توصل فرار آلاف السوريين مع تصاعد القتال في الغوطة وعفرين
لندن (بي بي سي)
واصلت عشرات الحافلات، في وقت متأخر مساء الجمعة، نقل الفارين من مدينة الغوطة الشرقية التي تتعرض لهجوم القوات الحكومية السورية إلى ملاجئ مؤقتة خارجها، بحسب عاملين في الإغاثة.
وقال أحد عمال الإغاثة، الذي زار منطقة من بين أربع مناطق ينقل إليها سكان الغوطة، لبي بي بي سي، إنه شاهد أكثر من 60 حافلة تصل المكان.
وقد دعا الجيش السوري السكان إلى الخروج من باقي أجزاء الغوطة الشرقية التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة المسلحة في الوقت الذي تواصل فيه الطائرات وقواته البرية هجماتها عليها.
ونقلت وكالة تاس للأنباء عن مركز المصالحة في سوريا الذي تديره وزارة الدفاع الروسية قوله إن أكثر من سبعة آلاف شخص غادروا منطقة الغوطة الشرقية صباح السبت.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 60 ألفا من السكان فروا بسبب القتال الدائر في عموم سوريا خلال الأيام القليلة الماضية.
وفرّ ما يقرب من 16 ألف شخص من الغوطة الشرقية بالقرب من دمشق، حيث تدعم القوات الجوية الروسية محاولات الحكومة السورية لاستعادة السيطرة على المدينة.
كما هرب نحو 50 ألفا من مدينة عفرين الشمالية، حيث تقاتل تركيا وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.
ويوم الجمعة، قال السفير السوري في الأمم المتحدة إن تقديرات أولئك الفارين من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الغوطة الشرقية قد تكون أكثر مما نُشر بمقدار الضعفين، منهم 40 ألفا يوم الخميس وحده. ولم يتسن التحقق من الرقم.
الصراع في الغوطة
وقتلت الغارات الروسية 80 شخصا، من بينهم 14 طفلا الجمعة في بلدات كفر بتنا وسقبا وحرستا بمدينة الغوطة، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
واستعادت قوات النظام الجمعة السيطرة على بلدة حمورية بعدما خسرتها لساعات إثر شن فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام هجوما مضادا عليها، وفق المرصد.
وعلى الرغم من المناشدات الدولية لإيقاف إطلاق النار، لم تشهد العمليات العسكرية أي هدنة، ويواصل الجيش السوري تغلغله داخل المناطق المكتظة بالسكان، مدعوما بالدعم الجوي الروسي.
وتقول تقارير إن ممرات الإجلاء للمدنيين من المناطقة التي تحاصرها القوات السورية سمحت لقرابة أربعة آلاف شخص بالفرار من المدينة، الجمعة، رغم استمرار القتال.
وتستمر وكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في إرسال مندوبيها لتقييم حاجات الفارين في الملاجئ المؤقتة في دمشق.
وقالت متحدثة باسم يونيسيف إن خطة الاستجابة الحالية التي وضعتها تمكنها من التعامل مع 50 ألف شخص.
وتشير تقديرات إلى أن القوات الموالية للحكومة استعادت نحو 70 في المئة من المنطقة بعد ثلاثة أسابيع من تكثيف هجماتها ضد المسلحين هناك.
ويقول مراقبون إن القضاء على الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة في المنطقة الواقعة خارج دمشق سيمثل انتصارا كبيرا للرئيس السوري، بشار الأسد.
الصراع في عفرين
وظلت عفرين، وهي مدينة ذات أغلبية من أصول كردية، تتعرض للقصف الجوي والبري من القوات التركية وحلفائها في سوريا.
وتشير تقارير إلى أن القصف التركي قتل ما لا يقل عن 43 شخصا الجمعة، من بينهم سبعة أطفال و16 شخصا على الأقل في غارة جوية استهدفت المستشفى الرئيسي في المدينة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مسؤول بالهلال الأحمر الكردي، لوكالة فرانس برس: "لقد كان المستشفى الوحيد الذي ما زال يعمل في عفرين."
وفرّ ما يقدر بنحو 48 ألف شخص من المدينة والقرى المجاورة، وفقا لما ذكرته ليندا توم، المتحدثة باسم الإغاثات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في سوريا. وتوجه الفارون إلى القرى والمدن التي تسيطر عليها القوات الحكومية السورية.
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا والذي تصنفه كمنظمة إرهابية.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، اجتمع وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا في العاصمة الكازاخستانية أستانة، حيث من المقرر إجراء الجولة التاسعة من المفاوضات بين أطراف النزاع في سوريا فيها في منتصف مايو/أيار المقبل.
ويسعى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى تصوير محادثات المقبلة في كازاخستان على أنها فرصة للتوصل إلى سلام دائم في سوريا، قائلا إن "ملايين السوريين يوجهون أنظارهم صوب أستانة".
بيد أن وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، شدد في تصريحاته بعد الاجتماع على الدعوة إلى وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية، قائلا إن الموقف هناك يتجه إلى الكارثة، حسبما قالت وكالة رويترز للأنباء.
وقد دخلت الحرب في سوريا هذا الأسبوع عامها الثامن وقد أودت بأرواح نحو نصف مليون شخص وأدت الى نزوح 11 مليون شخص بعيدا عن ديارهم، من بينهم نحو ستة ملايين فروا إلى خارج البلاد في واحدة من أسوأ أزمات اللجوء في العصر الحديث.
فيديو قد يعجبك: