهادية مجهولة".

"عقد اجتماعي"

وتعد شركة مايكروسوفت عضوا في منتدى الانترنت العالمي لمكافحة التطرف، الذي أنشا في يونيو لتنسيق كيفية تعامل شركات التكنولوجيا مع المحتويات المتطرفة التي تنشر في مواقعها.

وينظر الساسة البريطانيون حاليا في ترسم خطى ألمانيا في سن قوانين تغرم الشركات التي تفشل في إزالة المضامين المتطرفة من مواقعها بالسرعة اللازمة.

وقال بيرني هوجان، من معهد أكسفورد للانترنت "حيثما يكون جمهور، ثمة أيضا جمهور يحض على الكراهية في ليند إن وفيسبوك أو في أي مكان آخر".

وأضاف "ولكن الأمر صعب للغاية (بالنسبة للشرطة)، لأنك إذا ذهبت عميقا في ذلك تدوس على الحقوق".

وقال متحدث باسم شبكة لينكد إن إنها قدمت طريقة للناس للتبيلغ عما يقلقهم، لكنه أقر بأنها قد تحتاج إلى أن تكون أكثر وضوحا.

وأضاف "نحن لا نسمح في موقعنا أو نتسامح مع نشاط ينتهك شروط خدمتنا، وبضمنها خطاب الكراهية والعنف والتهديد".

وشدد على أن "في خدمة سلايد شير، هناك خيار للتبليغ عن المحتوى في شريط البيانات التي تخص كل محتوى".

وأكمل "سنراجع عملية وضع وظيفة التبليغ لضمان امكانية إيجادها بسهولة أكبر. ونحن نشكر إثارة هذه القضية التي نبهتنا إلى ذلك".