نساء مسلمات يتحدين حظر البوركيني في حمام سباحة بفرنسا
بي بي سي:
خالفت مسلمات في فرنسا القواعد في حمام سباحة خاص بارتداء البوركيني، وهو زي الاستحمام الذي يغطي معظم الجسد.
وأخذت النساء المسلمات في الاستحمام، وهن يغطين أجسادهن بالكامل، ما عدا الوجه والقدمين واليدين، في مدينة غرينوبل الأحد، مدفوعات برائدة حقوق الإنسان المدنية في الولايات المتحدة، روزا باركز.
وحمام جين بورن للسباحة في غرينوبل واحد من حمامات كثيرة في فرنسا تمنع لبس البوركيني.
وينظر كثير من الناس في فرنسا إلى زي السباحة هذا باعتباره رمزا للإسلام السياسي، ويرون أنه لا يتماشى وعلمانية الدولة.
وكانت حملة "عملية بوركيني" قد بدأت الشهر الماضي، على أيدي مجموعة نشطاء مدنية، تدعى تحالف مواطني غرينوبل، للدفاع عما يرون أنه حق للمرأة المسلمة.
ماذا حدث في حمام السباحة؟
بعد أن غيرت المسلمات من أعضاء المجموعة ملابسهن، شاهدهن أحد المنقذين وأبلغهن أن لباس البحر الذي يرتدينه غير مسموح به.
وبالرغم من ذلك، دخلن الحمام وبدأن في السباحة لنحو ساعة مع آخرين، وصفق لهن بعض الناس.
وحققت الشرطة فيما بعد معهن، وغرمتهن ما يعادل 40 دولارا أمريكيا، لانتهاك القواعد، بحسب ما أفاد به موقع فرانس بلو الإخباري بالفرنسية.
وقالت اثنتان من المسلمات اللاتي شاركن في الاحتجاج، وهما حسيبة ولطيفة، لبي بي سي، إنهما يجب أن يتمتعتا بالحقوق نفسها مثل غيرهما.
وقالتا: "نحن نحلم بأن نستطيع السباحة بين الناس، مثل الآخرين، وأن نصحب أطفالنا، وقتما يشاؤون، إلى السباحة، خاصة عند ارتفاع درجة الحرارة في الصيف هنا في غرينوبل".
وأضافتا: "يجب أن نكافح سياسات التمييز العنصري، والتعصب في فرنسا، لأننا فعلا محرومات من حقوقنا المدنية، المتمثلة في الوصول إلى الخدمات العامة، والمنشآت التي تملكها الدولة".
وقال تحالف المواطنين في فيسبوك إن الخطوة الاحتجاجية جزء من حملة بدأت في مايو/أيار 2018، بعد توقيع عريضة شارك فيها أكثر من 600 امرأة مسلمة، تحث عمدة غرينوبل، إريك بيول، على تغيير القواعد التي تحكم ملابس السباحة العامة.
وردا على ما حدث الأحد، قال عضو في حزب الجمهوريين، الذي ينتمي إلى يمين الوسط في فرنسا، واسمه ماتيو تشاموسي: "الإسلام السياسي يتقدم خطوة خطوة، وقضية المرأة تتراجع".
ويباع لباس البحر المعروف باسم بوركيني، وهي كلمة مركبة من برقع وبكيني، للنساء المسلمات، لمساعدتهن في السباحة مع الناس، مع الالتزام بقواعد الاحتشام.
ولكنه لا يزال مثيرا للجدل في فرنسا، حيث اقترحت السلطات في عدة مدن حظره بالكامل.
وفي عام 2010، أصبحت فرنسا أول بلد أوروبي يمنع النقاب في الأماكن العامة.
من هي روزا باركز؟
ألقي القبض على روزا باركز، وهي المرأة التي ألهمت الأخريات بحملة "عملية بوركيني"، لرفضها التخلي عن مقعدها لراكب أبيض في مونتغمري، بولاية ألاباما في عام 1955.
وكان يطلب من الركاب السود آنذاك أن يدفعوا ثمن تذاكر السفر في مقدمة الحافلة، وأن ينزلوا منها ويتوجهوا إلى الباب الخلفي ليركبوا ويجلسوا في المؤخرة.
وكان يتحتم عليهم أيضا التخلي عن مقاعدهم للركاب البيض، إذا أخذت الحافلة في الامتلاء.
وأثار احتجاج روزا باركز حملة مقاطعة للحافلات، وأدى في نهاية المطاف إلى القضاء على سياسة الفصل العنصري في الحافلات في الولايات المتحدة.
فيديو قد يعجبك: