الانتخابات اليونانية: تيار يمين الوسط يستعيد السلطة
أثينا- "بي بي سي":
فاز حزب الديمقراطية الجديدة المعارض، الذي يمثل تيار يمين الوسط في اليونان، بالانتخابات العامة المبكرة التي أجريت في البلاد أمس الأحد.
ومع فرز الأصوات في معظم الدوائر، أقر رئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس بالهزيمة لصالح منافسه، كيرياكوس ميتسوتاكيس.
وحصل حزب الديمقراطية الجديدة على 39.8 في المئة من الأصوات حتى الآن، في حين احتل حزب سيريزا اليساري، بزعامة تسيبراس، المركز الثاني بنسبة 31.6 في المئة من الأصوات.
وتعطي التوقعات الحالية أغلبية واضحة لحزب الديمقراطية الجديدة، حيث يحصل الفائز على 50 مقعدًا إضافيًا في البرلمان.
وحتى الآن، أرسلت نحو 88 في المئة من الدوائر الانتخابية نتائجها.
وقال رئيس الوزراء المنتخب لأنصاره إنه حصل على تفويض قوي للتغيير، وأضاف أمام حشد من المؤيدين في العاصمة أثينا: "إن البلاد ترفع رأسها بفخر مرة أخرى"، قائلًا إنه سيكون رئيسًا للجميع، لأن اليونانيين "عددهم قليل بما لا يسمح لهم بالبقاء منقسمين".
وعلق تسيبراس بعدما أصبحت النتائج واضحة، وأكد أنه اتصل بالسيد ميتسوتاكيس لتهنئته.
وقال تسيبراس للصحفيين: "اليوم، نقبل حكم الشعب برأس مرفوع. لكي نأتي باليونان إلى ما هو عليه الآن، كان علينا اتخاذ قرارات صعبة بتكلفة سياسية باهظة".
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات حوالي 57 في المئة، وهي واحدة من أدنى الأرقام منذ عقود.
والتصويت إلزامي من الناحية القانونية في ذلك البلد، على الرغم من عدم تطبيق القانون فعليًا.
وأجريت 6 انتخابات في اليونان خلال السنوات الأخيرة، وفي يوم انتخابات الأحد، تدفق الكثير من السكان على الشواطئ أو لجأوا إلى منازلهم، حيث تجاوزت درجات الحرارة 35 درجة مئوية في بعض الأماكن.
ماذا تقول النتائج؟
أشارت النتائج الأولية إلى فشل حزب "الفجر الذهبي" اليميني المتطرف، في تحقيق الحد الأدنى من الأصوات، اللازم لدخول البرلمان وهو 3 في المئة، وذلك بفارق ضئيل حيث سيحصل على 2.95 في المئة من الأصوات.
ومن المتوقع أن يتجاوز حزب "الحل اليوناني" القومي الموالي لروسيا وحزب "ميرا 25"، وهو حزب يساري يتزعمه وزير المالية السابق يانيس فاروفاكيس، الحد الأدنى اللازم لدخول البرلمان.
وحصل حزب "حركة من أجل التغيير"، الذي يمثل تيار يسار الوسط، على 7.9 في المئة من الأصوات، تلاه الحزب الشيوعي بنسبة 5.4 في المئة.
وذكرت وسائل إعلام يونانية أيضا أن صندوق اقتراع سُرق، من جانب مجموعة مجهولة اقتحمت أحد مراكز الاقتراع.
ماذا حدث لحزب سيريزا؟
دعا رئيس الوزراء تسيبراس، الذي وصل إلى السلطة في عام 2015، إلى انتخابات مبكرة، بعد تلقيه هزيمة في الانتخابات المحلية والأوروبية في مايو الماضي.
وأطاح تسيبراس بحزب الديمقراطية الجديدة من السلطة حينذاك، عبر حملته ضد سياسات التقشف، التي أثرت على اليونانيين لسنوات.
لكنه اضطر خلال أشهر من انتخابه إلى قبول شروط قاسية، مقابل حزمة الإنقاذ المالية الدولية الثالثة لليونان.
وواجه تسيبراس معارضة داخل حزبه حينذاك، فدعا إلى انتخابات مبكرة وفاز بها.
لكن شعبية حزبه تراجعت، مع زيادة البطالة وانكماش الاقتصاد اليوناني.
وتعهد حزب الديمقراطية الجديدة بتخفيض الضرائب، وخصخصة الخدمات في البلاد، التي لا تزال تشعر بآثار الأزمة المالية لعام 2008.
وينحدر رئيس الوزراء المرتقب، كيرياكوس ميتسوتاكيس، من إحدى العائلات السياسية العريقة في اليونان.
وميتسوتاكيس نجل رئيس الوزراء السابق كونستانتينوس ميتسوتاكيس، وكانت شقيقته، دورا باكويانيس، عمدة أثينا عندما استضافت المدينة دورة الألعاب الأولمبية عام 2004، قبل أن تصبح وزيرة لخارجية اليونان لاحقا.
فيديو قد يعجبك: