صحف عربية تناقش اتفاق المناطق الآمنة في سوريا ونتائج الانتخابات الجزائرية
لندن – (بي بي سي):
انتقدت العديد من الصحف اتفاق المناطق الآمنة في سوريا واعتبرته "اتفاقاً مفخخاً بالمواقف والمصالح المتناقضة، لقوى عديدة محلية وإقليمية ودولية".
وكان قد تم التوصل إلى اتفاق إقامة المناطق الآمنة الأربع في محادثات في كازخستان بين روسيا وإيران اللتين تدعمان الرئيس السوري بشار الأسد.
كذلك اهتمت الصحف بنتائج الانتخابات الجزائرية التي جرت في 4 مايو، والتي فاز فيها حزب جبهة التحرير الوطني والأحزاب المتحالفة معه بأغلبية المقاعد، فيما بلغت نسبة التصويت 38 في المئة من إجمالي عدد الناخبين.
اتفاق "مفخخ"
يقول عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية: "المناطق الأربع التي تضمنها الاتفاق هي عملياً جميع جبهات القتال ومحاوره الرئيسة، لكنه اتفاق مفخخ بالمواقف والمصالح المتناقضة، لقوى عديدة محلية وإقليمية ودولية، وهو مفخخ أيضاً بتعقيدات الميدان وتشابكاته، ولذلك فإن التفاؤل الحذر، هو أقصى ما يمكن أن يستقبل به اتفاقٌ من هذا النوع".
في السياق ذاته، يتساءل منار الرشواني في الغد الأردنية "ما إذا كان تقسيم سوريا جغرافياً وطائفياً، ضمن تسوية سياسية أو من دونها، قد صار الحل النهائي الوحيد من وجهة نظر الأطراف الإقليمية والدولية التي باتت تتحكم بسوريا تماماً، عسكرياً وسياسياً على حد سواء".
ويضيف الكاتب: " هنا تبدو المفارقة في أن ما قد يرجح الجدية الروسية هو غياب الولايات المتحدة الأمريكية عن اتفاق أستانا، بخلاف رغبة روسيا وحتى إلحاحها في طلب مزيد من الانخراط الأمريكي. فهذا يعني حاجة موسكو إلى إظهار قدرتها على لعب دور حاسم سياسياً من خلال إنجاح "اتفاقها"، وبما يدفع أو يجبر الأمريكيين على الانخراط في العملية السياسية بالرؤية الروسية".
علي الجانب الآخر، ينتقد معن حمية في البناء اللبنانية سلوك فصائل المعارضة السورية خلال اجتماع "أستانا 4".
يقول حمية: "الأيام المقبلة حبلى بالتطورات وهي محك اختبار، وإذا لم تستطع المجموعات الفصل بينها وبين النصرة وداعش وفروعهما، فالفشل سيطال اتفاق تخفيف التصعيد، وعندها ستُقلب الطاولة على رؤوس المجموعات الإرهابية ورعاتها والداعمين".
ويضيف: " نجاح روسيا الاتحادية في الاستحصال على مواقف دولية وأمريكية على وجه الخصوص، داعمة لاتفاق تخفيف التصعيد، يؤشر إلى مرحلة جديدة، قد تشكل منصة لانطلاق حراك جدّي يؤسّس لإنهاء الحرب على سوريا، وبالتالي انتهاء الأزمة، وبالتأكيد ليس وفق طريقة التفكير السعودي التي لا تزال تقيم في المربّع الأول للأزمة!".
"عزوف" الشباب
وحول الانتخابات في الجزائر، يقول حسين لقرع في الشروق الجزائرية "كما كان متوقعا تماماً، لم تحمل انتخابات 4 مايو أيّ جديد في الخارطة السياسية".
يقول لقرع: "لقد بعث ملايين الشباب، من خلال عزوفهم القياسي عن الانتخابات، برسائل عديدة بليغة للسلطة وكذا لعشرات الأحزاب التي فشلت - بخطابها الباهت والمتكرّر - في إقناعهم بالاستجابة لدعوتها إلى المشاركة القوية في الانتخابات... وظهر الشباب العازف كحزب ضخم تتواضع أمامه قوة أيّ حزب في الساحة".
يضيف الكاتب: "النتائج النمطية لكل موعدٍ انتخابي واحتكار أحزاب الموالاة للفوز تزيد الناسَ إحباطاً ويأساً وترفع نسبة العزوف في الموعد الانتخابي الذي يليه.. وبالنتيجة، أضحت نسبة العزوف ككرة الثلج التي تتضخّم كلما دُحرجت، حتى وصلنا إلى انتخابات لا يشارك فيها سوى الشيوخ ونسبة من النساء".
من جانبها، ترى صحيفة الشعب الجزائرية في افتتاحيتها أن نتيجة الانتخابات هي "أحسن رد فعل للجزائريين تجاه من نادى بوضع جبهة التحرير الوطني وجيل الثورة في المتحف، ورددها من وراء البحر، ساسة فرنسيون وجدوا أنفسهم محالين على التقاعد السياسي مبكرا".
تقول الصحيفة: "لا الشائعات المغرضة، لا التهويل ولا التخويف بالوسائل التقليدية والافتراضية نال من إرادة من اختار وأدلى بصوته".
ويقول صادق ناشر في الخليج الإماراتية: "تعد انتخابات الجزائر التشريعية هي الطريق الصحيح لتثبيت الاستقرار الذي تنشده دول عربية عدة، وتتبقى المرحلة الأهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي ستشكل لبنة إضافية في استقرار هذا البلد".
ويرى أن نموذج الانتخابات الجزائرية "خطوة إضافية لتكريس الاستقرار الذي تفتقده دول مجاورة لها، مثل ليبيا ".
فيديو قد يعجبك: