لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لماذا يستحق يوسين بولت لقب الأسطورة؟

06:51 م الثلاثاء 08 أغسطس 2017

بولت

(بي بي سي)

ثمة إجماع على أن يوسين بولت هو أسرع عداء في العالم عبر كل العصور.

وفي الوقت الذي يستعد العداء الجامايكي لإعلان اعتزاله عقب انتهاء بطولة العالم لألعاب القوى في العاصمة البريطانية لندن، نستعرض هنا عشرة أسباب تجعله يستحق لقب أسطورة، وتكشف كيف نجح في تحقيق تلك الإنجازات الرائعة.

1

أسرع عداء في التاريخ. حطم العداء الجامايكي الرقم القياسي في سباقات 100 متر ثلاث مرات. وكانت المرة الأولى التي يكسر فيها الرقم القياسي العالمي قبل تسع سنوات من الآن.

كسر بولت الرقم القياسي المسجل باسم مواطنه أسافا باول بـ 9.74 ثانية عندما قطع السباق في 9.72 ثانية فى مايو/آيار 2008، قبل أن يكسر الرقم مرة أخرى ويقطع السباق في 9.69 ثانية فى أولمبياد بكين فى وقت لاحق من ذلك العام.

وفي بطولة العالم لألعاب القوى عام 2009 في برلين، قطع العداء الجامايكي السباق في فترة زمنية أقل بنحو عشرة أجزاء من الثانية، مسجلا 9.58 ثانية.

وبالعودة لعام 1912، قطع الأمريكي دونالد ليبينكوت السباق في 10.6 ثانية في ستوكهولم، في أول سباق معترف به من قبل الاتحاد الدولي لألعاب القوى الذي كان قد تأسس للتو لتنظيم مثل هذه المسابقات.

وكان جيم هاينز أول عداء يقطع سباق المئة متر في زمن أقل من عشر ثوان، في عام 1968. لكن الأمر استغرق ما يقرب من قرن من الزمن لكي يُكسر الرقم المسجل باسم ليبينكوت بثانية كاملة - وكان بالطبع بولت هو من فعل ذلك.

2

يركض أسرع في كثير من الأحيان. أعلن الاتحاد الدولي لألعاب القوى قبل بطولة العالم في لندن قائمة تضم السباقات التي قُطعت في أقل من عشر ثوان. وتُظهر هذه القائمة أن عددا قليلا للغاية من الرياضيين هم من يقتربون من الزمن الذي يقطعه بولت في مثل هذه السباقات.

فمنذ هاينز، نجح 124 عداء في قطع السباق في زمن أقل من عشر ثوان.

لكن لم يتمكن سوى بولت، ومواطنيه يوهان بليك وأسافا باول، والأمريكيين جوستين غاتلين وتايسون غاي (كما يوضح الرسم البياني) من قطع السباق في زمن أقل من 9.78 ثانية.

3

بالطبع، لا يقتصر الأمر على سباقات المئة متر. حقق بولت أيضا نتائج مذهلة في سباق 200 متر، ويعد العداء الوحيد الذي يملك الرقم القياسي في سباقات 100 متر و200 متر معا منذ اعتماد الاتحاد الدولي لألعاب القوى على النظام الآلي المتكامل في تحكيم الأوليمبياد عام 1977.

وفي أولمبياد بكين 2008، كسر بولت الرقم القياسي المسجل باسم الأمريكي مايكل جونسون في سباقات 200 متر بـ 19.32 ثانية، وهو الرقم الذي صمد لمدة 12 عاما، إذ قطع بولت السباق في 19.30 ثانية، قبل أن يكسر الرقم القياسي مرة أخرى في 19.19 ثانية بعد عام واحد في برلين.

4

صاحب مستوى ثابت بشكل لا يصدق. باستثناء بطولة العالم لألعاب القوى في لندن 2017، فاز بولت بجميع السباقات التي خاضها في الأوليمبياد وبطولة العالم منذ عام 2008.

وشهدت أولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016 حصول بولت على ثلاث ميداليات ذهبية في سباقات 100 متر و200 متر و400 متر متتابع، ما يجعله "خالدا"، على حد قوله.

لكنه جُرد من الميدالة الذهبية التي حصل عليها في سباق 400 متر تتابع في دورة الألعاب الأولمبية ببكين عام 2008، بعدما فشل مواطنه وزميله في السباق نيستا كارتر في تجاوز اختبار المنشطات. وقدم كارتر طعنا أمام محكمة التحكيم الرياضية.

ولا يشوب مسيرة بولت الرائعة في بطولات العالم سوى حصوله على ميدالية برونزية في لندن عام 2017، وبداية خاطئة في سباق 100 متر في دايغو بكوريا الجنوبية عام 2011، وهو ما كان يعني استبعاده من السباق.

5

من يتفوق على بولت؟ منذ 2008 وحتى الآن، لم يتفوق عليه سوى عداء واحد في سباقات 200 متر، وهو مواطنه بليك في بطولة جامايكا الوطنية عام 2012.

وفاز بليك أيضا بسباق 100 متر في نفس البطولة، في واحدة من خمس مرات فقط، فشل خلالها بولت في الفوز في تلك المسافة في حدث كبير.

وضمت قائمة العداءين الذين تفوقوا على بولت في سباق 100 متر كلا من غاتلين وكريستيان كولمان وباول وغاي.

6

إنه أسرع مما تتخيل. قطع بولت أسرع 10 متر في سباق الـ 100 متر التي يحتفظ برقمها القياسي في 0.81 ثانية، وهو ما يعادل 27.66 ميلا في الساعة (44.51 كيلومترا في الساعة)، وهي نفس سرعة الحصان تقريبا.

لكن بولت قطع مسافة الـ 100 متر أيضا في زمن أقل من الـ 9.58 ثانية، إذ قطع النصف الثاني من سباق الـ 200 متر - الذي قطعه في 19.19 ثانية - في 9.26 ثانية فقط. كما قطع مئة متر في زمن أقل من تسع ثوان عدة مرات في سباق 400 متر تتابع، كان أسرعها في 8.65 ثانية عام 2015.

وبالتالي، يمكن القول إن التقدم في السن والإصابات قد نالت من العداء الجامايكي، الذي وصل لعامه الحادي والثلاثين، وبدأت سرعته تقل بعض الشيء. ففي عام 2016، قطع سباق 100 متر في 9.81 ثانية، وسباق 200 متر في 19.78 ثانية، وهو معدل بطيء وفقا لمعاييره الخاصة. لكنه كان يفوز بالميداليات في نهاية المطاف.

7

كيف يفعل ذلك؟ لا توجد إجابة بسيطة على هذا السؤال، لكن دراسة أجراها الباحثان ماكالا كريستوف وأنتي ميرو، ونُشرت في مجلة "هيومان كينيتيكس"، وجدت أن بنيته الجسدية (يصل طوله إلى 195 سنتيمترا) تعد أحد العوامل التي تمنحه ميزة كبيرة عن باقي منافسيه.

وغالبا ما يُنظر إلى طول القامة على أنه نقطة سلبية في بداية السباق، إذ ينطلق العداء وجسده منحني للأمام، لكن الباحثون يقولون إنه عندما نصل إلى منتصف السباق فإن "طول قامة بولت يجعل خطواته أوسع ويساعده على الحفاظ على سرعته لفترة أطول، كما تقل السرعة بمعدل أقل من العداءين الأقصر قامة."

8

يقطع 2.47 مترا في الخطوة الواحدة، أي أكثر من متوسط خطوات العداءين الآخرين بـ 20 سنتيمترا كاملة.

يؤدي ذلك بالطبع إلى تفوق بولت على منافسيه، وعندما يكون في كامل سرعته فإنه يقطع مسافة أكبر مع كل خطوة.

وقطع العداء الجامايكي مسافة الـ 100 متر التي كسر الرقم القياسي الخاص بها في 41 خطوة، في حين قطع العداءون الآخرون نفس المسافة في نحو 45 خطوة تقريبا، حسب كريستوف وميرو.

9: ماذا عن البداية البطيئة للعداءين طوال القامة؟ عادة ما يتغلب بولت على هذا الأمر.

9

يكون بولت أقل سرعة من العداءين الآخرين في بداية السباق، فلو نظرنا إلى وقت الإستجابة في بداية سباقات الـ 100 متر التي خاضها في الأولمبياد وبطولات العالم (باستثناء البداية الخاطئة في كوريا الجنوبية عام 2011)، لوجدنا أنها وصلت إلى 0.158 ثانية، مقابل 0.149 ثانية لباقي العداءين.

لكن، وفقا لمايكل جونسون، قد نجح بولت في سباقاته الأخيرة في أن يتمتع بنفس سرعة الانطلاق الموجودة لدى العداءين الآخرين. وقال جونسون للقناة الأولمبية: "سترى أنه خلال الـ 30 مترا الأولى أو نحو ذلك، يكون بولت في نفس سرعة العداءين الأقصر قامة، وهو مشهد نادرا ما نراه."

وفي السباق الذي كسر فيه الرقم القياسي العالمي، كان بولت هو الأسرع خلال جميع مراحل السباق، وكان في مقدمة السباق بالفعل في أول 20 مترا، كما ظل الأسرع خلال باقي السباق.

لكن في بطولة العالم لألعاب القوى في لندن 2017، كان وقت الاستجابة في بداية السباق لديه قد وصل إلى 0.183، أي أبطأ من المعتاد لديه، كما كان أبطأ من وقت الاستجابة للعداءين الآخرين بـ 0.031.

10: دائما ما كان بولت أكثر من مجرد عداء. رغم بعض الانتقادات التي توجه إليه بسبب "استعراضه" ومحاولة جذب انتباه الجمهور قبل عبور خط النهاية، يتمتع بولت بشعبية جارفة، ويعد أحد أكثر الرياضيين متابعة على وسائل التواصل الاجتماعي، بنحو 19 مليون متابع على فيسبوك و7.1 مليون متابع على انستغرام و4.75 مليون متابع على تويتر.

ومع هذه الشهرة الكبيرة تأتي عقود الرعاية، حيث وقّع العداء الجمايكي عقود رعاية مع شركات مثل بوما، وموم للمشروبات الكحولية، وأدفيل. وبلغ دخل بولت السنوي 34.2 مليون دولار عام 2016/2017، وفقا لمجلة فوربس، التي وضعته في المرتبة 88 في قائمة أعلى 100 شخصية شهيرة دخلا.

ويتبرع بولت للجمعيات الخيرية من خلال مؤسسته الخيرية، بما في ذلك تقديم الدعم لمدرسته الثانوية في أبرشية تريلاوني بجامايكا.

لكن هل يعتزل بولت ويترك الساحة العالمية لكي يعيش في الظل. يقول العداء الجامايكي إنه يريد "أن يستريح قليلا ويستمتع بوقته قدر الإمكان."

لكن بعد ذلك، سوف يواصل بولت القيام بدوره في ألعاب القوى على المستوى العالمي.

لكن لا يوجد أدنى شك في أن عالم الرياضة سيفتقده. وقال رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، لورد كوي، لـ بي بي سي: "ما سنفتقده هو شخصيته، فنحن بحاجة إلى رياضيين لديهم شخصية مميزة."

لكن للأسف لا يوجد رسم بياني يمكنه قياس شخصية الرياضيين.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان