ماذا نعرف عن اتفاق غزة بين إسرائيل وحماس بشأن الأسرى؟
غزة - (بي بي سي)
توصلت إسرائيل وحماس إلى اتفاق لتبادل 50 أسير من الأسرى المحتجزين في غزة مقابل وقف القتال لمدة أربعة أيام.
ويشمل الاتفاق أيضاً الإفراج عن 150 امرأة وطفلاً فلسطينياً معتقلين في السجون الإسرائيلية، بالإضافة للسماح بزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الاتفاق سينهي "محنة قاسية" للأسرى، و"يخفف من معاناة العائلات الفلسطينية البريئة".
وتوعدت الحكومة الإسرائيلية بإكمال حربها للقضاء على حماس وإعادة بقية الأسرى البالغ عددهم أكثر من 200 أسير اختطفوا خلال هجوم حماس عبر الحدود على جنوبي إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وأدى إلى مقتل 1200 شخص، بحسب الحكومة الإسرائيلية.
وقالت حماس، التي تصنفها إسرائيل والولايات المتحدة وقوى غربية أخرى كمنظمة إرهابية، إن الاتفاق سيمنح الفلسطينيين الوقت للتعافي بعد هجوم جوي وبري إسرائيلي مكثف قالت الحكومة في غزة إنه أسفر عن مقتل أكثر من 14 ألف شخص.
مَن الأسرى الذين سيُطلق سراحهم؟
بعد أن استمرت المحادثات حتى الساعات الأولى من صباح الأربعاء، وقعت الحكومة الائتلافية الإسرائيلية أخيراً على هذا الاتفاق.
وأعلن بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيتم إطلاق سراح 50 امرأة وطفلاً على مدى أربعة أيام، وخلال هذه الفترة "سيتم وقف القتال".
كما عرض البيان على حماس حافزاً للإفراج عن مزيد من الأسرى، بالقول: "إن إطلاق سراح كل 10 أسرى إضافيين سيؤدي إلى يوم إضافي من وقف إطلاق النار".
وهذا البند يعتبر مهماً لعائلات الأسرى، الذين قال بعضهم في وقت سابق لبي بي سي إنهم لا يريدون رؤية اتفاق جزئي.
ومن المتوقع إطلاق سراح 50 أسير على أربع دفعات، تتكون كل دفعة من 12 أسير من مواطني إسرائيل أو مزدوجي الجنسية .
ولم تنشر أي قائمة بأسماء الأسرى المزمع إطلاق سراحهم، لكن مسؤولاً أمريكياً كبيراً قال للصحفيين إن ثلاثة مواطنين أمريكيين على الأقل - بمن فيهم أبيجيل إيدان البالغة من العمر ثلاث سنوات، والتي قتل والداها في كيبوتس كفار عزة - سيكونون من بين الأسرى الذين سيتم إطلاقهم.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير بعد ظهر الثلاثاء إن حماس يمكن أيضاً أن تفرج من جانب واحد، عن المواطنين التايلانديين الـ 26 الذين يُعتقد أنهم من بين الأسرى.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها مستعدة لتسهيل عملية إطلاق سراح الأسرى، كما فعل موظفوها عندما أطلقت حماس سراح امرأتين إسرائيليتين-أمريكيتين، وامرأتين إسرائيليتين الشهرالماضي.
وفي وقت سابق، أعلنت القوات الإسرائيلية الموجودة في غزة أنها أنقذت جندية واحدة، واستعادت جثتي رهينتين أخريين، وهما جندية وامرأة مدنية.
وقالت الحكومة الإسرائيلية إنها "ستواصل الحرب من أجل إعادة جميع الأسرى إلى ديارهم، واستكمال القضاء على حماس وضمان عدم وجود تهديد جديد لدولة إسرائيل من غزة".
ماذا سيحدث في غزة خلال وقف إطلاق النار؟
في بيان أطول، قدمت حركة حماس مزيداً من التفاصيل حول ما إذا كان من المتوقع أن يتوقف العمل العسكري الإسرائيلي طوال فترة ما سمته "الهدنة" أو الهدنة المؤقتة.
وقالت إنه من المتوقع أن تتوقف جميع أنشطة الطائرات دون طيار والطائرات الإسرائيلية لمدة أربعة أيام في جنوب غزة.
لكن في الشمال، الذي كان الهدف الرئيسي للعمليات الإسرائيلية لتفكيك حماس، سوف يستمر الحال على ما هو عليه خلال ساعات محددة، ما بين الساعة 10:00 والساعة 16:00 بالتوقيت المحلي (08:00-14:00 بتوقيت جرينتش) كل يوم.
ومن المتوقع أن تبقى القوات والدبابات الإسرائيلية في مواقعها داخل غزة خلال فترة وقف القتال التي تستمر أربعة أيام، لكن بيان حماس قال إن القوات الإسرائيلية لن تهاجم أو تعتقل أي شخص.
بالنسبة للفلسطينيين في غزة، الذين فرّ منهم 1.7 مليون شخص من منازلهم بسبب الحرب وفقا للأمم المتحدة، لا يمكن لفترة الراحة من من القتال الوحشي أن تأتي قريباً.
وسيسمح الاتفاق بدخول 200 شاحنة تحمل مساعدات وأربع ناقلات وقود وأربع شاحنات تحمل الغاز إلى غزة عبر معبر رفح المصري في كل يوم من الأيام الأربعة.
لكن ما يمكن فهمه أن الزيادة في الوقود، الذي يحتاجه القطاع لتشغيل مولدات المستشفيات وتحلية المياه ومرافق الصرف الصحي، لن تستمر إلا لفترة وقف القتال فقط.
وقطعت إسرائيل الكهرباء ومعظم المياه، وأوقفت شحنات الغذاء والوقود والسلع الأخرى إلى غزة رداً على هجوم حماس.
وسمحت بدخول 1,399 شحنة فقط من الإمدادات الإنسانية عبر مصر خلال الشهر الماضي، مقارنة بمتوسط شهري قدره 10,000 شحنة قبل الحرب، بحسب الأمم المتحدة. ومنعت إسرائيل جميع شحنات الوقود حتى الأسبوع الماضي، قائلة إن حماس قد تستخدمها لأغراض عسكرية.
وعلى الرغم من أن الصفقة ستسمح للناس في غزة بالمرور الآمن من الشمال إلى الجنوب، إلا أنها لن تسمح لمئات الآلاف من النازحين من الشمال بالعودة إلى ديارهم.
من هم الأسرى الفلسطينيون؟
قالت حماس إن الاتفاق سيشهد أيضاً إطلاق سراح 150 سجيناً فلسطينياً موجودين لدى إسرائيل، جميعهم من النساء والأطفال.
ولم يذكر بيان الحكومة الإسرائيلية ذلك، لكن وزارة العدل الإسرائيلية نشرت صباح الأربعاء قائمة بالعبرية بأسماء 300 سجين مؤهل للإفراج عنهم كجزء من الصفقة، على أساس احتمالية موافقة حماس على إطلاق سراح 50 أسير آخرين.
وتضم القائمة 123 فتى تتراوح أعمارهم بين 14 و 17 عاماً، وفتاة تبلغ من العمر 15 عاماً، و 144 شابا يبلغون من العمر 18 عاماً، و 32 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و 59 عاماً. ويخضع معظمهم للحبس الاحتياطي في انتظار محاكمتهم بتهم تتراوح ما بين إلقاء الحجارة والشروع في القتل.
ونشر القائمة هو إجراء شكلي قانوني في إسرائيل. وقبل إطلاق سراح أي سجين، يجب السماح للمواطنين الإسرائيليين بتقديم استئناف أمام المحكمة العليا الإسرائيلية لمدة 24 ساعة.
ولا يتوقع حدوث أي عارض خطير، ولكن هذا هو السبب في وجود تأخير في دخول الصفقة حيزالتنفيذ.
وتحتجز إسرائيل حاليا نحو 7000 فلسطيني متهمين أو مدانين بارتكاب جرائم أمنية، وفقا لجماعات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية. وتفيد التقارير بأن نحو 3000 فلسطيني اعتقلوا في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، حيث تصاعد العنف أيضا، منذ السابع من أكتوبر.
واختتم بيان حماس بالقول إن الاتفاق يهدف إلى "خدمة شعبنا وتعزيز صموده في مواجهة العدوان".
فيديو قد يعجبك: