رسالة إلى ميت: شكرا لك من أعماق قلبنا المشترك
لندن (بي بي سي)
كانت ألين غراغوسيان (31 عاماً) ترتجف وهي تفتح رسالة استلمتها من المرأة التي أنقذَ قلبُ ابنِها حياتها، قبل بضعة أشهر.
وتقول: "تلقيت مكالمة هاتفية من المستشفى تقول فيها إن أسرة المتبرع قد بعثت لك برسالة"، لكنها أخبرتهم بأنها غير مستعدة لقراءتها.
وبعد يومين، بعثت إحدى الممرضات الرسالة ذاتها، فتحتها ألين وانفجرت بالبكاء عندما بدأت بقراءتها، إذ تتحدث عن الشاب الذي أنقذَ موته حياتها.
وتقول: "كنت أدري أن المتبرع كان إنساناً، لكن القراءة عنه كشخص في سطور، جعلني أدرك أنه حقيقي ومن لحم ودم".
"شكرا لك من أعماق قلبنا المشترك "
وتتابع: "كان جسدي يقشعر مع قراءتي لكل سطر، بدا لي أننا نتشابه في الكثير من الأشياء".
وكانت ألين قد تخيلت نفسها والمرأة الأخرى (قبل أن تعرف أن المتبرع شاب) وهي تقول لنفسها في تأمل: "نحنمجرد شابتين تمكثان في قسمين مختلفين في العناية المركزة ، في انتظار معرفة من ستموت أولاً".
وكتبت ألين، في صفحتها في تويتر، عن الرسالة، متعهدة بتوجيه قلبها الجديد للخير والأشياء الجيدة تحت عبارة " شكرا لك من أعماق قلبنا المشترك".
وألين نفسها، طبيبة متدربة من فيلادلفيا، تعمل في قسم الإسعافات ومتخصصة في قسم العناية المركزة.
وتقول: "قبل الآن، كنت أتصل بالمنظمة المعنية بشؤون الأعضاء المتبرع بها بعد موت صاحبها، كجزء اعتيادي من وظيفتي، لكنني الآن أفهم فعلياً القدرة والقوة التي تتمتع بها مثل هذه المكالمة الهاتفية".
كانت ألين قد كتبت سابقاً إلى عائلة المتبرع لها، لكن لم تكن لديها أي وسيلة لمعرفة ما إذا كانوا قد قرأوا رسالتها أم لا.
ففي الولايات المتحدة، لا يُكشف عن المعلومات الخاصة بالمتبرع للمتلقي إلا بعد موافقة أسرة المتبرع، وتختلف تفاصيل هذه العملية في جميع أنحاء البلاد.
وتعمل مراكز زراعة الأعضاء البشرية كوسيط بين الأسر المانحة والأسر المتلقية، وتشجع المؤسسة التي تدير نظام التبرع بالأعضاء في الولايات المتحدة، على عدم الكشف عن هوية المتبرع في جميع المراسلات.
ومع عدم وجود وسيلة للاتصال بهم مباشرة، قررت ألين نشر ردها إلى الجهة المتبرعة بتدوينة في صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي، تويتر.
"كان يومك الأخير بداية حياة جديدة لي"
وكتبت "جمعتنا قواسم كثيرة مشتركة، فقد كانت أكثر من مجرد تطابق فصيلة دمنا، ربما كنا سنكون أصدقاء مقربين جداً. ولكن بدلاً من ذلك، سارت الأمور بطريقة غريبة، فكان اليوم الأخير من حياتك، هو اليوم الأول في حياتي، وكان أسوأ يوم في حياتك هو أفضل يوم في حياتي".
وتقول ألين إنها تحترم رغبات عائلة المانحين في عدم الكشف عن هويتها، وكانت حريصة على عدم الكشف عن مضمون الرسالة.
ومع ذلك، فهي تعترف بأنها تتمنى أن ترى أسرة المتبرع ردّها، وأن تشعر بالامتنان الذي تشعر به ألين.
حرّك منشور ألين مشاعر إنسانية عند الكثيرين للتفكير في العلاقة بين المتبرع بالأعضاء ومن يتلقاها.
وعلّق بعض متلقي الأعضاء، بأنهم يشعرون بقليل من الغيرة من ألين، لأنها استطاعت التواصل مع العائلة المانحة لقلبها.
"معرفتي بمساعدة ابني لآخرين، تُبقي ذكراه حية"
كتبت لينيت هازارد (والدة المتبرع جوستن) إلى كل الأشخاص الذين تلقوا عضواً من جسد ابنها، الأمر الذي قادها إلى رؤية تغريدة ألين في موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، التي عبرت من خلالها عن "الامتنان والحب والتقدير للهدية التي تلقتها".
تقول لينيت، لقد استغرق أمر كتابتي للرد عدة أشهر، حتى أتمكن من العثور على الكلمات، "كان صعباً أن أصف ابني في رسالة قصيرة".
توفي ابن لينيت، جوستين هازارد، عندما كان عمره 20 عاماً، فقد كان مريضاً لعدة سنوات، وكان قد ناقش رغبته مع أسرته في أن يكون متبرعاً بالأعضاء قبل وفاته.
تمت مطابقة أعضاء جوستن، وهي القلب والرئتان والكلى، مع أربعة مرضى بعد وفاته.
وتتابع: "أردت التأكد من أنهم كانوا يعرفون أن الشاب، الذي منحهم أعضاءه، كان حنوناً ولطيفاً وقوياً" وتضيف: "أردت أن أتأكد من أنهم يعلمون أنه أحبَّ مساعدة الآخرين لدرجة أنه اختار تقديمها لهم حتى بعد وفاته".
وتقول لينيت: "إن معرفتي بمساعدة ابني للآخرين، تبقي ذكراه حية، أشعر أنه لا يزال على قيد الحياة ويعيش من خلال حياة الآخرين".
فيديو قد يعجبك: