متعهدًا بدعم أوكرانيا.. الناتو يعزز وجوده على أبواب روسيا
(دويتشه فيله)
قررت دول الناتو تعزيز وجودها العسكري على أبواب روسيا وأعلنت أن روسيا هي التهديد الأهم والمباشر لأمن الحلفاء. يأتي ذلك فيما أعلن الرئيس الأمريكي بايدن تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا وخصوصا في دول البلطيق.
قررت دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال قمة مهمة في مدريد الأربعاء تعزيز وجودها العسكري على أبواب روسيا وإطلاق آلية التوسيع لضم السويد وفنلندا، في خطوة اعتبرتها موسكو "عدائية" و"مزعزعة للاستقرار".
وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ عند افتتاح النقاشات التي يشارك فيها كل قادة الحلف حتى الخميس أن الحلف "في لحظة محورية" من تاريخه.
وهزّ الغزو الروسي لأوكرانيا التحالف الذي يضمّ 30 بلداً وأجبرته على القيام بأكبر عملية إصلاح لدفاعاته منذ نهاية الحرب الباردة.
وخلال هذه القمة التي اعتمد خلالها الحلف خريطة طريق استراتيجية جديدة بعد مراجعة تلك المعتمدة منذ 2010 للمرة الأولى، ندد قادة الحلف بـ"الوحشية المروعة" التي تمارسها روسيا في أوكرانيا وتعهدوا بتقديم المزيد من الدعم لكييف.
وقال ستولتنبرغ "أوكرانيا يمكن أن تعتمد علينا طالما لزم الأمر".
ووافقت القمة على خريطة طريق الاستراتيجية الجديدة للناتو جاء فيها أن روسيا "هي التهديد الأهم والمباشر لأمن الحلفاء والسلام والاستقرار في المنطقة الأوروبية الأطلسية".
وأضافت الوثيقة التي حدّثت للمرة الأولى منذ العام 2010 "لا يمكننا استبعاد احتمال شن هجوم على سيادة الحلفاء ووحدة أراضيهم". وفي محاولة لمواجهة الخطر من روسيا، وافق القادة على تعزيز قواتهم في أوروبا الشرقية.
وطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء متحدثا عبر الفيديو أمام قادة الحلف دعماً إضافياً من الحلف لإفساح المجال امام كييف لمواجهة القوات الروسية، مشيراً إلى أن كييف بحاجة إلى "حوالى 5 مليارات دولار شهرياً" لتأمين دفاعها.
وأعلن الأمين العام للحلف عن حزمة مشتركة جديدة من المساعدات العسكرية غير الفتاكة، تشمل معدات اتصالات آمنة وأنظمة مضادة للطائرات المسيّرة. وتشمل المساعدات أيضا تدريب قوات أوكرانية على استخدام أسلحة غربية أكثر حداثة على المدى الطويل.
وأعلنت النرويج الأربعاء عن إرسال ثلاث بطاريات قاذفات صواريخ بعيدة المدى من نوع "ام ال ار اس". ويوم الثلاثاء أعلن وزيرا الدفاع الالماني والهولندي عن تسليم ست قاذفات صواريخ إضافية.
زيادة الوجود العسكري الأمريكي
من جهته قال الرئيس الأمريكي جو بايدن "نحن على الموعد" و"سنثبت أن حلف الأطلسي ضروري أكثر من أي وقت مضى" معلناً عن تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في كل أنحاء أوروبا وخصوصاً في دول البلطيق.
وقال خلال قمة للحلف وصفها بأنها "تطبع التاريخ"، إنه سيعزّز الوجود العسكري والإمكانات العسكرية الأمريكية في إسبانيا وبولندا ورومانيا ودول البلطيق وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا.
وذكّر بايدن بأن الولايات المتحدة سبق أن نشرت هذا العام "20 ألف عسكري إضافيين في أوروبا لتعزيز صفوفنا ردًا على الخطوات العدوانية التي تقوم بها روسيا"، ما يرفع العدد الإجمالي الأمريكيين المتمركزين في القارة إلى أكثر من 100 ألف. لكنه لم يحدّد ما ستمثله التعزيزات التي أعلنت الأربعاء عموما من حيث العديد. واقتصرت التفاصيل التي صدرت عن واشنطن على رقمَي 625 لألمانيا و65 لإيطاليا.
وأكد أن واشنطن ستزيد عدد مدمّراتها في قاعدة روتا البحرية في إسبانيا، الى ستّ بدلًا من أربع سابقًا.
في بولندا، ستقيم واشنطن "مقرًّا عامًّا دائمًا للفيلق الخامس في الجيش الأمريكي"، في ما سيكون، وفق البنتاغون، أول وجود أمريكي دائم في "الجناح الشرقي" لحلف شمال الأطلسي.
وتابع بايدن "سنبقي على لواء إضافي" مؤلف في المجمل من خمسة آلاف عنصر ومقرّه رومانيا، وسنقوم "بعمليات انتشار إضافية في دول البلطيق"، فيما أوضح البنتاغون أن هذا الأمر يتعلق بأنظمة مدفعية وطيران ودفاع مضاد للطائرات بالإضافة إلى نشر قوات خاصة.
وتعهدت الولايات المتحدة أيضا "تكثيف التدريبات مع حلفائنا" في دول البلطيق، على أبواب روسيا، وفقا لبيان صادر عن البنتاغون.
وأوضح الرئيس الأمريكي في تصريح مقتضب أمام الصحافة، "سنُرسل سربَين إضافيَين" من طائرات إف-35 المقاتلة إلى المملكة المتحدة و"سننشر قدرات دفاعية جوية إضافية" في ألمانيا وإيطاليا.
القصف الروسي يزداد شراسة
وتعقد قمة الحلف، في حين تستمر أوكرانيا على الأرض بدفع ثمن الغزو الروسي غالياً. وأعلنت السلطات الأوكرانية الأربعاء عن عدة ضربات دامية على مدنيين لا سيما في مناطق ميكولاييف (جنوب) ودنيبرو (وسط شرق).
وتأتي هذه الضربات بعد يومين على هجوم استهدف مركزًا تجاريًا مكتظًا في كريمنتشوك على بعد 330 كيلومترا جنوب شرق كييف ما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 18 قتيلا وفقدان نحو أربعين شخصا بحسب السلطات الأوكرانية.
وقال الرئيس الأوكراني إن عملية القصف هذه "هي من أفظع الأعمال الإرهابية في تاريخ أوروبا" داعيا إلى اعتبار روسيا "دولة راعية للإرهاب" بعد هذه الضربة التي استهدفت "مدينة هانئة".
ورغم بعض التقدم للقوات الروسية على الأرض في الأيام الماضية، اعتبر وزير الدفاع البريطاني بن والاس أن روسيا "فشلت في كل أهدافها الرئيسية".
فيديو قد يعجبك: