خالد شيخ محمد: يدي اليمنى المباركة ذبحت دانييل بيرل من الوريد للوريد
بي بي سي
يعتبر خالد شيخ محمد مهندس هجمات سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة والعقل المدبر لها حسب تأكيد الحكومة الأمريكية. كما أنه كان ضمن الدائرة الضيقة المحيطة بزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية التي تعتقل خالد شيخ محمد وباقي المتهمين بالتورط في هجمات سبتمبر أنه اعترف بالمسؤولية عن الهجمات من ألفها إلى يائها.
وخلال جلسة محكمة عقدت في معتقل غوانتانامو للبت في ظروف اعتقاله، قال خالد شيخ محمد إنه قام شخصياً بقطع رأس الصحفي الأمريكي دانييل بيرل عام 2002 في باكستان. كما قيل حينها أنه اعترف بدوره في أكثر من 30 مخططا إرهابيا.
وخالد شيخ محتجز حاليا في معتقل غوانتانامو مع أربعة آخرين يواجهون تهمة المسؤولية المباشرة عن هجمات سبتمبر وتبدأ المحاكمة في أوائل عام 2021.
وألقي القبض على خالد شيخ محمد في مارس 2003 في باكستان. وظل معتقلا في سجون مختلفة من بينها سجن سري في بولندا وجرى نقله إلى جزيرة كوبا عام 2006.
وكان خالد شيخ قد اتهم عام 1996 بتدبير مخطط لتفجير 11-12 طائرة ركاب أمريكية متجهة من جنوب شرقي آسيا إلى الولايات المتحدة عام 1995.
إعترافات
وتشير محاضر استجوابه إلى أنه وصف نفسه بأنه رئيس اللجنة العسكرية في تنظيم القاعدة وقد أقر بالمسؤولية عن ما يلي:
إعداد وتخطيط ومتابعة تنفيذ هجمات 11 سبتمبر
المسؤولية عن هجوم عام 1993 الذي استهدف مركز التجارة العالمي في نيويورك وهجوم جزيرة بالي في إندونيسيا عام 2002 والهجوم الذي استهدف فندقا يرتاده الأجانب في كينيا في نفس العام.
محاولة تفجير طائرة ركاب أمريكية عبر وضع قنبلة في حذاء البريطاني ريتشارد ريد أثناء تحليقها من باريس إلى الولايات المتحدة عام 2001.
التخطيط لمهاجمة مطار هيثرو وكناري وورف وبرج بيغ بن في لندن ولشن هجمات داخل اسرائيل وتفجير قناة بانما.
التخطيط لشن هجوم في مدن لوس أنجلس وسياتل وشيكاغو ومبنى امباير في نيويورك ومحطة نووية في الولايات المتحدة.
التخطيط لاغتيال بابا الفاتيكان السابق يوحنا بولص الثاني والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون.
مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية: مقتل حمزة بن لادن
"يد مباركة"
كما أقر خالد بأنه بيده اليمنى "المباركة" قد جز رأس الصحفي الأمريكي دانييل بيرل حسب محاضر التحقيق معه.
وكانت محكمة باكستانية قد أدانت أربعة أشخاص بخطف وقتل بيرل بينهم المواطن البريطاني عمر سعيد شيخ. لكن هناك شكوك حول سلامة المحاكمة والأحكام التي صدرت بحق المتهمين.
وتظهر الوثائق الرسمية المتعلقة بالتحقيق مع خالد شيخ أنه تعرض للايهام بالغرق أكثر من 183 مرة عام 2003 قبل أن تحظر السلطات الأمريكية ذلك.
ومن الممكن أن يواجه الادعاء صعوبة في إدانته بالتهم المسنودة إليه إذا تبين للمحكمة أن اعترافه وأقواله قد تم الحصول عليها بالإكراه.
كويتي الولادة
وخالد شيخ محمد من مواليد الكويت عام 1964 أو 1965 لأسرة تعود أصولها إلى اقليم بلوشستان المجاور لافغانستان ويجيد اللغات العربية والإنجليزية والأوردو والبلوشية.
درس الهندسة الميكانيكية في جامعة نورث كارولينا في الولايات المتحدة عام 1986. وسافر إلى أفغانستان لاحقا للقتال ضد القوات الروسية التي كانت تحتل أفغانستان.
أواخر ثمانينيات القرن الماضي انتقل إلى مدينة بيشاور الباكستانية حيث التقى لأول مرة ببن لادن. ولفت الأنظار إليه عندما اكتشفت الجهات الأمنية مخططه لتفجير طائرات ركاب أمريكية في المحيط الهادئ عام 1995 وهي العملية التي تعرف باسم "عملية بونجيكا".
وجرى اكتشاف المخطط وإفشاله بمحض الصدفة أثناء تفتيش كمبيوتر محمول صادره الأمن في إطار التحقيق في مخطط لاغتيال البابا.
عام 1999 أقنع خالد شيخ بن لادن بالمصادقة على هجمات سبتمبر كما تقول الولايات المتحدة.
كانت الجهات الأمنية الأمريكية تلاحقه وتسعى لإلقاء القبض عليه وقد رصدت ملايين الدولارات لمن يقدم معلومات عن مكانه، وفي أعقاب هجمات سبتمبر زادت واشنطن قيمة المكافأة إلى 25 مليون دولار.
وتعتقد الولايات المتحدة أن خالد شيخ تولى تنسيق هجمات سبتمبر 2001 وهو مصدر الأموال التي حصل عليها خاطفو الطائرات التي استخدمت في الهجمات.
وخالد شيخ هو عم رمزي يوسف الذي أدين عام 1997 في الولايات المتحدة بتهمة وضع قنبلة في مركز التجارة العالمي.
محاولات متكررة
وبعد محاولات فاشلة عدة تمكنت السلطات الباكستانية بالتعاون مع الولايات المتحدة من إلقاء القبض عليه. وأرشدت المعلومات التي تم الحصول عليها من رجل شرق أوسطي ألقي القبض عليه في عملية مداهمة سابقة المحققين إلى مدينة روالبندي حيث تم اعتقال خالد شيخ مع شخصين آخرين.
وقال مسؤول باكستاني وقتها "كانت قوات الأمن تبحث في مدينة كويتا عن خالد شيخ لكنه هرب فلحقوه إلى مدينة روالبندي". وأضاف: "لقد حصل الأمن على معلومات من الرجل الذي اعتقلوه في كويتا ومن المكالمات الهاتفية بين المعتقل وخالد شيخ فتعقبوه إلى هناك".
و يُعتقد أن الأقمار الصناعية الأمريكية كانت تتعقب اتصالات المشتبه بهم وأنها لعبت دورًا رئيسيًا في إلقاء القبض على خالد شيخ.
وتم التعرف على الرجل الذي تم اعتقاله في كويتا فيما بعد على أنه نجل عمر عبد الرحمن ، رجل الدين المصري الضرير المسجون في الولايات المتحدة لدوره في التخطيط لتفجير مركز التجارة العالمي عام 1993.
وقال مسؤولون أمنيون إن رسالة إلكترونية من الشاب نجل عبد الرحمن قد قادت المحققين في النهاية إلى مخبأ خالد شيخ في روالبندي.
وأوضح صاحب المنزل الذي اعتقل فيه خالد شيخ أن رجال أمن باكستانيين وأمريكيين شاركوا في مداهمة المنزل.
مثل اعتقال خالد شيخ خطوة كبيرة في الحرب الأمريكية ضد تنظيم القاعدة نظرا لأهميته ودوره الكبير في هجمات القاعدة وموقعه داخل التنظيم. وقد وصفه أحد الخبراء في مجال الإرهاب بأنه "صاحب خبرة واسعة في مجال إعداد هجمات إرهابية على المستوى العالمي، وهو من بين القلة الذين لدهم هذه القدرات".
ولم تكن الولايات المتحدة وباكستان البلدان الوحيدان اللذين كانا يبحثان عنه، فقد أصدر قاض فرنسي مذكرة اعتقال ضده لدوره في الهجوم الذي استهدف الكنيس اليهودي في جزيرة جربة التونسية عام 2002.
فيديو قد يعجبك: