لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل أنتج فيلم "ذئب وول ستريت" بأموال مختلسة من ماليزيا؟

02:05 م الإثنين 08 يوليو 2019

رضا عزيز وديكابريو

بي بي سي:

اعتقلت السلطات الماليزية رضا عزيز، صهر رئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب رزاق، بتهمة اختلاس مبلغ 248 مليون دولار من صندوق ماليزيا للاستثمار "إم دي بي1".

ويُتهم عزيز، وهو أحد مؤسسي شركة إنتاج رد غرانيت بكتشرز في هوليود التي أنتجت فيلم "ذئب وول ستريت" الذي رشح لعدة جوائز أوسكار، بالتورط في خمس عمليات لغسيل أموال.

وأنكر عزيز جميع التهم الموجهة إليه.

وسبق لشركته، رد غرانيت بكتشرز، أن توصلت إلى تسوية في نزاع قانوني مع الحكومة الأمريكية.

وكان النجم ليوناردو ديكابريو قد فاز بجائزة غولدن جلوب عن دوره في فيلم "ذئب وول ستريت"، وفي كلمته لدى تسلمه الجائزة وجه الشكر لعزيز.

كما يواجه رزاق وزوجته رسمه منصور اتهامات بالفساد، حيث يواجه رئيس الوزراء السابق أكثر من 40 اتهاما باختلاس 681 مليون دولار من صندوق ماليزيا للاستثمار "إم دي بي1"، كما تواجه زوجته رسمه منصور اتهامات بغسيل الأموال والتهرب من الضرائب.

وقد أنكر رزاق وزوجته جميع هذه الاتهامات.

وقال ممثلون الإدعاء إن هذه الأموال استخدمت لتمويل نمط الحياة الباذخة، حيث كشفت حملة المداهمات للمنازل المملوكة لنجيب رزاق بعد خروجه من السلطة في مايو عام 2018 عن مقتنيات فاخرة تقدر بملايين الدولارات.

وكانت تحقيقات قد جرت مع عزيز العام الماضي بشأن مزاعم تتعلق بالسرقة وغسيل الأموال.

وكانت وزارة العدل الأمريكية قد اتهمت شركة رد غرانيت بكتشرز باستخدام الأموال المختلسة من صندوق ماليزيا للاستثمار "إم دي بي1" لإنتاج فيلم "ذئب وول ستريت" وأفلام أخرى. وقد نفت الشركة ارتكابها أي خطئ في ذلك.

وفي مايو الماضي تمت مصادرة 57 مليون دولار من الشركة، ووضعت في حساب يتبع الحكومة الماليزية.

فما هي الحكاية؟

اختفت مليارات الدولارات من صندوق ماليزيا السيادي الذي كان يهدف إلى مساعدة أبناء ماليزيا، في سراديب النظام المالي العالمي، بحسب ممثلي الإدعاء العام في الولايات المتحدة وماليزيا.

ودخلت هذه الأموال جيوب عدد قليل من الأشخاص كانوا في السلطة، استخدموها في شراء عقارات فاخرة وطائرات خاصة ولوحات فان جوخ ومونيه وتمويل بعض أفلام هوليود، بحسب ممثلي الإدعاء العام.

وعم الغضب العالم لنهب مليارات الدولارات في فضيحة "إم دي بي1" الماليزية، وحققت السلطات في شبكة واسعة من المعاملات المالية في ست دول على الأقل.

قائمة المتورطين

وأول الأسماء المرتبطة بالقضية هو رئيس الوزراء السابق نجيب رزاق، فهو الرجل الذي أنشأ صندوقا ماليا سياديا عام 2009، لدفع عملية التنمية الاقتصادية في بلاده.

و في يوليو 2016 ، رفعت وزارة العدل الأمريكية دعوى مدنية زعمت فيها أن أكثر من 3.5 مليار دولار قد اختلست. (تم رفع المبلغ لاحقا إلى أكثر من 4.5 مليار دولار).

وقالت النيابة العامة الأمريكية إن وزارة التجارة الأمريكية أكدت أن نجيب رزاق تلقى 681 مليون دولار، لكن معظم الأموال المسروقة قد تمت إعادته.

وتمت تبرئته من جميع الأعمال غير القانونية من قبل السلطات الماليزية أثناء وجوده في منصبه، ولكن بعد هزيمة حزبه المفاجئة في الانتخابات العامة العام الماضي ، تغيرت الأمور بشكل كبير. فتمت مداهمة العديد من شققه وصادرت الشرطة مجموعة من السلع الفاخرة و أموال سائلة بقيمة 28.6 مليون دولار.

ويواجه رئيس الوزراء السابق حاليا 42 تهمة منها الفساد وغسيل الأموال وإساءة استخدام السلطة، وهي التهم التي ينكرها جميعا.

وهناك أيضا زوجته رسمه منصور، البالغة من العمر 67 عاما، والمتهمة بغسيل الأموال والتهرب الضريبي، وهي الاتهامات التي نفتها.

وكان إنفاق منصور الهائل للأموال وشراء سلع باهظة الثمن محل نقد وسخرية الكثيرين في مواقع التواصل الاجتماعي في ماليزيا.

واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي عام 2018 ، بصور اقتحام الشرطة لشققها ومصادرة ممتلكاتها وزوجها، ومنها صور مصادرة 500 حقيبة يد فاخرة ومئات من ساعات اليد والمجوهرات و 12 ألف قطعة مجوهرات يُقال إن قيمتها وصلت إلى 273 مليون دولار .

ومن الأسماء المتورطة أيضا المصرفي الماليزي من أصول صينية المعروف باسم جو لو، والذي يوصف بأنه أحد العقول المدبرة لعملية الاحتيال في قضية إم دي بي1.

وعلى الرغم من أنه لم يشغل أي منصب رسمي في ذلك الصندوق السيادي، إلا أنه قيل أنه لعب دورا مهما في أنشطته.

ويقول الصحفيان برادلي هوب وتوم رايت في كتابهما "حوت المليار دولار" الأكثر مبيعا لعام 2018 والذي يروي مغامرات جو لو في هذا المجال: "جو لو هو الشخص الأهم في "إم دي بي1" وبطل الحفلات الغامضة".

ويقول ممثلو الادعاء في الولايات المتحدة إن جو لو، استفاد من علاقاته السياسية القوية لإبرام صفقات مقابل الحصول على مئات الملايين من الدولارات على شكل رشاوي.

وأشاروا إلى إنه شارك في غسل المليارات من الدولارات من خلال النظام المالي الأمريكي عن طريق شراء عقارات وأعمال فنية باهظة الثمن، إضافة إلى تمويل أفلام في هوليود.

وساعدت الحفلات الفخمة والصداقات مع الملوك العرب والمشاهير الغربيين في صعوده السريع إلى القمة.

وهناك أيضا المصرفي الألماني تيموثي ليسنر الذي مثل واحدة من أقوى المؤسسات المالية في العالم، غولدمان ساكس في وقت كان البنك يسعى فيه إلى التوسع في آسيا.

وفي أعقاب الأزمة المالية عام 2008 ، جنى تيموثي في جنوب شرق آسيا (ماليزيا على وجه الخصوص) أرباحاً كبيرة للبنك وصعد نجمه ليصبح الرئيس الإقليمي للمؤسسة المالية.

وكان بنك غولدمان ساكس قد رفض سابقا التعامل مع جو لو، بسبب شكوك حول مصدر أمواله بحسب ممثلي الادعاء، ولكن علاقات جو القوية مكنته من الحصول على صفقات تجارية لصالح غولدمان ساكس.

ويزعم أن البنك حصل على 600 مليون دولار على شكل رسوم عن ثلاث عمليات بيع سندات لجمع 6.5 مليار دولار بين عامي 2012 - 2013.

وقد أقر تيموثي بأنه مذنب في التهم الموجهة إليه بغسيل أموال وانتهاك قوانين مكافحة الفساد من خلال رشوة مسؤولين أجانب.

وطالبت الحكومة الماليزية البنك بدفع مبلغ 7.5 مليار دولار.

ولم يتم اتهام أي من المشاهير بمخالفات على الإطلاق، لكن صلاتهم الاجتماعية برجل الأعمال جو لو كانت موضوع تقارير إعلامية عديدة وشملت القائمة أسماء مثل ليوناردو ديكابريو، وباريس هيلتون وريثة سلسلة فنادق هيلتون، والمنتج الموسيقي الواعد سويز بيتز وزوجته النجمة إليشيا، وعارضة الأزياء الأسترالية ميراندا كير، والمطربة والممثلة التايوانية إلفا هستاو وغيرهم.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان