لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل هناك مرتزقة سوريون يحاربون لصالح أذربيجان؟

09:39 م الثلاثاء 29 سبتمبر 2020

لندن - (بي بي سي)

وسط احتدام القتال بشأن إقليم ناغورنو كاراباخ، تتوالى التقارير بشأن إرسال تركيا مقاتلين سوريين لدعم أذربيجان وهو ما نفته السلطات هناك، كما نفته وزارة الدفاع التركية رغم إعلان الرئيس، رجب طيب إردوغان، وقوف بلاده إلى جانب أذربيجان بكافة إمكانياتها كما طالب أرمينيا بإنهاء "احتلالها" للمنطقة.

وقد نقلت صحيفة الغارديان ووكالة رويترز للأنباء تقارير بشأن إرسال مقاتلين سوريين مدعومين من تركيا إلى أذربيجان، وبأن دفعة أولى من 500 مقاتل سوري وصلت إلى هناك بالفعل بحسب ما ذكرته مصادر عدة داخل ما يعرف بالجيش الوطني السوري (المظلة الرئيسية للجماعات السورية المسلحة المدعومة من تركيا) وكذلك المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وذكرت الغارديان أنها تحدثت إلى ثلاثة أشخاص يعيشون في آخر معاقل المعارضة المسلحة في سوريا، وقد أكدوا أن ما يقرب من عقد من الحرب والفقر المدقع دفعهم إلى تسجيل أسمائهم لدى قادة المسلحين والوسطاء الذين وعدوهم بتشغيلهم في شركة أمن تركية خاصة في الخارج.

وقالوا إنهم يتوقعون أن يتوجهوا إلى تركيا قبل نقلهم إلى أذربيجان.

وتقول الغارديان أيضا إن وصول مقاتلين أجانب من شأنه أن يزيد من تعقيد الصراع بشأن إقليم ناغورنو كراباخ، وهو معترف به دولياً كجزء من أذربيجان بينما يسيطر عليه الأرمن منذ إعلانه الانفصال عن باكو بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق.

كما نقلت الغارديان عن الشقيقين محمد ومحمود -طلبا تغيير اسميهما بسبب حساسية الأمر- الذين يعيشان في إعزاز إنهما نُقلا لمعسكر في عفرين في 13 سبتمبر/ أيلول الجاري، وإن قائداً مسلحاً في "فرقة السلطان مراد" المدعومة من تركيا أخبرهما بوجود فرص للعمل في نقاط مراقبة لمنشآت النفط والغاز في أذربيجان بعقود لثلاثة أو ستة أشهر، مقابل راتب شهري يتراوح بين 700 و1000 دولار، وهو ما يزيد بكثير عما قد يحصلان عليه داخل سوريا.

ولم يقدم القائد تفاصيل بشأن طبيعة عملهما أو توقيت مغادرتهما البلاد، كما لا يعرف الرجلان كذلك اسم الشركة الأمنية التركية ولا الجهة التي ستدفع لهما الراتب.

ويقول محمد: "قال لنا القائد إننا لن نقاتل لكننا سنساعد في حراسة بعض المناطق. رواتبنا لا تكفي، لذا اعتقد أنها فرصة جيدة لكسب المال."

ويضيف شقيقه " لا توجد فرص للعمل. كنت أعمل خياطاً في حلب، ومنذ نزحنا إلى إعزاز (بعد استعادة القوات الحكومية السيطرة على حلب عام 2016) حاولتُ الاشتغال بحرف عدة لكنني وأسرتي لم نحصل على ما يكفي لتلبية احتياجاتنا."

وتشير الغارديان إلى أن الرواتب التي وُعد هؤلاء بالحصول عليها تزيد بكثير عن ما يحصل عليه المقاتلون السوريون من أنقرة إذ تتراوح بين 450 إلى 550 ليرة سورية شهريا.

أما عمر من إدلب -والذي طلب عدم ذكر اسمه أيضا- فيقول للغارديان إنه استدعي إلى عفرين في الثاني والعشرين من شهر سبتمبر / أيلول الجاري مع 150 رجلاً، وطُلب منهم الاستعداد للمغادرة، قبل أن يبلغوا في وقت لاحق من اليوم بتأجيل سفرهم لأجل غير مسمى.

وقال إنه كان قد سجل اسمه لدى وسيط محلي بعد علمه بأنباء انتشار محتمل في الخارج، شريطة أن يحصل الوسيط على مئتي دولار من أول راتب له.

ويضيف " تلقينا في البداية فرصاً للعمل في ليبيا، وكان الناس خائفين من الذهاب إلى هناك، لكن الآن من المؤكد أن الآلاف بيننا مستعدون للذهاب لليبيا أو أذربيجان. ليس لدينا شيء هنا."

وتقول الغارديان إن بعض الرجال الذين أرسلوا إلى ليبيا قيل لهم أيضاً أنهم سيعملون في الحراسة، لكنهم بدلاً من ذلك وجدوا أنفسهم محاصرين في القتال في الصفوف الأمامية. وأفاد كثيرون منهم بأن قادتهم حصلوا على 20% من رواتبهم.

وفي هذا السياق، تقول إليزابيث تسوركوف زميلة مركز السياسة الدولية في واشنطن لصحيفة الغارديان: "المجتمع الدولي يعتبر أرواح السوريين قابلة للتصرف، مع كون سوريا ساحة لتحقيق الأهداف الجيوستراتيجية وزيادة مكاسب الدول التي تتدخل في شؤونها على حساب السوريين".

وتضيف: "السوريون قاوموا ومازالوا يقاومون هذا المنطق، لكن الدمار الاقتصادي الذي خلفته الحرب والانهيار الأخير في قيمة العملة المحلية يعني أن معظم السوريين باتوا يكافحون من أجل إطعام أنفسهم. وفي ظل وجود خيارات محدودة، صار كثيرون الآن مستعدين لبيع أنفسهم لمن يدفع أكثر."

وذكرت مصادر عدة داخل ما يعرف بالجيش الوطني السوري وكذلك المرصد السوري لحقوق الإنسان أن دفعة أولى من 500 مقاتل سوري من فرقتي السلطان مراد والحمزة قد وصلت بالفعل إلى أذربيجان من بينهم قياديان بارزان هما فهيم عيسي وسيف أبو بكر، فيما لم تتمكن الغادريان من التحقق من صحة هذه التقارير من مصادر مستقلة.

وانتشرت كذلك تسجيلات مصورة غير موثقة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر مسلحين سوريين داخل سيارات نقل على أحد الطرق في أذربيجان وهم يرددون أناشيد حربية.

كما تنقل وكالة رويترز للأنباء عن مقاتلين اثنين ينتميان لجماعات معارضة مدعومة من تركيا في مناطق شمال سوريا الخاضعة للسيطرة التركية إنهما في طريقهما إلى أذربيجان بالتنسيق مع أنقرة. وأضافا أن قادة الكتائب السورية أبلغوهما بأنهما سيحصلان على حوالي 1500 دولار شهريا مقابل ذلك.

بينما لم يتسن لرويترز التحقق من صدق روايتهما بشكل مستقل، ورفض المقاتلان نشر اسميهما نظرا لحساسية الأمر أيضا.

ونقلت رويترز عن مقاتل حارب في سوريا لصالح جماعة أحرار الشام المدعومة من تركيا قوله "لم أكن أرغب في الذهاب، لكن ليست لدي أي أموال، الحياة صعبة للغاية والفقر مدقع للغاية"

وقال إنه رتّب مهمته مع مسؤول من الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا في عفرين، فيما أكد المقاتل الآخر، وهو من فصيل جيش النخبة التابع للجيش الوطني السوري، أنه أُبلغ بأنه تقرر نشر ما يقرب من 1000 سوري في أذربيجان. وتحدث معارضون آخرون، رفضوا الكشف عن أسمائهم، عن أعداد تتراوح بين 700 و1000

وقال الرجلان اللذان تحدثا إلى رويترز، الأسبوع الماضي، إنهما يتوقعان إيفادهما لحراسة منشآت لكن ليس للقتال.

وكان سفير أرمينيا في موسكو قد قال يوم الاثنين إن تركيا أرسلت نحو 4000 مقاتل من شمال سوريا إلى أذربيجان وهم يقاتلون هناك، وهو ما نفاه أحد مساعدي إلهام علييف رئيس أذربيجان.

وقالت أرمينيا أيضا إن خبراء عسكريين أتراكا يقاتلون إلى جانب أذربيجان في ناغورنو كاراباخ وإن أنقرة قدمت طائرات مسيرة وطائرات حربية.

في المقابل، نفت أذربيجان صحة هذه التقارير، إذ قال حكمت حاجييف، مساعد رئيس أذربيجان لشؤون السياسة الخارجية، إن القول بأن مقاتلين سوريين يأتون لمساعدة بلاده هو "محض هراء"، وأضاف "قواتنا المسلحة لديها ما يكفي من الأفراد وقوات الاحتياط".

كما نفت تركيا هذه الأنباء، إذ قال متحدث باسم وزارة الدفاع التركية إن دعم أنقرة يتمثل في المشورة العسكرية وتدريب القوات المسلحة الآذرية، مضيفاً أن "وزارة الدفاع التركية لا تقوم بتجنيد مسلحين أو نقلهم إلى أي مكان في العالم".

وتتمتع تركيا بعلاقات ثقافية واقتصادية وثيقة بأذربيجان، أما روسيا فلطالما كانت مقربة من أرمينيا، لكنها وثقت خلال السنوات الأخيرة صلاتها بأذربيجان، وتواصل موسكو بيع السلاح للطرفين. فيما يخشى الغرب تصاعد الصراع في هذه المنطقة لكونها ممراً رئيسياً لعبور إمدادات الغاز والنفط.

وخلال السنوات الماضية، سعت تركيا لبسط نفوذها في الخارج بتوغلات في سوريا والعراق المجاورتين ودعم عسكري قدمته للحكومة المعترف بها دوليا في ليبيا. ومن شأن إرسال مقاتلي المعارضة في سوريا إلى أذربيجان -في حال صحت هذه التقارير- أن يخلق مسرحا ثالثا للتنافس بين أنقرة وموسكو بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان