رئيس البرازيل: "كانوا يلقبونني كابتن منشار أما الآن فأصبحت نيرون"
(بي بي سي)
قوطع حديث وزير البيئة البرازيلي ، ريكاردو سالس، خلال اجتماع لمناقشة التغير المناخي بسبب الرقم القياسي لحرائق الغابات في البرازيل.
ويظهر من بيانات الأقمار الصناعية التي نشرها المعهد القومي لأبحاث الفضاء ازدياد في أعداد الحرائق بنسبة 84 في المئة.
وصرخ بعض الحضور "غابات الأمازون تحترق" بمجرد أن خطا سالس إلى المنصة.
واتهم نشطاء البيئة الحكومة البرازيلية بالمسؤولية عن الكارثة البيئية.
ويقولون إن الرئيس اليميني المتطرف يائير بولسونارو شجع قاطعي الأخشاب والمزارعين على قطع الأشجار مما أدى إلى فقدان جزء من الغابات في منطقة الأمازون.
وتعمل غابات الأمازون ، أكبر غابات المطر، كمخزن استراتيجي للكربون الذي يعمل على إبطاء عملية الاحتباس الحراري.
ما الذي حدث ؟
وصعد سالس إلى المنصة في فعاليات أسبوع المناخ في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي الذي عقد في مدينة سلفادور البرازيلية الأربعاء.
ويهدف المؤتمر الذي تنظمه الأمم المتحدة إلى تشجيع اتخاذ خطوات لمواجهة التغير المناخي في المنطقة ، ويحضره ممثلون من منظمات غير حكومية وشركات ومنظمات تعليمية ، إلى جانب آخرين.
وبمجرد إعلان اسم الوزير أطلق الحضور صرخات احتجاج ، وصفق عدد قليل من الحضور.
ما الذي يزعج الناس ؟
وعبر نشطاء المناخ عن استيائهم من سياسات حكومة بولسونارو التي تحفل بالتنمية أكثر من البيئة.
وقالوا إنه منذ وصول بولسونارو إلى السلطة عانت غابات المطر في الأمازون من الانكماش بوتيرة متسارعة.
وزاد من غضبهم نشر لبيانات الأقمار الصناعية التي أظهرت تزايد الحرائق بشكل حاد. ويتضح من الإحصائيات أن 74 ألف حريق اندلع حتى الآن، مقارنة بأربعين ألفا خلال نفس الفترة من عام 2018.
وتسببت البيانات وصور الأقمار الصناعية لإقليم رورايما شمالي البرازيل مغطى بالدخان بصدمة للكثير من البرازيليين .
في هذه الأثناء، قالت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) إن الحرائق في حوض الأمازون هذه السنة كانت دون المعدل.
ويوجد في المنطقة حوالي ثلاثة ملايين نوع من أنواع النباتات والحيوانات ومليون شخص من السكان الأصليين.
ماذا كان رد فعل الرئيس بولسونارو ؟
وأغضب الرئيس بولسونارو القلقين على الوضع برفضه القاطع للبيانات الأخيرة.
وقال إنه في هذا الوقت من السنة يحرق المزارعون الأرض لإعدادها لزراعة المحاصيل الجديدة، لكن الوكالة العلمية البرازيلية تقول إن عدد الحرائق يتجاوز الذي يعلن عنه عادة في هذا الوقت من السنة.
وقال الرئيس مازحا "كانوا يلقبونني كابتن منشار أما الآن فأصبحت نيرون".
وعاد فاتهم منظمات غير حكومية بإشعال حرائق انتقاما من حجب الحكومة مخصصاتهم ، لكنه لم يقدم أدلة ولم يفصح عن أسماء محددة .
وقال إن هذه حربا تواجهها حكومته.
وليست هذه المرة الأولى التي شكك فيها بولسونارو ببيانات تشير إلى تردي الأحوال في غابات الأمازون.
وكان قد اتهم الوكالة العلمية البرازيلية بالكذب حول مستوى تراجع مساحات الغابات وأنها تحاول تقويض الحكومة.
وجاء ذلك بعد ان نشرت المؤسسة بيانات تشير إلى زيادة قدرها 88 في المئة في انحسار مساحات الغابات في حوض الأمازون في شهر يونيو مقارنة بنفس الوقت من العام الماضي.
وأعلن مدير المؤسسة في وقت لاحق أنه فقد وظيفته وسط هذا الجدل.
ما الذي يسبب الحرائق ؟
كثيرا ما تندلع الحرائق في مواسم الجفاف، ولكنها قد تكون بفعل فاعل بهدف استخدام المساحات المكتسبة لرعي المواشي.
وقال ريكاردو ميلو، مدير برنامج الأمازون في الصندوق الدولي للطبيعة، إن الحرائق اندعت نتيجة لزيادة انحسار مساحات الغابات.
وتمكنت حكومات برازيلية سابقة من تقليل انحسار مساحات الغابات من خلال نشاطات وكالات اتحادية وفرض غرامات على المخالفين، لكن الرئيس بولسونارو ووزراءه انتقدوا العقوبات.
فيديو قد يعجبك: