فرق الإطفاء "تنقذ" الهيكل الرئيسي لكاتدرائية نوتردام التاريخية
لندن – (بي بي سي):
أنقذ رجال الإطفاء الهيكل الرئيسي لكاتدرائية نوتردام التاريخية، حسبما أعلنت خدمة الإطفاء في باريس.
وحسب الخدمة، فإنه "تمت السيطرة" على الحريق الذي شب في الكاتدرائية مساء الاثنين.
غير أن لوران نونيز، وزير الدولة بوزارة الداخلية الفرنسية أكد أنه لم يتم إخماد الحريق بالكامل.
وقضت فرق الإطفاء الليلة الماضية في محاولة إخماد الحريق الذي سبب صدمة هائلة لدى الفرنسيين والعالم.
وشارك قرابة 400 رجل إطفاء في مكافحة النيران ومحاولة إنقاذ برجيها الكاتدرائية الأماميين، وتمكنوا من ذلك.
كان البرج الرئيسي وسقف الكاتدرائية العريقة قد انهارا بسبب الحريق.
وكاتدرائية نوتردام هي من أشهر المعالم الدينية والسياحية في العاصمة الفرنسية.
وقال نونيز في مؤتمر صحفي إن سبب الحريق لا يزال معروف. وأشار إلى أن التحقيق الذي كانت قد أعلنت النيابة العامة الفرنسية فتحه في الحادث مستمر.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه سيتم إعادة بناء الكاتدرائية.
وفي كلمة إلى الفرنسيين عقب اندلاع الحريق، قال ماكرون إنه سوف تُطلق حملة لجمع التبرعات لتنفيذ المشروع.
وتعهد الملياردير الفرنسي فرانسوا-هنري بينو بدعم المشروع بمئة مليون يورو.
ونقلت وكالة فرانس برس نقلا عن بيان لبينو، رئيس مجلس إدارة مجموعة كيرينغ قوله إن مبلغ المئة مليون يورو سيخصص لتمويل "جهود إعادة بناء نوتردام بالكامل" وستدفعه شركة أرتيميس الاستثمارية التي تملكها عائلته.
وتملك مجموعة كيرينغ العديد من الشركات ذات السمعة العالمية مثل التي تملك العديد من العلامات التجارية الفاخرة مثل "غوتشي" و"إيف سان لوران".
وكانت الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا طالبت العام الماضي بتوفير الأموال لصيانة المبنى المهدد بالتداعي.
وتجمع آلاف من الناس في الشوارع القريبة من الكاتدرائية لمتابعة الحريق في صمت بينما سمع بعضهم يبكي والبعض الآخر يردد التراتيل الدينية.
ووصفت عمدة باريس آن هيدالغو، متحدثة من موقع الحادث، الحريق بـ"المروع" وحثت الناس على احترام الطوق الذي فرضته فرق الإطفاء من أجل ضمان سلامتهم.
وقال المؤرخ كميل باسكال لإحدى قنوات التلفزة الفرنسية إن الكاتدرائية تمثل تراثا إنسانيا لا يقدر بثمن".
وأضاف "لمدة 800 سنة كانت الكاتدرائية تطل على باريس ولطالما قرعت نواقيسها للاحتفال بالأحداث السعيدة للوطن أو إعلان الحزن بسبب الكوارث التي وقعت، ولا يمكن إلا أن نشعر بالحزن الشديد لما حدث".
واقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "استخدام مروحيات محملة برشاشات مياه" لإطفاء الحريق.
وعرضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تقديم الدعم لشعب فرنسا، ووصفت نوتردام بأنها "رمز للثقافة الفرنسية والأوروبية".
رمز للبلد
تحليل هنري أستير ، بي بي سي
لا يوجد موقع آخر يمثل فرنسا تمامًا مثل نوتردام، فمنافسها الرئيسي كرمز وطني، برج إيفل، لا يزيد عمره عن قرن. ووقفت نوتردام شامخة في باريس منذ القرن الثاني عشر.
وحملت إحدى أهم الروائع الأدبية الفرنسية اسم الكاتدرائية، حيث كتب فيكتور هوغو روايته "أحدب نوتردام" جاعلا أحداثها تدور بشكل أساسي في الكاتدرائية.
وكانت آخر مرة حصلت أضرار كبيرة فيها خلال الثورة الفرنسية، لكنها نجت من حربين عالميتين دون ضرر يذكر.
إن مشاهدة هذا الرمز الوطني يحترق وبرجه ينهار صدمة عميقة لأي فرنسي.
أما رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، فقالت في تغريدة على موقع تويتر "تعاطفي الليلة مع الشعب الفرنسي ورجال مواجهة الطواريء الذين يكافحون ألسنة النيران الرهيبة في كاتدرائية نوتردام".
وتشهد كاتدرائية نوتردام، التي يزورها 13 مليون شخص تقريبا كل عام، ترميمات بعد أن بدأت الشقوق والتصدعات تظهر على أحجار جدرانها، ما أثار مخاوف من أن يؤثر ذلك على استقرارالهيكل .
فيديو قد يعجبك: