إعلان

بريطانيا تستخدم الحمض النووي لفك شيفرة كورونا

02:49 ص الأربعاء 15 أبريل 2020

يحاول العلماء معرفة سبب اختلاف تأثير فيروس كورونا

بي بي سي:

جري استخدام مخزن كبير للحمض النووي في دراسة سبب التفاوت في حدة أعراض فيروس كورونا من شخص لآخر.

ويقوم البنك الحيوي البريطاني، الذي يحتوي على عينات من 500 ألف متطوع، بالإضافة إلى معلومات مفصلة عن صحتهم، بإضافة بيانات "كوفيد-19".

ومن المأمول أن توضح الاختلافات الجينية سبب إصابة بعض الأشخاص ممن لا يعانون مشاكل صحية كامنة بأعراض شديدة الحدة للمرض.

ويستطيع أكثر من 15 ألف عالم من جميع أنحاء العالم الوصول إلى بيانات البنك البريطاني.

وقال البروفيسور روري كولينز، الباحث الرئيسي في المشروع، إنه سيكون "منجم ذهب للباحثين".

وأضاف "يمكننا الحصول بسرعة كبيرة على بعض الاكتشافات الهامة للغاية".

كيف تختلف أعراض "كوفيد-19"؟
بعض الأشخاص المصابين بفيروس كورونا لا يختبرون أعراضاً، ويحاول العلماء تحديد نسبة هؤلاء. بينما يعاني البعض الآخر أعراض خفيفة أو متوسطة الحدة. لكن واحداً من كل خمسة أشخاص يعاني من أعراض شديدة الحدة، ويموت ما يقرب من 1 في المئة من هؤلاء.

كيف يمكن للبنك الحيوي البريطاني المساعدة؟
يحتوي البنك الحيوي البريطاني على عينات دم وبول ولعاب من 500 ألف متطوع تم تتبع حالتهم الصحية على مدى العقد الماضي.

وقد ساعد بالفعل في الإجابة عن أسئلة حول كيفية تطور أمراض مثل السرطان، والسكتة الدماغية، والخرف.

والآن، ستضاف المعلومات حول نتائج الفحوصات الإيجابية لفيروس كورونا، وكذلك بيانات المشافي والأطباء المعالجين.

وقال البروفيسور كولينز "ننظر إلى بيانات البنك الحيوي البريطاني لفهم الفروقات بين هؤلاء الأفراد".

وأوضح "ما هي الفروقات بين جيناتهم؟ هل هناك اختلافات في الجينات المرتبطة باستجابتهم المناعية؟ هل هناك اختلافات في المشاكل أو الظروف الصحية الكامنة؟".

وأضاف "لذا فهي مجموعة غنية من البيانات، وأعتقد أننا سنغير فهمنا للمرض".

ما الذي سيبحث عنه العلماء؟
سيجوب الباحثون الجينوم بأكمله، بحثاً عن اختلافات طفيفة في الحمض النووي.

أحد المناطق ذات الأهمية الخاصة هو الجين ACE2، الذي يساعد على إتاحة مستقبِل يسمح للفيروس بالدخول وإصابة الخلايا في الشعب الهوائية.

ماذا عن الأشخاص الأصحاء الذين يصابون بأعراض بالغة الحدة من المرض؟

بالإضافة إلى دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة، يخطط فريق بقيادة البروفيسور، جان لوران كازانوفا، من جامعة روكفلر في نيويورك، لدراسة الأشخاص دون سن الخمسين، ممن لا يعانون أية مشكلات صحية كامنة، وأدخلو وحدات العناية الفائقة.

وقال كازانوفا لبي بي سي "نقوم بتطويع هؤلاء المرضى للدراسة، في كل بلاد العالم تقريباً".

"لدينا مراكز تتبع موزعة في جميع أنحاء العالم.. وهم يجمعون عينات، ويقومون بتتبع جينومات هؤلاء المرضى، ثم نقوم معاً بتحليلها".

وأظهرت الأبحاث السابقة أن بعض الأمراض، بما في ذلك الأنفلونزا وفيروس الحلأ البسيط، يمكن أن تجعل الأشخاص الذين يعانون من اختلافات وراثية، أو أخطاء وراثية في المناعة، كما يسميها كازانوفا، مرضى بشكل خاص.

وقال كازانوفا إن "هناك أخطاءً فطرية مفاجئة في المناعة تجعل البشر عرضةً بشكل خاص لجرثومة واحدة".

"وهذا الخطأ الفطري في المناعة يمكن أن يكون صامتاً، كامناً لعقود، قبل الإصابة بهذه الجرثومة بالذات.. ما يقوم به برنامجنا هو اختبار ما إذا كانت هذه الفكرة تنطبق أيضاً على مرض كوفيد-19".

من يبحث أيضاً في علم وراثة فيروس كورونا؟
يقود البروفيسور أندريا غانا، من جامعة هلسنكي، في فنلندا، جهوداً كبيرة لجمع المعلومات الوراثية حول مرضى فيروس كورونا من جميع أنحاء العالم.

وقال غانا "هناك دراسات طويلة الأمد تشمل مئات الآلاف من الأشخاص، وأخرى أضيق نطاقاً تجمع بيانات عن المرضى الذين ثبتت إصابتهم".

وفي أيسلندا، على سبيل المثال، قامت شركة "ديكود جينيتكس" بتتبع جينومات حوالى نصف السكان.

وهي تقوم، الآن، بإجراء دراسة شاملة لفيروس كورونا.

وفي كل مرة يشخص أحدهم بالإصابة، تقوم الشركة بعد ذلك بتتبع الحمض النووي للفيروس لمعرفة كيف يتغير مع انتشاره.

وقال الرئيس التنفيذي الدكتور كاري ستيفانسون "هناك احتمال أن يكون اختلاف استجابات أجساد الناس للفيروس ناجماً عن اختلاف سلاسلات الفيروس نفسه، بمعنى أن ثمة احتمال أن يكون لدينا العديد من سلالات الفيروس في مجتمعنا وبعضها أكثر عدوانية من الأخرى".

وأضاف "الاحتمال الآخر هو أن هذا قد يكون ناجماً عن الاختلافات الجينية بين المرضى، أو قد يكون مزيجاً من كليهما".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان