حشود غفيرة في قطارات الهند بعد استئناف تشغيلها رغم تزايد الإصابات
لندن - (بي بي سي)
استأنفت الهند خدمات القطار جزئيا مع ورود تقارير عن شيوع الفوضى والازدحام الشديد في بعض المحطات.
وتفيد التقارير أن عدد المسافرين، اليوم الاثنين، لا يقل عن 145 ألف شخص في ظل بدء الهند استئناف الحياة الطبيعية في أعقاب إغلاق عام استمر لفترة طويلة.
ومن المقرر أن يعود 200 قطار إلى الخدمة مقارنة بنحو 20 قطارا تعمل حاليا.
لكن المحافظة على التباعد الاجتماعي والنظافة مهمة صعبة في ظل احتشاد جموع ضخمة خارج محطات القطار.
وقبل الحظر، كانت شبكات القطار العملاقة في الهند تنقل نحو 25 مليون مسافر يوميا.
وأصدرت وزارة الشؤون الداخلية إرشادات محددة بشأن إدارة خدمة القطارات بشكل سلس. وتقول هذه الإرشادات إن جميع المسافرين يجب أن يخضعوا للفحص، كما يجب مراعاة التباعد الاجتماعي في المحطات وداخل القطارات، فضلا عن عدم السماح بالسفر سوى للركاب الذين بحوزتهم تذاكر سفر مؤكدة.
بيد أن بعض محطات القطار أفاد بوقوع أعمال فوضى في ظل سعي الشرطة لفرض هذه الإرشادات. ورصد مراسلو بي بي سي مسافرين وهم يقفون متاخمين لبعضهم البعض في محطة قطار سيكندار آباد في ولاية تيلانغانا الجنوبية.
ويقول شارذ بيهارا: "العاملون في محطة القطار والشرطة لم يسمحوا للمسافرين بالدخول إلى محطة القطار سوى قبل ساعة من موعد انطلاق الرحلة، وذلك مراعاة لإجراءات التباعد الاجتماعي. وأدى هذا الوضع إلى وقوع فوضى خارج محطة القطار بسبب احتشاد أعداد ضخمة من الركاب هناك، ولم تتم مراعاة التباعد الاجتماعي. غير أن الشرطة وصلت فيما بعد ونظمت صفوف المنتظرين".
وقال مراسلو بي بي سي في دلهي إن السلطات فرضت تطبيقا صارما للتباعد الاجتماعي لدى ركوب المسافرين في القطارات، فضلا عن التأكد من ارتداء الجميع للكمامات.
لكن بحسب مراسلينا "لم يتم مراعاة التباعد في شبابيك حجز التذاكر. ووصل إلى محطة القطار أيضا العديد من الركاب الذين لم تكن معهم تذاكر سفر، وأدى هذا الوضع إلى حدوث ازدحام".
وتوقفت خدمات القطار بشكل تام عندما أعلن رئيس الوزراء يوم 24 مارس/آذار عن فرض الإغلاق العام بهدف وقف انتشار فيروس كورونا.
وأدى هذا الوضع إلى ترك ملايين الهنود العاملين بأجر يومي عالقين في ظل محاولتهم اليائسة العودة إلى قراهم. وقرر العديد منهم السير على الأقدام لمسافات طويلة باتجاه قراهم - وفي بعض الحالات قطع بعضهم أكثر من 1000 كيلومتر سيرا على الأقدام.
وفي ظل تصاعد الضغط والانتقادات، بدأت الحكومة في تسيير قطارات خاصة لنقل المهاجرين. وبدأت السلطات تسيير 30 قطارا، ولكن كانت هناك مطالب مستمرة لإعادة فتح المزيد من وسائل النقل.
وتعد إعادة فتح شبكات القطارات جزءا من الاستراتيجية الأوسع لاستئناف الحياة الاقتصادية ببطء في الهند. وقد فقد ملايين الأشخاص أعمالهم، كما أن المصانع تكافح من أجل إعادة فتح أبوابها في ظل احتمال أن يشهد الطلب انكماشا خلال الأسابيع المقبلة.
لكن أسئلة جدية أثيرت حول الاستراتيجية المتبعة في ظل تزايد أعداد الإصابات بين الهنود بشكل مستمر. ويقول خبراء إنه في حال عدم اتباع إجراءات السلامة، يمكن أن يسوء الوضع بوتيرة متسارعة بحيث يتعذر على المسؤولين التحكم فيه.
فيديو قد يعجبك: