لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من هو ياسين أبو بكر زعيم الانقلاب الإسلامي الوحيد في العالم الغربي؟

11:36 ص الإثنين 04 مارس 2019

ياسين أبو بكر زعيم الانقلاب الإسلامي

بي بي سي:

عندما تذهب إلى ترينيداد وتسأل عن هذا الرجل فالجواب يعتمد على اعتقاد من تسأله، إذا يعد ياسين أبو بكر زعيما دينيا يحظى بالاحترام، أو عاملا نشيطا في المجتمع أو شيئا آخر أقرب إلى عرّاب مافيا.

بدأ الصحفي كولين فريمان يتساءل إن كان الرجل يجمع بين الشخصيات الثلاث، وذلك أثناء انتظار مجموعة من أنصار أبو بكر في مسجد يقع في عاصمة ترينيداد، بورت أوف سبين.

كان الوقت موعد غداء بعد صلاة يوم الجمعة، وينتظر طابور طويل من أولئك الذين جاءوا طلبا لمساعدة الرجل لهم.

يسعى كثيرون منهم إلى الحصول على نصائح بشأن قضايا روحية أو إرشادات تتعلق بأمور الزواج. كما يطلبون منه، في بعض الأحيان، تقديم المساعدة في استعادة سيارة مسروقة أو تسوية ديون أو حل خلافات بين أفراد عصابات في بعض الأحياء الفقيرة التي تعاني من الجريمة في ترينيداد.

قال لي :"حل بديل لتسوية الخلافات".

وأيا كان الرجل فهو لا يرضى بأنصاف الحلول. أصبح أبو بكر، الذي كان يعمل شرطيا في السابق، واحدا من أوائل الذين اعتنقوا الإسلام في ترينيداد عام 1969، بعد أن زار الجزيرة في ذلك الوقت أحد الدعاة المصريين.

ووجد أبو بكر الإسلام أكثر جاذبية من المسيحية، التي ترتبط بالنسبة إليه دائما بماضي بلاده كمستعمرة عبيد. وعلى الرغم من ذلك لم يقنع بالجلوس فقط لقراءة القرآن.

قضى أبو بكر سنوات، من سبعينيات القرن الماضي، في ليبيا كضيف لدى العقيد معمر القذافي، الزعيم الليبي السابق، الذي كان يشجع وقتها النشطاء المسلمين في شتى أرجاء العالم.

عاد أبو بكر إلى بلاده وأسس تنظيما أطلق عليه اسم "جماعة المسلمين".

كان بعض الذين اعتنقوا الإسلام معه من المحكوم عليهم سابقا في ارتكاب جرائم، وفي الأحياء التي كانت الشرطة تخشى دخولها، كان له "جنرالات"، كما وصفهم، يحظون باحترام.

بيد أن حكومة ترينيداد لم تعجبها فكرة وجود سلطة موازية، وبدأت سلسلة مداهمات، خشي أبو بكر من أن تكون الحكومة تسعى إلى سحق "الجماعة" بالكامل. فكان رده غير العادي هو سحقهم أولا.

اقتحم مئة من أتباعه المسلحين البرلمان في عام 1990، واحتجزوا رئيس الوزراء رهينة وأعلنوا الإطاحة بالحكومة.

كان ذلك الانقلاب الإسلامي الوحيد على الإطلاق الذي يحدث في النصف الغربي للكرة الأرضية. واستسلم أبو بكر بعد ستة أيام بعد عرض العفو، وقضى عامين في السجن.

ويقول إنه التزم منذ ذلك الوقت بسياسات سلمية. على الرغم من اتهام أعضاء تنظيمه بأنشطة أشبه بالمافيا، واتهام أبو بكر نفسه بالقتل والابتزاز، إلا أنه حصل على البراءة من التهم المنسوبة إليه.

وأثيرت مخاوف مؤخرا بشأن انضمام أكثر من مئة فرد من ترينيداد، التي يبلغ تعداد سكانها مليون و 300 ألف نسمة، في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

ويعترف أبو بكر، الذي كان خلال المقابلات الخاصة التي أجريت معه مهذبا ومحدّثا مفوها، أن "الجماعة" اجتذبت عناصر سلبية على مدار سنوات، ويضيف أن ذلك يمثل خطرا أثناء مساعي الوصول إلى النفوس الضالة في الأحياء الصعبة.

ويؤكد أبو بكر أنه لم يشجع أحدا على الانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية.

وقال لي : "أخبرنا جميع أنصارنا بعدم الذهاب، إن تنظيم الدولة الإسلامية برمته هراء لا معنى له".

وأكثر ما يخشاه أبو بكر ليس الحرب في سوريا، بل المعارك في شوارع ترينيداد، بعد أن شهدت البلاد العام الماضي سقوط 500 قتيل، أكثر أربع مرات من عدد القتلى قبل 20 عاما.

وترتبط معظم هذه المعارك بعصابات في الأحياء الفقيرة، التي تجتذب منها "الجماعة" الكثير من أنصارها.

ويقول أبو بكر : "عموما لاتزال العصابات تحترمنا. لكن هذه الأيام، إذا سعينا إلى إبلاغ الشرطة عنهم مباشرة، تنقلب الأمور علينا. ويسقط من صفوفنا اثنين إلى ثلاثة قتلى يوميا. تزداد الأمور سوءا في الوقت الراهن. لا نستطيع الجلوس والسماح بحدوث ذلك".

ويبدو أن أبو بكر لن يسعى إلى تنظيم انقلاب جديد. غير أن تشخيص "الجماعة" لمشكلات ترينيداد محافظة اجتماعيا. فهم لا ينحون باللائمة على الفقر، بل على انهيار الأسرة وانعدام الانضباط وأنماط الحياة الإجرامية التي تروج لها موسيقى راب العصابات العنيفة.

ويقول ديفيد مايلارد، عضو آخر في الجماعة : "يحتاج الناس إلى أبطال مناسبين وليس إلى فناني موسيقى الراب أو موسيقيين مضللين. بعض القطع الموسيقية قد تقود الناس إلى القتل مثلها مثل أي بندقية".

كان مايلارد مجرما سابقا وعمل يوما ما لحساب عصابة جامايكية متورطة في تجارة الكوكايين في ميامي. لم يكن يبيع المخدرات فحسب، بل يسرق التجار الآخرين. كانت مهنة محفوفة بمخاطر عالية، أطلق النار ثلاث مرات وطعن خمس مرات ودخل السجن عدة مرات.

ويحذر اليوم، بعد انصلاحه، من التهديد الذي تشكله العصابات على ترينيداد أكثر من تنظيم الدولة الإسلامية.

ويقول : "أيديولوجية العصابات متجذرة هنا. لا تستطيع على الإطلاق مطابقة الدخل الذي يحصل عليه الأشخاص من تجارة المخدرات، لذا ينبغي لك أن تمنحهم ثقة بدلا من ذلك. كان الإسلام اختياري. لكن توجد خيارات أخرى أيضا".

وقال لي أحد الزعماء المجتمعيين في حي "سي لوتس" الفقير إن الشباب يعانون حتى الآن من صعوبة الحصول على فرص عمل بسبب السمعة القديمة للمنطقة.

وطالما كان الوضع كذلك، أعتقد أن مشكلات الجريمة في ترينيداد ستستمر، نعم وسيستمر انتظار الناس في طابور طلبا لرؤية أبو بكر كل يوم جمعة.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان