الخضيري.. خلع ثوب القاضي الثائر ليدافع عن حارس الشاطر
كتب ـ محمد الصاوي:
ما أشبه اليوم بالبارحه، هكذا يكون لسان حالك وأنت تشاهد رموز المعارضة في عهد النظام السابق، هم الأن نجوم النظام والدفاع عنه وعن رجالاته، وخير دليل على ذلك هو بطل من الطراز القضائي والذى وقف في عهد النظام السابق وخسر الكثير في وقت كان يمكن أن يصمت ولن يعتب عليه أحد لكنه أثر المعارضة وتحمل تكاليفها، هو المستشار محمود الخضيري، نائب رئيس محكمة النقض السابق، والذى استمات في الدفاع عن الحريات ومعارضة النظام السابق لسنوات وخسر معها الكثير مما حققه أقرانه خلال تلك السنوات.
وبعد أن سقط النظام وأصبح من رجالات النظام الجديد، فاجأنا الخضيري بالظهور ضمن القضاء الواقف مدافعا عن الحارس الشخصي لخيرت الشاطر القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، بعدما ألقت قوات الأمن القبض عليه وبحوزته سلاح ناري، وصور له بقطاع غزة تظهر اشتراكه بالتدريبات العسكرية بأحد الفصائل الفلسطينية ودخوله للقطاع أكثر من مرة بطريقة غير مشروعة عبر الأنفاق غير الشرعية.
فهل يمكن أن تتغير الأقنعة وتتبدل الأدوار؟ أم أن الخضيري على مدار سنوات تحول من قاضي ضد الفساد إلى محام للنظام وأعوانه؟
الخضيري قاضي الميدان
المستشار الخضيري، الذي تولى قيادة المحاكمة الشعبية للرئيس السابق مبارك بميدان التحرير، وشارك في أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير، قائلا في بداية المحاكمة، ''إنه لا يقبل أن يكون هناك رئيس معزول بأمر الشعب يقيم في فندق 5 نجوم''، مؤكدا أنه لابد من منع الاتصالات والزيارات عنه، وأن يتذوق طعم الإقامة الجبرية، معربا عن أمله في تنفيذ القرارات التي ستتخذها هيئة المحكمة على أرض الواقع.
الخضيري محاميا لحارس الشاطر
وبعد مرور أقل من عام على محاكمه النظام خلع ثوب القضاء ليرتدي ثوب المحامي وهو يدافع عن خليل أسامة العقيد، حارس خيرت الشاطر، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، لاتهامه بحيازة سلاح ناري وذخيرة بدون ترخيص، بعدما تم القاء القبض على المتهم في إحدى اللجان الانتخابية بمدرسة القاهرة الجديدة، وبحوزته سلاح ناري غير مرخص، وجاء ضمن كلام المستشار محمود الخضيري، في مرافعته للدفاع عن المتهم، ''أن القضية عادية جدًا و الإعلام لعب دورًا في تضخيم القضية، ودفع بعدم مصداقيه تحريات الأمن الوطني، ودفع بانتفاء مبرر الحبس الاحتياطي وطلب إخلاء سبيله بأي كفالة''.
المتهم بين قرابه الخضيري وانتماؤه الإخواني
ورغم أن المتهم تم نشر صور له وهو يقوم بحراسة شخصيات قيادية بجماعة الاخوان مثل سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب المنحل، والرئيس مرسي اثناء فترة الدعاية الانتخابية وبعد فوزه برئاسة الجمهورية.
إلا أن المستشار الخضيري قام بالدفاع عنه ليس لأنه ينتمي للنظام، كما حاول الشاطر أن ينفي ذلك مرارا وتكرارا، وإنما جاء مبرر قبوله للدفاع عن المتهم على لسان شقيق المتهم، والذى أكد أن جماعة الإخوان المسلمين لم توكل المستشار الخضيري للدفاع عن اسامة العقيد، مضيفا أن الخضيري تربطه علاقة قرابة بعائلة العقيد التى لها تاريخ طويل مع جماعة الإخوان.
الخضيري لم يمنع حبس ''حارس الشاطر''
وأيا كانت الأسباب التى دفعت المستشار الخضيري لقبول ارتداء روب المحاماة والدفاع عن حارس الشاطر، وبعيدا عن حسابات المكسب والخسارة بمنطق الخضيري قبل الثورة أو بعد الثورة، فإن محكمة جنايات شمال القاهرة المنعقدة بالتجمع الخامس برئاسة المستشار أحمد صبري يوسف، اليوم الثلاثاء، أسدلت الستار على أول تجربه للمحامي محمود الخضيري، بمعاقبة خليل أسامة العقيد، حارس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، لاتهامه بحيازة سلاح ناري وذخيرة بدون ترخيص بالحبس لمدة سنة ومصادرة المضبوطات وذلك مع استعمال الرأفة مع المتهم.
والسؤال الذي يجب أن يطرحه على نفسه الخضيري الأن، هل كان الخاسر الأوحد من القضية؟.
فيديو قد يعجبك: