إعلان

مظاهرات السودان: هل تنجح في "تفكيك الدولة العميقة"؟

04:34 م الجمعة 17 مايو 2019

مظاهرات السودان

لندن (بي بي سي)

تناولت الصحف العربية الأوضاع في السودان في ظل إعلان المجلس العسكري الانتقالي تعليق المفاوضات مع تحالف المعارضة حول آليات نقل السلطة.

ويأتي قرار تعليق المفاوضات بعد اندلاع أحداث عنف في العاصمة الخرطوم أسفرت عن سقوط 6 قتلى و9 جرحى على الأقل. وحمّلت قوى الحرية والتغيير المجلس العسكري مسؤولية ما حدث.

"تفكيك الدولة العميقة"

يقول عثمان ميرغني في الشرق الأوسط اللندنية إنه "كلما تفاءل الناس خيراً بحدوث اختراق في المفاوضات بين المجلس العسكري و(قوى الحرية والتغيير) في السودان بشأن ترتيبات وهياكل الحكم للفترة الانتقالية، يحدث شيء يحبط هذا التفاؤل، ويعيد أجواء القلق، ويغذي الشكوك حول انقسامات داخل المجلس العسكري ووجود جناح يريد عرقلة عملية نقل السلطة، ويوظف كل ما ينسب إلى كتائب الظل من عمليات تستهدف الاعتصام".

ويضيف الكاتب "المؤكد أن تفكيك الدولة العميقة سيحتاج وقتاً وجهوداً مكثفة، لكنه أمر لا يحتمل التأجيل. هل يعني ذلك تأجيل ملف السلام والمفاوضات مع الحركات المسلحة؟ الإجابة قطعا لا، لأن السودان في أمس الحاجة لوقف الحروب وتحقيق الاستقرار والسلام والأمن لكي يتمكن من التنمية الشاملة وإطلاق مقدراته المعطلة ... من دون إنقاذ الاقتصاد السوداني سيكون حصاد الحكومة الانتقالية صفراً كبيراً، وسيحمّلها الكثيرون تبعات هذا الفشل مما قد يفتح الباب أمام المتآمرين والمتربصين والطامعين للقفز إلى السلطة إن سنحت لهم الفرصة ووجدوا الذرائع".

ويقول سمير البرغوثي في الوطن القطرية "الآن تتولى العسكرية المفاوضات وهي الحزب الأقوى من ثم وجود هذا الكم من الأحزاب على الساحة يضعف الثورة التي تتمثل فيها كل الأحزاب، وكل حزب يتطلع إلى أن يفوز بالحصة الكبرى من النظام مع وجود اختراقات من دول لا تريد استقرارًا في السودان الذي إذا تعافى سيصبح رقمًا صعبًا عربيًا وأفريقيًا".

ويضيف الكاتب: "ويقينًا أن اندماج الأحزاب سوف يساهم في تقويتها ويسهل من حراكها...وحتى يتجنب السودان انقلابًا عسكريًا عليه أن يسارع في دمج الأحزاب ليقلل من الجدل فلا يكون هناك اختلاف وخلاف يتبعه انقلاب وحلّ الأحزاب".

أما القدس العربي اللندنية فتقول في افتتاحيتها إنه "كان مثيراً بعد ذلك أن يظهر رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان أمس مدافعا عن (قوات الدعم السريع) متهما الاحتجاجات بالابتعاد عن الطابع السلمي وبـ(التحرش بالقوات المسلحة وقوات الدعم السريع والشرطة واستفزازها)، بحيث ينقلب مطلق النار الذي يستخدم العنف إلى ضحيّة ويتحوّل المتظاهرون الذين يطالبون بحكومة مدنية إلى مسؤولين عن إطلاق النار عليهم".

"الجهاد الأكبر"

ويقول محمد الشيخ بانن في رأي اليوم اللندنية إن "للثورة السودانية الناشئة، لغتها الوطنية الجامعة وفنها الراقي، الذي أذهل الكثيرين، بعدما انبلج بملامحه التقدمية الرائعة، التي أذكت شوكة النضال، وعززت الصمود في إثر انخراط النساء والشباب بقوة في هذه الملحمة. ما كان يمر في الخيال أن هكذا فن تشكيلي معبر وغناء شعبي متنوع وشعر ملتزم بقضايا أهل الوطن، سيتقد في هذا الزمن، بعدما حكم الانقاذ الشمولي البلاد بالنار والحديد لعقود؛ منتهجا سياسة الإفقار الاقتصادي والإذلال السياسي والإقصاء الثقافي".

يضيف الكاتب: "تلكم هوية الثورة التي تعبر عن الطموح السائد لدى أغلب مكونات المجتمع السوداني؛ طموح في الحرية والديموقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية وإدارة التنوع الثقافي والتعدد السياسي. إنه البديل القادم الذي يتأسس على أنقاض الكليانية البائدة".

ويقول محجوب محمد صالح في العرب القطرية "... وقد انتهينا من (الجهاد الأصغر) وآلت للثوار مقاليد الأمور ندخل مرحلة (الجهاد الأكبر).. جهاد بناء وطن عانى من عدوان منظم وممنهج من عصابات المافيا التي أدارت شؤونه، فاستباحت المال العام، واختطفت الدولة السودانية عبر سياسات التمكين، ونهبت أموالها واكتنزتها في بنوك خارجية، وتركت الخزائن فارغة، والمرافق منهارة، والمؤسسات محطمة، وأسوأ من هذا ما أصاب الإنسان السوداني من إحباط، وما لحق به من شرور ومفاسد سياساتهم، مما يعني أن عملية إعادة البناء ستكون شاملة، وستشكل تحدياً كبيراً يحتاج منا إلى جهد مضاعف".

ويضيف الكاتب "حقاً لقد دقت ساعة العمل، ولكن العمل ليس فقط في حشد الطاقات، إذ لابد من القيادة الرشيدة النزيهة ذات الكفاءة العالية، واختيار هذه القيادة هو الواجب الذي يجب أن تنخرط في أدائه قيادة إعلان الحرية والتغيير فوراً، وأن تنجزه وفق معايير محددة ومعروفة، يتم على ضوئها ملء كل المناصب الدستورية التنفيذية والتشريعية وبكل الشفافية والموضوعية، وبعيداً عن المحاصصة الحزبية، وبعيداً عن المجاملات".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: