إعلان

فضيحة إيران-كونترا: تسلسل زمني

06:50 م الأربعاء 31 مايو 2017

الرئيس رونالد ريغان

لندن (بي بي سي)
توفي قبل أيام قليلة حاكم بنما السابق مانويل نورييغا عن 83 عاما متأثرا بسرطان المخ.

ويقال إن نورييغا لعب دورا في فضيحة "إيران كونترا" التي تفجرت في أواسط ثمانينيات القرن الماضي.

وكانت فضيحة إيران كونترا، التي تفجرت في أواخر عام 1986، واحدة من أكثر الفضائح السياسية تعقيدا في التاريخ الأمريكي الحديث.

وطغت تلك الفضيحة على الأنباء لأشهر عديدة.

تتشكل فضيحة إيران كونترا من 3 أجزاء متصلة ببعضها: إدارة الرئيس رونالد ريجان باعت أسلحة إلى إيران التي كانت بأمس الحاجة إليها في الحرب التي كانت تخوضها ضد العراق مقابل استخدام نفوذها في إطلاق سراح مواطنين امريكيين خطفوا واخذوا كرهائن في لبنان من قبل ميليشيات شيعية موالية لإيران. أما الأسلحة التي زودت إدارة ريجان إيران بها، فقد طالبت الإيرانيين بأسعار مرتفعة وحولت المبالغ الفائضة إلى قوات "الكونترا" التي كانت تحارب حكومة حركة ساندينيستا اليسارية الحاكمة في نيكاراجوا.

كان مخططا كبيرا يخالف القانون الأمريكي والسياسة الخارجية الأمريكية في كل الأوجه. فقد كان بيع الأسلحة إلى إيران ممنوعا بموجب القانون الأمريكي آنذاك، كما كانت السياسة الأمريكية تنص على تحريم دفع أي نوع من الفدى لخاطفي الأمريكيين. كما كان محرما تمويل قوات الكونترا بأكثر من الحد الأقصى الذي حدده الكونجرس.

نشرت صحيفة الشراع اللبنانية أول نبأ عن الفضيحة في نوفمبر 1986، وتلت ذلك ثلاثة تحقيقات أجرتها لجنة شكلها البيت الأبيض برئاسة عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس جون تاور تلاها تحقيق ترأسه مدع اتحادي خاص.

وأدت التهم التي وجهها المدعي الخاص إلى تجريم عدد من مسؤولي إدارة ريجان، منهم مستشار الأمن القومي الأدميرال جون بويندكستر ونائبه المقدم أوليفر نورث.

ولكن ريجان نفسه لم يواجه أي تهم، رغم اختلاف الآراء حول ما كان على علم به ومدى تورطه في الفضيحة.

1

خلفية تاريخية
اقتنع الرئيس ريجان بأن انتصار حركة ساندينيستا على نظام الديكتاتور سوموزا في عام 1979 قد يؤدي إلى اندلاع ثورة تشمل أمريكا الوسطى برمتها، ثورة قد تهدد أمن الولايات المتحدة ذاتها.

لم تعرف حركة ساندينيستا نفسها على أنها حركة شيوعية، بل أنها كانت تقول إنها تتبع نظاما اقتصاديا مختلطا وتؤمن بالتعددية السياسية، ولكنها اتخذت سلسلة من الخطوات التي أثارت هلعا في واشنطن.

فقد أسست الحركة "جيش ساندينيستا الشعبي" ليستبدل الحرس الوطني النيكاراجوي، كما أطلقوا مشروعا لإعادة توزيع الثروة ومصادرة المزارع الكبيرة.

كان هذا كافيا لإدخال الهلع في قلب ريجان الذي كان تولى رئاسة الولايات المتحدة في عام 1981. أصبح ريجان عدوا لدودا لحكومة حركة ساندينيستا خصوصا بعد أن بدأت عدوى التململ الاجتماعي بالانتشار في الدول المجاورة لنيكاراجوا.

فقد كان ريجان يخشى ما يراه أنه تمدد للشيوعية في منطقة أمريكا الوسطى، ولذا قرر زيادة الدعم العسكري لحكومات دول هذه المنطقة. فالسلفادور على سبيل المثال تسلمت لوحدها مبلغ 3 مليارات دولار على شكل معونات عسكرية، وهو مبلغ ضخم جدا بالنسبة لبلد بهذا الحجم الصغير.

في ذات الوقت، بذل ريجان كل ما توفرت لديه من جهود من أجل التخطيط للإطاحة بنظام حركة ساندينيستا الذي كان النظام اليساري الوحيد في المنطقة آنذاك.

ولكن، ومنذ أوائل الثمانينيات، كانت هناك حركتان مناوئتان لحركة ساندينيستا لم تزالا فعالتين. أحدى هاتين الحركتين كانت تتكون من عناصر سابقة في الحرس الوطني النيكاراجوي وكانت تتخذ من أراضي كوستاريكا المجاورة ملاذات لها. كان هؤلاء الذين لم يتجاوز عددهم الألفين في أول الأمر يحاولون تجنيد المزارعين الغاضبين على قرارات الإصلاح الزراعي التي تضمنها برنامج حكومة الساندينيستا.

في ذات الوقت، أقام قائد سانديني منشق اسمه ايدن باستورا معسكرا للمعارضة النيكاراجوية في هندوراس إلى الشمال من نيكاراجوا. وقد اطلق على المجموعتين اسم "كونترا" اي قوات الثورة المضادة.

في سنوات "الأزمة" الأولى، كان ريجان يخصص علنا الأموال لقوات الكونترا ولوكالة المخابرات المركزية الأمريكية من أجل زعزعة استقرار حكومة الساندينيستا في نيكاراجوا، ولكن بمرور الزمن زادت معارضة الشعب الأمريكي لهذه السياسة.

وفي عام 1986، قامت إدارة ريجان - سرا ودون مسوغ قانوني - بتحويل الأموال التي حصلت عليها من بيع الأسلحة خلسة إلى إيران إلى قوات الكونترا مما إدى إلى ازدياد المعارضة لهذه الممارسات في الكونجرس وإلى إجبار الإدارة على التوقف عما كانت تقوم به.

تسلسل زمني
1981
4 أغسطس - انتداب الرائد في قوات مشاة البحرية أوليفر نورث للعمل في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض.

ديسمبر - الرئيس ريغان يوقع على أمر رئاسي يخول وكالة المخابرات المركزية بالقيام بعملية سرية لدعم قوات الكونترا في نيكاراجوا.

1982
ديسمبر - بعد افتضاح أمر الدعم الأمريكي لقوات الكونترا، الكونجرس يصدر "تعديل بولاند" الذي يحرم صرف الأموال الفدرالية الأمريكية من أجل الإطاحة بحكومة نيكاراجوا.

2

1984
الربيع - تعيين الرائد نورث ضابط ارتباط للبيت الأبيض مع قوات الكونترا.

1985
فبراير - نورث (الذي رقي إلى رتبة مقدم) واثنان من شركائه وهما جنرال القوة الجوية المتقاعد ريشارد سيكورد والبرت حكيم وهو تاجر سلاح أمريكي من أصول إيرانية يعقدان أول صفقة من 6 صفقات لشراء أسلحة لقوات الكونترا وذلك من خلال شركات وهمية سجلوها خارج الولايات المتحدة. قيل وقتها إن الأموال التي استخدمت لشراء الأسلحة جاءت من تبرعات خاصة، مما سمح للبيت الأبيض لاستغلال ثغرة في تعديل بولاند للقول بأن تزويد الكونترا بالأسلحة لم ينتهك القانون.

الصيف - ذيوع أنباء تربط نورث بشبكة خاصة تقوم بتزويد الكونترا بالسلاح. الكونجرس يتدخل، ونورث يساعد روبرت ماكفارلين، مستشار ريجان للأمن القومي، في إعداد نفي رسمي.

يوليو - مسؤولون إسرائيليون يقولون لماكفارلين إن الايرانيين يريدون بدء "حوار سياسي" مع واشنطن. ورغم موقف الولايات الرسمي القائل إن الحكومة الإيرانية "حكومة إرهابية" والقرار الأمريكي بتجريم توريد السلاح لطهران، أدت المبادرة الإيرانية إلى أول شحنة أسلحة أمريكية تصل إلى ايران دون تخويل قانوني. أدى وصول هذه الشحنة بدوره إلى إطلاق سراح واحد من الرهائن الأمريكيين السبع الذين كانوا محتجزين في لبنان من قبل فصائل شيعية موالية لإيران.

19 نوفمبر - ماكفارلين يكلف نورث بالمسؤولية عن الأمور السوقية المتعلقة بشحنة اسلحة ثانية الى ايران تتضمن صواريخ أرض-جو من طراز هوك.

1986
4 أبريل - في مذكرة وجهها إلى جون بويندكستر - الذي خلف ماكفارلين في منصب مستشار الأمن القومي - نورث يقترح تحويل مبلغ 12 مليون دولار من أرباح بيع الأسلحة إلى إيران إلى قوات الكونترا. نورث يقول لاحقا إن المذكرة كانت موجهة أصلا الى الرئيس ريغان.

25 مايو - ماكفارلين، الذي ترك العمل الحكومي ولكنه لم يزل يعمل مستشارا للبيت الأبيض، يسافر سرا إلى إيران بمعية نورث ومسؤولين أمريكيين آخرين، حاملا معه أدوات احتياطية لصواريخ.

6 أغسطس - في اجتماع حضره مع 11 من اعضاء لجنة الشؤون الاستخبارية في مجلس النواب في الكونجرس، نورث ينفي قيامه بجمع الأموال للكونترا أو تزويدهم بأي مشورة عسكرية. ولكنه يشهد لاحقا بأنه كذب في افادته.

5 اكتوبر - إسقاط طائرة نقل كانت تنقل السلاح إلى قوات الكونترا فوق الأراضي النيكاراجوية مما ادى الى مقتل 3 من طاقمها بينما أسر الجيش النيكاراجوي عضو الطاقم الرابع يوجين هاسينفوس.

22 نوفمبر - محققون يعملون لحساب وزارة العدل الأمريكية يعثرون في مكتب المقدم نورث على المذكرة التي حررها في أبريل والتي اقترح فيها تحويل أموال بيع السلاح الى ايران الى قوات الكونترا.

23 نوفمبر - نورث يلتقي بماكفارلين ويقول له إن مسؤولين بارزين في البيت الأبيض وافقوا على تحويل الأموال إلى الكونترا. المقدم نورث يلتقي أيضا بوزير العدل ادوين موس ويخبره بالأمر.

24 نوفمبر - وزير العدل ميس يحيط الرئيس ريجان علما بتحويل الأموال إلى الكونترا.

25 نوفمبر - ميس يفضح علنا العلاقة بين بيع الأسلحة إلى إيران وتمويل قوات الكونترا. الرئيس ريغان يعلن استقالة مستشار الأمن القومي بويندكستر وطرد المقدم نورث.

3

1987
6 -7 يناير - تشكيل لجان تحقيقية خاصة في مجلسي الشيوخ والنواب.

26 فبراير - لجنة رئاسية يقودها عضو مجلس الشيوخ السابق جون تاور تحمل مستشاري الرئيس ريجان مسؤولية خلق جو من الفوضى أدى إلى وقوع فضيحة إيران كونترا. اللجنة تقول إن الرئيس ريجان لم يكن على الأغلب على علم بنشاطات مجلس الأمن القومي.

7 يوليو - المقدم نورث يمثل أمام لجان تحقيقية في الكونجرس لأيام ستة، ويقول إنه لا يعلم إن كان الرئيس ريجان على علم بموضوع تحويل أموال بيع الأسلحة لإيران إلى الكونترا، ولكن مدير وكالة المخابرات المركزية وليام كيسي قد صدق على ذلك التحويل. وكان كيسي قد توفي قبل فترة قصيرة.

18 نوفمبر - لجان التحقيق تخلص إلى أن الرئيس ريجان تقاعس في تنفيذ واجبه الدستوري بـ "الحرص على تنفيذ القوانين بكل إخلاص". اللجنة تقول إن ريجان "يتحمل المسؤولية الكبرى".

1988

11 مارس - ماكفارلين يعترف أمام القضاء بالذنب في 4 تهم تتعلق بإخفاء معلومات حول جهود الإدارة لمساعدة الكونترا عن الكونغرس، والقضاء يحكم عليه بالسجن لمدة سنتين مع إيقاف التنفيذ وأداء 200 ساعة من الخدمة الاجتماعية.

16 مارس - لجنة محلفين فدرالية تجرم المقدم نورث وبويندكستر وسيكورد وحكيم بجملة من التهم منها التآمر للاحتيال على الحكومة عن طريق تزويد الكونترا بالأموال من ايران.

 

مصراوي| تابعونا في صفحة متخصصة تواكب شهر رمضان بتغطية خاصة

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان