ترقب لعودة بوتفليقة إلى الجزائر الأحد
لندن – (بي بي سي):
تتجه الأنظار إلى العاصمة الجزائرية مع توقع عودة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى بلاده اليوم بعد أسبوعين من تلقي العلاج في جنيف.
يأتي ذلك وسط مخاوف من تصاعد الاحتجاجات التي تطالبه بالتنحي، ودعوات من قبل حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم إلى جميع الأطراف السياسية للعمل معاً لإنهاء الأزمة.
وحطت طائرة خاصة تابعة للرئاسة الجزائرية صباح اليوم في مطاركوانترين في جنيف وسط تواجد كثيف للشرطة.
وقالت مراسلة بي بي سي في جنيف إيموجين فولكز إن التوقعات تشير إلى أن بوتفليقة سيغادر مستشفى جامعة جنيف حيث أمضى الأسبوعين الأخيرين بعد تدهور وضعه الصحي، عائداً إلى الجزائر لاحقاً بعد ظهر الأحد.
ويواجه بوتفليقة الذي يسعى إلى تمديد مدة رئاسته للمرة الخامسة في الانتخابات القادمة في أبريل، مظاهرات حاشدة في تهديد يعد أكبر ما واجهه خلال 20 عاماً من تربعه على سدة الرئاسة في الجزائر.
وذكرت وكالة رويترز أن الطائرة التي حطت اليوم في مطار جنيف هي نفسها التي نقلته سابقاً من الجزائر إلى جنيف لتلقي العلاج في الرابع والعشرين من نوفمبر الماضي. ولكن لم يرصد أي تواجد فوري لسيارة إسعاف أو حرس مرافقة على الدراجات النارية.
ومنذ أن أصيب الرئيس بوتفليقة البالغ من العمر 82 عاماً بجلطة دماغية عام 2013 لم يظهر بشكل علني عام إلا نادرا.
وتدخل المظاهرات التي يشارك بها عشرات الآلاف من جميع الشرائح الاجتماعية في الجزائر أسبوعها الثالث، تنديداً بترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للرئاسة سعياً إلى ولاية خامسة له خلال الانتخابات المقررة في الثامن عشر من الشهر المقبل.
ويطالب المتظاهرون الرئيس الذي شارك في حرب استقلال الجزائر بين عامي 1954 - 1962، بالتنحي عن منصبه، لكنه رغم اعتلال صحته قدم أوراق ترشحه في الانتخابات عبر حملته الانتخابية. ولم يبد الجزائريون أي إشارة على التراجع عن مطالبهم بتنحي بوتفليقة، رغم تأكيد من الرئيس الجزائري بتقييد فترة ولايته إذا فاز في الانتخابات.
وقال تلفزيون النهار التابع للحكومة الجزائرية إن حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر دعا جميع الأطراف السياسية اليوم إلى العمل معا لإنهاء الأزمة. وأضاف أن الحزب يريد أيضا المصالحة الوطنية والحفاظ على أمن واستقرار الجزائر.
وخرج مئات الطلاب إلى الشوارع مرددين هتافات تقول "بوتفليقة، لن تكون هناك عهدة خامسة"، وأغلقت العديد من المتاجر في الجزائر العاصمة.
ولم تقتصر المشاركة في الاحتجاجات على الشبان الغاضبين من قلة فرص العمل والبطالة والفساد واحتكار نخبة من كبار السن للسلطة، وإنما شملت أيضاً جزائريين أكبر سناً من الذين شهدوا ويلات الحرب الأهلية في تسعينات القرن الماضي، واضطروا لتحمل التضييق الأمني ضد المعارضين مقابل الاستقرار.
وعلى مدى سنوات، تتردد شائعات بخصوص خلفاء محتملين لبوتفليقة، لكن لم تظهر حتى الآن شخصية جديرة وتحظى بدعم الجيش والنخبة والشخصيات المؤثرة في البلاد، وليست في السبعينيات أو الثمانينيات من العمر.
ولم يغادر الجيش الجزائري ثكناته خلال المظاهرات، في حين استقالت العديد من الشخصيات العامة، ومن ضمن ذلك أعضاء في الحزب الحاكم ونواب في البرلمان للانضمام للاحتجاجات ضد نظام سياسي يهيمن عليه المحاربون القدامى منذ استقلال الجزائر عن فرنسا عام 1962.
وكان التلفزيون الحكومي ذكر أن قوات الأمن اعتقلت 195 شخصاً بسبب ارتكابهم مخالفات مثل السلب والنهب.
فيديو قد يعجبك: